الضغوط على الدوحة فرصة أميركية لمواجهة التطرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الحراك السياسي الذي تتفاعل معه الإدارة الأميركية من أجل إنهاء الخلاف الخليجي-القطري، لم يصل إلى مبتغاه بعد، فقطر لم توافق على المطالب الخليجية والعربية التي قدمت من أجل إنهاء الخلاف، واختارت التصعيد.

وفي مقال مطول لكبير مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، جون حنا، حول الأزمة، يطالب بالمزيد من التدخل الأميركي في الأزمة لتأمين المصالح الأميركية.

ويقول حنا إن الأزمة اتخذت منعطفاً جديداً، عندما قدمت السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين، أخيراً، للنظام في قطر، قائمة من 13 مطلباً، يجب قبولها قبل أن تكون مستعدة لإعادة إقامة علاقات سياسية واقتصادية طبيعية. ومع دخول الأزمة في أسبوعها الرابع، على الأقل هناك الآن بعض الأسس التي يمكن أن يبذل فيها جهد دبلوماسي جاد لحل الأزمة. وينبغي للولايات المتحدة أن تغتنم الفرصة، مع مراعاة عدة مبادئ توجيهية.

إجراءات جادة

ويرى حنا أن على الولايات المتحدة أن تطالب بتغييرات في السلوك القطري ذات طابع استراتيجي، وليس مجرد إجراءات تجميلية. وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، هذه الدول اشتكت واعترضت بشدة من الجهود القطرية الرامية إلى زعزعة استقرار أنظمتهم وتحدي مصالحهم الحيوية في المنطقة. وعلى مدى 20 عاماً، سعت واشنطن، على الرغم من تقاسمها الكثير من نفس المخاوف بشأن سياسات قطر، إلى حماية الدوحة من الحساب. «وكانت النتيجة سلسلة مزمنة من الأزمات، كل واحدة أسوأ قليلاً من السابقة،» يضيف حنا: «مع الإحباط والاستياء من الدول المجاورة الأقوى، قطر تتصاعد مع كل جولة جديدة من الأزمات، حتى وصلت حد الغليان قبل ثلاثة أسابيع، ما آثار أسوأ أزمة في المنطقة حتى الآن».

وأردف: «ببساطة، العودة إلى الطريقة الأميركية التقليدية في حل النزاعات ومحاولة إخفاء أو تجاهل الخلافات لتهدئة التوتر في الإقليم، لا ينبغي أن يكون خياراً مطروحاً»، لافتاً إلى أن التحالف المناهض لقطر، ذهب بعيداً في طريق المواجهة في هذه المرحلة، وأن قبول حل وسط آخر لا معنى له، حتى في ظل الضغوط الأميركية من أجل تهدئة الأمور.

مصلحة أميركية

لكن السبب الرئيس في أن إدارة ترامب يجب ألا تتخلف عن الوضع السابق، لأن الولايات المتحدة نفسها لها مصلحة قومية كبيرة في فرض بعض التغييرات الأساسية في سلوك قطر المزدوج بشأن قضية التطرف الإسلامي والإرهاب. والحقيقة هي أن من بين الطلبات الـ 13 الواردة في القائمة التي تقودها المملكة العربية السعودية، عدة بنود يجب أن تصر واشنطن عليها "إذا أعيدت صياغتها على النحو الصحيح. كل هذه التغييرات، هي بذاتها للصالح الأميركي. ويمكن اختيار المطالب من قائمة المطالب التي قدمتها السعودية والدول العربية، وإعادة صياغتها بشكل مناسب، من خلال جهود الوساطة الجدية. هذه الأزمة تمثل فرصة نادرة لتحقيق انتصار آخر على معركة الولايات المتحدة ضد التطرف".

وأوضح حنا: "يجب على إدارة ترامب عدم تضييع هذه الفرصة".

وأوضح أنه في المقام الأول، يجب على واشنطن أن توضح للدوحة أن أي تدخل إيراني أو روسي أو تركي أو غيرها من القوى في الأزمة إلى جانبها، ولا سيما عسكرياً، ستكون قطر المتضرر الأول، ولن يزيد الأزمة إلا تعقيداً، ويصبح من الصعب الوصول إلى تسوية دبلوماسية للخلاف. يجب على المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين، أن ترسل رسائل واضحة، وخاصة في موسكو وأنقرة، بأن التدخل الخارجي نيابة عن قطر، يعتبر عملاً استفزازياً، من شأنه زيادة التوتر في المنطقة. بالنسبة لإيران، يجب أن يكون واضحاً لديها أن أي جهد من جانبها في زيادة توتير الأزمة، سيؤدي إلى فعل عقابي فوري وقاسٍ.

Email