انتهت المهلة وتميم يرهن قطر لإيران وتركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت المهلة التي منحتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر للقيادة القطرية أمس دون استجابة لتهدر بذلك الدوحة «الفرصة الأخيرة» لطي صفحة الأزمة وتجنيب الشعب القطري تبعات السياسات الطائشة للقيادة القطرية وسط تذمر شعبي قطري بدأ يترجم نفسه عملياً في شوارع الدوحة عبر دعوات منددة بسياسات تميم بن حمد وتضحيته بالجوار الخليجي والعربي لصالح مكافأة إيران وتنظيمات إرهابية أرهقت المنطقة على مدى سنوات وأغرقتها بالدماء.


وانقضت الأيام العشرة الممنوحة لقطر أمس دون الاستجابة للمطالب الـ13 التي قدمتها الدول الأربع حيث أصرت القيادة القطرية على مواقفها المسببة للأزمة وعلى رأسها دعمها التنظيمات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين وتحالفها الهدّام مع إيران وفتحها باب المنطقة أمام تدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بما فيها رعاية جماعات تستهدف بشكل مباشر أمن دول المنطقة وتعمل على زعزعة الاستقرار وتسيير أجندة طائفية.


وحتى منتصف ليلة أمس لم تصدر القيادة القطرية أي رد رسمي عدا الرفض المسبق الذي أعلن عنه وزير خارجيتها أول من أمس، لتدخل الأزمة منعطفاً جديداً ستتضح ملامحه خلال الساعات المقبلة.
وشدد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، على أهمية التزام قطر بتعهداتها وبطلبات الدول المقاطعة لها. وذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا) انه تم خلال الاتصال الهاتفي تبادل وجهات النظر والتباحث حول قطع العلاقات مع دولة قطر، والسبل الكفيلة للتوصل إلى نتيجة تضمن الأمن والسلام في المنطقة.


وقالت وكالة «بنا» إن الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة شدد خلال الاتصال الهافي على أهمية التزام دولة قطر بتعهداتها السابقة وبالمطالب التي قدمتها الدول المقاطعة لها، وذلك لتحقيق ما يصبو إليه الجميع من استقرار لدول وشعوب المنطق، والقضاء على الإرهاب ومن يدعمه ويموله، والمضي قدماً في عملية التنمية والتقدم.


بدوره، أكد رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على ضرورة أن يكون الأمن والاستقرار عماد التحركات الإقليمية والدولية، فالعثرات التي اعترت طريق التنمية في المنطقة على الصعيدين الأمني والاقتصادي تكفيها، وهي تحتاج لحالة استقرار لتكمل مشوارها نحو بلوغ أهدافها في خير الدول ورفاه الشعوب، لافتاً إلى أن مملكة البحرين تمد يدها دوما لمن يسعى للوحدة والتعاون لما فيه خير وصلاح الجميع في حين أنها ترفض التدخل في شؤونها بشكل يٌقوض أمنها واستقرارها.


دعم الإرهاب
وفي واشنطن، أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عبد الله بن يحيى المعلمي، أن قطر تصر على زعزعة أمن المملكة ودول المنطقة ودعم الإرهاب الذي هدد العالم بأسره إضافة إلى شراكتها مع إيران في توجهها الذي لم يتوقف عن إيجاد الفوضى العارمة في دول المنطقة.


ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن مندوب المملكة في بيان له أمس إن بلاده و دولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية اتخذت قراراً سيادياً في مقاطعة قطر وذلك حفاظاً على ضبط الأمن في المنطقة والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر اختارت أن تكون إيران حليفاً لها واستمرت 20 عاماً في دعم الجماعات الإرهابية مع علمها بما يكيدونه ضد دول المنطقة.


وقال المعلمي إن دعم قطر المستمر للإرهاب أدى إلى أن تكون الدوحة الملاذ الأول للإرهابيين الذين يجدون البيئة الخصبة فيها وتستقبلهم وتسمح لهم بالتآمر ضد دولهم.

وشدد على أنه حفاظاً من الدول الأربع على إبقاء قطر في محيطها الطبيعي فقد أعطيت فرصاً عدة لوقف دعمها الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً إلى أن آخرها عامي 2013 و2014 إلا أن هذه المساعي فشلت ولم تلتزم الدوحة بالمطالبات.


وفي القاهرة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية فعّالة لمكافحة الإرهاب واتخاذ موقف حازم ضد الدول التي تمول الجماعات الإرهابية وتمدها بالسلاح والمقاتلين وتوفر الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلاً عن التعامل مع جميع الجماعات الإرهابية بمعيار واحد.


جاء ذلك خلال لقائه مع وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور الجمهوري روجر ويكر (رئيس لجنة الأمن والتعاون في أوروبا) وعضوية عدد من أعضاء الكونغرس في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وذلك في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري.


واستعرض السيسي في هذا الصدد رؤية مصر التي ترتكز على أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد أزمات وصون سيادتها ووحدتها ومُقدرات شعوبها، حتى يُمكن استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، مؤكداً أن ذلك يتطلب تكثيف الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لتسويات سياسية والمُضي قدماً في جهود إعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات.

Email