الدوحة سخّرت إمكانياتها لتثبيت «الإخوان» وإجهاض 30 يونيو

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حلت أمس، الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو 2013 في مصر، وهي الثورة التي أطاحت بحكم تنظيم الإخوان الإرهابي وأجهضت مخططات عديدة كانت يتم حياكتها لمصر والمنطقة، وشكلت تلك الثورة حجر عثرة أمام العديد من الطموحات الخاصة بدول إقليمية وأطراف دولية كانت راغبة في تركيع مصر وتطويعها لخدمة رؤى ومشروعات تفتيتية تتعاظم على أثرها أدوار دول صغيرة أخرى تنفذ أجندات آخرين وتطمح للزعامة والسيطرة الزائفة مثل «قطر».

لعبت الدوحة دورًا كبيرًا في دعم وتثبيت أركان حكم تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تجمعها به علاقات وطيدة وقوية منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي العلاقات التي اتضحت آثارها ودلائلها تدريجيًا بقوة بعد ثورة 25 يناير 2011 وما تلاها من تطورات سياسية، حتى بزغت خلال عام حكم الإخوان لمصر، عندما استماتت قطر في الدفاع عن الإخوان والترويج لهم محليًا وإقليميًا ودوليًا، مستخدمة في ذلك أذرعها الإعلامية ممثل في قناة الجزيرة التي حاولت التأثير على الرأي العام الغربي والإقليمي وكانت بمثابة الناطق الرسمي باسم الإخوان.

رهانات

أدركت قطر أن رهاناتها التي جاءت مدعومة بمخططات ورؤى غربية ولاسيما برؤية أمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما آنذاك تبارك وتدعم «الإسلام السياسي» وفي القلب منه تنظيم الإخوان وتعتبره تنظيمًا معتدلًا، باتت تلك الرهانات تسير على طريق الفشل، في ظل فشل الإخوان في الاستحواذ على ثقة الشعب المصري الذي بدأ تمردًا ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي بدا وكأنه مندوبًا للإخوان وداعميهم من «أهل الشر» في رئاسة الجمهورية المصرية.

لم تستسلم الدوحة وقامت بتسخير إمكانياتها كافة للدفاع عن التنظيم الإخواني وإجهاض ثورة 30 يونيو التي شارك فيها المصريون دفاعًا عن هوية بلد تسلب، غير أن تلك المحاولات باءت بالفشل، ونجحت الإرادة المصرية في فرضها نفسها على الجميع. بينما ظلت الدوحة تستكمل مسار سياساتها الخاطئة في دعم ومساندة التنظيم الإخواني تمسكًا بالأمل الزائف، أمل أن تعود عقارب الساعة للخلف.

يقول نائب المرشد العام السابق للإخوان محمد حبيب (المنشق عن التنظيم) لـ «البيان» إن قطر لم تكن وحدها التي تسعى من أجل إجهاض ثورة 30 يونيو وحتى بعد نجاح الثورة في محاولة تغيير الأوضاع واسترداد حكم الإخوان، بل كانت الدوحة بمثابة «الصبي» الذي ينفذ تعليمات سيده بالإضافة إلى تركيا، والسيد هنا كانت المخططات الصهيوأميركية في المنطقة، لأن الثورة المصرية في 30 يونيو لم تكن تصب في صالح الغرب الذي راهن على التنظيم الإخواني، خاصة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

ويشدد على أن الدوحة ناهضت وعارضت ثورة 30 يونيو بشدة، فقطر تلعب لصالح الإدارة الأمريكية من ناحية والكيان الصهيوني من ناحية ثانية، ولا شك أن تلك الثورة التي أطاحت بحكم الإخوان أطاحت بالرغبات والطموحات الأمريكية الصهيونية التي ترعاها قطر وتسعى لتنفيذها وتطبيقها.

ويؤكد النائب السابق لمرشد الإخوان أن الدوحة تلعب لمصلحتها ولمصلحة من يحركها، وهي في سبيل ذلك استضافت على أراضيها العناصر المناوئة لثورة يونيو واستخدمت كذلك أذرعها الإعلامية الممثلة في قناة الجزيرة من أجل الهجوم على مصر، وتم إنفاق الكثير لكي يكون لهم دور في الضغط والابتزاز لمنع ثورة يونيو، وكذا لإفشالها بعد نجاحها، وذلك من خلال دعم العمليات والمخططات الإرهابية.

دعم لامحدود

قدمت قطر للعناصر الإخوانية الموجودة على أرضها بعد 30 يونيو دعمًا بلا حدود، بداية من الرواتب الشهرية التي تحدث عنها القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي وقال لـ«البيان» إن كل قيادي إخواني يحصل على راتب شهري من الدوحة، والراتب يبدأ من 3 آلاف دولار ويصل إلى 8 آلاف دولار حسب قيمة ومكانة القيادي في التنظيم.

وحتى ما لفت إليه الخرباوي بشأن ملايين الدولارات التي أنفقتها قطر على قيادات إخوانية مثل أمين عام تنظيم الإخوان محمود حسين الذي حصل على تمويل بقيمة 6 ملايين دولار لينفقها على أنشطة الجماعة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر. وكذا التمويلات الخاصة بتنفيذ العمليات الإرهابية من بينها عملية اغتيال النائب العام المصري الشهيد المستشار هشام بركات.

وخلال حكم الإخوان، ظهر الدعم القطري للإخوان بقوة من أجل تثبيت أركان حكم الجماعة الإرهابية، حتى أنها –وفق ما صرح به الخرباوي - مولت شراء شبكة تجسس خاصة بالتنظيم. ذلك بخلاف دور قطر في تمويل ودعم حملة محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية.

وتقول البرلمانية المصرية مارغريت عازر، لـ «البيان»، إن قطر حاولت جاهدة قبل وبعد نجاح ثورة 30 يونيو أن تبث معلومات مغلوطة من خلال قناة الجزيرة حول العالم، وتشكك فيما بعد في شرعية 30 يونيو وكثافة المشاركة الشعبية في الثورة، غير أنها لم تنجح في تشكيك أو تشتيت الناس في الشارع المصري من خلال تلك المعلومات المغلوطة التي كانت تروجها.

بينما نجحت بقدر ما في التأثير على الرأي العام الغربي الخارجي، لكن الداخل الثائر في مصر كان مصرًا على تحقيق مطالبه بالإطاحة بحكم الإخوان ولم تستطع الجزيرة التأثير عليه، كما نجح المصريون بعد ذلك في تغيير الكثير في النظرة الغربية لدى بعض الدول الغربية لثورة 30 يونيو.

وتشدد على أن المحاولات القطرية لإجهاض الثورة المصرية ظلت قائمة حتى بعد الإطاحة بحكم الإخوان، ودعمت الدوحة عناصر الإخوان ومولتهم واحتضنتهم وصارت ملاذًا لهم، لكنها لم تنجح في التأثير أو إفشال الثورة بعد ذلك، لأن الإرادة الشعبية المصرية كانت وتظل أقوى من تلك المخططات.

علاقات قديمة

والعلاقات المشبوهة بين قطر والإخوان ليست وليدة التطورات السياسية التي شهدتها البلد بعد 25 يناير، لكنها علاقات قديمة تعود لما قبل ذلك بكثير في عهد مبارك، ومولت الدوحة قيادات إخوانية لتأسيس مؤسسات خاصة بهم، وبعد ذلك من أجل إرباك الأوضاع في مصر وتغييرها والقيام بعمليات عنف حسبما أكد القيادي المنشق عن تنظيم الإخوان عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان مختار نوح.

ويشير نوح إلى أن «قطر كانت تتعامل مع تنظيم وليس مع دولة، وهذا هو خطؤها الرئيسي في مصر».

Email