حمد بن عيسى يدعو الدوحة إلى تصحيح مسار سياساتها

قطـر تختـار التصعــيد.. وترقُّـب إجراءات عقابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفضت  قطر نزع فتيل الأزمة التي تسببت بها في المنطقة بإعلانها أمس أنها سترفض قائمة المطالب التي تقدمت بها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، في تصعيد جديد للتوتر وانكشاف أكبر للسياسات القطرية المؤيدة للتدخلات الإيرانية، وكذلك دعمها للمنظمات الإرهابية واستمرارها في استخدام قناة الجزيرة للتحريض ضد دول المنطقة والترويج للمنظمات الإرهابية.

وفشلت الدبلوماسية القطرية في التسويق لوجهة نظرها المضللة حول الأزمة. وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تصريحات للصحافيين في روما إن الدوحة سترفض مجموعة المطالب التي قدمتها عدة دول عربية وذلك قبل 24 ساعة من انتهاء المهلة التي حددتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، والتي تنتهي غداً وسط ترقب لإجراءات عقابية ضد استمرار قطر في نهجها الداعم للإرهاب.

ولجأ الوزير القطري كعادته إلى المناورة ومحاولة الالتفاف على وضوح المطالب بقوله إن الدوحة تريد خوض حوار ولكن بشروط مناسبة، مؤكداً رغبة الدوحة في إقامة علاقة قوية مع إيران، في غزل ضمني جديد للتدخلات الإيرانية الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة.

وتضمنت المطالب العربية قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية وإغلاق قناة الجزيرة وخفض مستوى العلاقات مع إيران وإغلاق قاعدة جوية تركية في قطر. وقالت الدول العربية إن هذه المطالب ليست محل تفاوض، وحذرت من أن إجراءات أخرى، لم تحددها، سيجري اتخاذها في حال رفض قطر تلك المطالب.

وأصر وزير الخارجية القطري على الاستقواء بالخارج، حيث أكد أن بلاده لن تغلق القاعدة التركية التي تستضيفها أو تغلق قناة الجزيرة التي يوجد مقرها في الدوحة.

وأمام العناد القطري، لم تفلح الجهود الإقليمية والدولية في إقناع الدوحة بالاستجابة للمطالب المحقة التي تقدمت بها الدول الأربع. وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع أمير قطر تميم بن حمد. وقال البيان الذي صدر عن الكرملين: «فلاديمير بوتين شدد على أهمية الجهود السياسية-الدبلوماسية التي تهدف لتخطي الخلافات في الرأي وتطبيع الموقف الصعب الراهن».

لقاء أنقرة

كما عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، اجتماعاً مع وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، خالد العطية، في العاصمة أنقرة، وفق مصادر رسمية.

وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن «الاجتماع جرى في المقر العام لحزب العدالة والتنمية، بعيداً عن وسائل الإعلام، واستمر قرابة الساعة ونصف الساعة، بحضور وزير الدفاع التركي فكري إشيق».

تصحيح المسار

في المقابل، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ضرورة تصحيح قطر مسار سياستها بما يؤكد التزامها بجميع تعهداتها السابقة ويلبي المطالب التي قدمت لها حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وخلال اتصال هاتفي تلقاه ملك البحرين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جرى التشاور والتباحث حول مستجدات الأوضاع في المنطقة وخاصة ما يتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية وغيرها مع قطر.

وأشاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالتنسيق المستمر بين البحرين وروسيا تجاه القضايا الإقليمية والدولية وحرصهما واتفاقهما التام على أهمية مكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله وتجفيف منابع دعمه وتمويله.

وذكرت وكالة أنباء البحرين أنه تم خلال الاتصال تأكيد عمق علاقات الصداقة بين البلدين وارتياحهما وتقديرهما لما تشهده هذه العلاقات من تطور ونماء في مختلف المجالات، وخاصة في المجالات التجارية والاستثمارية، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

رهان خاطئ

وفي مجمل المواقف المتعلقة بالأزمة، فإن قطر لم تف بتعهداتها التي قطعتها لمجلس التعاون الخليجي في اتفاق الرياض، وعرّضت الأمن الوطني للخطر واستمرت في دعم المنظمات الإرهابية. ولم تتحرك قطر نحو المصالحة برغم اقتراب موعد المهلة التي حددتها دول المقاطعة لتنفيذ المطالب التي تتضمن وقف تمويل الإرهاب.

وحذر مراقبون من رهان قطر الخطأ على إيران وتركيا، وذلك بعد التسريبات عن احتمال ارتماء الدوحة في حضن طهران، بإعلان تحالف عسكري بين البلدين، لتعديل ميزان القوى في الخليج.
ويرى المراقبون أن الدوحة في طريقها للانتحار سياسياً وعسكرياً إذا لعبت ورقة التحالف العسكري مع إيران، لأن ذلك سيعني ببساطة خروجها من المعادلة الخليجية نهائياً.

Email