تميم يدفع قطر إلى المجهول

قطر تواجه عقوبات حاسمة بعد رفضها المطالب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار أمير قطر تميم بن حمد التضحية بقطر ورفض روابط الاخوة والجيرة والتاريخ مع محيطه العربي مفضلاً التحالف مع إيران ومساندته تدخلاتها في دول المنطقة وذلك قبيل 24 ساعة من انتهاء المهلة التي حددتها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وتقضي باستجابة قطر لقائمة من المطالب الهادفة إلى نزع فتيل الأزمة التي تسببت بها الدوحة.

ومن بين المطالب وقف دعمها للإرهاب وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، وبينما توقع العديد من المحللين أن الدوحة ستواجه حزمة اشد من العقوبات فور انتهاء المهلة، اتجهت قطر إلى المزيد من التصعيد رافضة نزع فتيل الأزمة التي تسببت بها في المنطقة بإعلانها أمس أنها سترفض قائمة المطالب، في تصعيد جديد للتوتر الذي يبدو أن الأمير السابق لقطر، حمد بن خليفة، الذي ما زال يدير الحكم بحسب مجلة "فورين بوليسي" يلعب دوراً في تصعيده.

وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تصريحات للصحافيين في روما إن الدوحة سترفض مجموعة المطالب وستسعى إلى مزيد من العلاقات مع إيران.

ولجأ الوزير القطري كعادته إلى المناورة ومحاولة الالتفاف على وضوح المطالب بقوله إن الدوحة تريد خوض حوار ولكن بشروط مناسبة، مؤكدا على رغبة الدوحة في إقامة علاقة قوية مع إيران وإصرار بلاده على بقاء التواجد العسكري التركي في قطر.

بدوره، أكد العاهل البحريني ضرورة التزام قطر بجميع تعهداتها السابقة وتلبية المطالب التي قدمت لها حفاظا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها. وخلال اتصال هاتفي تلقاه ملك البحرين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جرى التشاور والتباحث حول مستجدات الأوضاع في المنطقة وخاصة ما يتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية وغيرها مع قطر.

وفي واشنطن أفاد موقع «واشنطن اكزامينر» الأميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في تسجيل صوتي لخطاب ألقاه بمناسبة حملة لجمع التبرعات، تم تسريبه أخيراً، إن قطر تمول الإرهابيين، مكرراً دعمه لتكتل الدول الذي تقوده السعودية لعزل قطر، الحليف الأميركي الآخر في الشرق الأوسط، باعتبار هذه الجهود جزءاً أساسياً «من القتال الشرس» ضد أولئك الذين يمولون الإرهاب.

وتحت عنوان «مكائد القصر في قلب الأزمة القطرية»، نشر موقع «فورين بوليسي» مقالاً للباحث الأميركي في معهد واشنطن للشرق الأدنى، سايمون هندرسون، يطرح من خلاله تساؤلاً: من هو الزعيم الفعلي لقطر.

وينقل الكاتب عن دبلوماسي سابق عاش في الدوحة لسنوات عدة، يصر على أن حمد بن خليفة مستمر في قيادة الدبلوماسية القطرية.

ويعتقد الكاتب أن حمد على ما يبدو لا يمكنه مقاومة أي فرصة لإزعاج جيرانه العرب في الخليج، حتى لو كان هذا الأمر يخاطر بتفكيك دول مجلس التعاون الخليجي.

من ناحيته أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عوّاد بن صالح العواد في ختام زيارته لألمانيا حرص المملكة على دعم كل السبل لمحاصرة الإرهاب والقضاء عليه وقطع تمويله نهائياً.

وقال الوزير العواد إنه وجد تفهّماً كبيراً لدى المسؤولين الألمان لموقف المملكة والدول الأخرى في مقاطعة دولة قطر بعد تزويدهم بالمعلومات التي تثبت ضلوع قطر في تمويل الإرهاب والتطرف ودعمه ورعاية رموزه واستغلال قناة الجزيرة كمنبر إعلامي يروّج للعنف ويشيد بالإرهابيين.

وتوقع العديد من الخبراء إن تواجه الدوحة حزمة اشد من العقوبات فور انتهاء المهلة غداً محذرين من أن قطر تقود نفسها إلى أزمة حقيقية وتكشف بوضوح تمسكها وتأييدها للتدخلات الإيرانية المضرة بالمنطقة وكذلك دعمها للمنظمات الإرهابية واستمرارها في استخدام قناة الجزيرة للتحريض ضد دول المنطقة والترويج للمنظمات الإرهابية.

مشيرين إلى انه في مجمل المواقف المتعلقة بالأزمة، فإن قطر لم تف بتعهداتها التي قطعتها لمجلس التعاون الخليجي في اتفاق الرياض، وعرّضت الأمن الوطني للخطر واستمرت في دعم المنظمات الإرهابية. ولم تتحرك نحو المصالحة.

واستعرض عدد من المحللين الدوليين الأسباب التي قد تقود الأزمة مع قطر إلى مرحلة أخطر، بما يمثل تهديداً واضحاً للمنطقة، حيث دخلت الأزمة أسبوعها الخامس، فيما لا تزال قطر تواصل تعنتها، وعدم الاستجابة الجدية والتعامل بحكمة تقتضيها مصالح المنطقة مع المطالب التي وجهتها الدول العربية لها بالتوقف عن دعم الإرهاب وتمويله.

وأكد المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة «آي إتش إس ماركت»، فراس معداد، أن التعنت القطري أسهم في وضع أطراف الأزمة في موقف لا يمكن لأي منهم الرجوع عنه.

من جهتها، قالت رئيسة قسم التحليل الاستراتيجي الدولي بمؤسسة «آر بي سي كابيتال ماركيتس»، هيلما كروفت، إن المطالب العربية كان من الممكن بسهولة التفاوض بشأنها، خاصة أنها مطالب تمس الأمن القومي لعدد من الدول في المنطقة.

وأضافت أن المقاطعة هدفها دفْع قطر لمراجعة سياساتها الإقليمية فيما يخص قضايا تمويل الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، إضافة إلى دعم حركات متطرفة ومدرجة في قوائم الإرهاب.

 

Email