اجتماع رباعي في القاهرة الأربعاء

رد حازم بمواجهة التعنت القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

انقضت الأيام العشرة الممنوحة لقطر أمس دون الاستجابة للمطالب الـ13 التي قدمتها الدول الأربع، حيث لجأت الدوحة للمناورة بإعلانها أنها ستقدم ردها اليوم في «الوقت بدل الضائع». وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن وزير خارجية قطر سيسلم رسمياً أمير الكويت اليوم رد بلاده على المطالب من دون أن توضح ماهية الرد وسط تذمر شعبي قطري من سياسات التأزيم التي يقودها فريق تميم بن حمد واتجاهه إلى الارتماء في أحضان إيران والاستمرار في سياسته بتحويل الدوحة إلى عاصمة لإدارة الإرهاب العالمي.


وأصرت القيادة القطرية على مواقفها المسببة للأزمة وعلى رأسها دعمها التنظيمات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين وتحالفها الهدّام مع إيران وفتحها باب المنطقة أمام تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بما فيها رعاية جماعات تستهدف بشكل مباشر أمن دول المنطقة وتعمل على زعزعة الاستقرار وتسيير أجندة طائفية.


وصرح المستشار أحمد أبو زيد، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأنه بناءً على دعوة من وزير الخارجية سامح شكري، تقرر عقد اجتماع رباعي لوزراء خارجية مصر والسعودية والامارات والبحرين في القاهرة بعد غد الأربعاء لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر.


وأوضح أن الاجتماع يأتي في إطار تنسيق المواقف والتشاور بين الدول الأربع بشأن الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر، وتبادل الرؤى والتقييم بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية القائمة في هذا الشأن.
من جهته، وشدد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، على أهمية التزام قطر بتعهداتها وبطلبات الدول المقاطعة لها. وشدد الشيخ خالد بن أحمد على أهمية التزام دولة قطر بتعهداتها السابقة وبالمطالب التي قدمتها الدول المقاطعة لها، وذلك لتحقيق ما يصبو إليه الجميع من استقرار لدول وشعوب المنطق، والقضاء على الإرهاب ومن يدعمه ويموله، والمضي قدماً في عملية التنمية والتقدم.


وفي واشنطن، أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عبد الله بن يحيى المعلمي، أن قطر تصر على زعزعة أمن المملكة ودول المنطقة ودعم الإرهاب الذي هدد العالم بأسره إضافة إلى شراكتها مع إيران في توجهها الذي لم يتوقف عن إيجاد الفوضى العارمة في دول المنطقة.


وشدد على أن بلاده و دولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية اتخذت قراراً سيادياً في مقاطعة قطر وذلك حفاظاً على ضبط الأمن في المنطقة والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب.
وقال المعلمي إن دعم قطر المستمر للإرهاب أدى إلى أن تكون الدوحة الملاذ الأول للإرهابيين الذين يجدون البيئة الخصبة فيها وتستقبلهم وتسمح لهم بالتآمر ضد دولهم.


وفي أنقرة، أوضح السفير السعودي لدى أنقرة، وليد الخريجي، أسباب اعتبار الرياض القاعدة العسكرية التركية في قطر خطرا عليها. وخلال مقابلة مع الأناضول، قال الخريجي، «نعلم أن هناك اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر، ولكن المستغرب في بداية الأزمة إسراع تركيا في الموافقة التشريعية على إرسال جنودها ومعدات عسكرية إلى قطر».


وبشأن مقترح إنشاء قاعدة تركية عسكرية في السعودية، صرح السفير أن المملكة لا يمكنها أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد، وأنقرة تعلم جيدا أن المملكة ليست في حاجة إلى ذلك.
ومع انتهاء المهلة الممنوحة لقطر لإنهاء الأزمة، اتضح للعالم حقيقة التموضع القطري إلى جانب الإرهاب من جهة، والريادة السعودية والإماراتية في مكافحة الإرهاب والتمدد الإيراني من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية السابق، جاك كين، إن كلاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقفا في وجه التمدد الإيراني في اليمن والمنطقة العربية.


وفي قطر، تسود حالة من التذمر الشعبي التي باتت ملامحها واضحة، إذ بات شعار «ارحل يا تميم» مسموعاً في شوارع الدوحة رغم حالة التضييق الأمني المعتمدة من قبل النظام القطري.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن حالة التململ تبدو واضحة بين القطريين الذين أدركوا حجم الورطة التي وضع فيه أمير البلاد تميم بن حمد بلادهم بسبب تآمره على الدول الشقيقة، خصوصا مع ظهور بوادر أزمة اقتصادية ومالية، تجسدت بالخصوص في تراجع قيمة الريال، وارتفاع نسبة التضخم، وغلاء الأسعار بشكل غير مسبوق، بعد أن صارت البضائع تورد عبر البحر والجو، وبعد أن كانت تصل عن طريق البر من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.


تصدع داخلي
وما يشير إلى وجود تصدع داخل النظام القطري غياب تميم عن الساحة بسبب نزاع على الحكم بين الأب حمد بن خليفة وابنه تميم، وهذا ما يفسره وجود قوات أجنبية على الأراضي القطرية.

Email