قطر تساوم على أرواح أهالي غزة لتحقيق مآربها

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كثير من الاضطرابات والأزمات والتطورات التي تشهدها بعض دول المنطقة «فتّش عن الدور القطري»، انطلاقاً من تشابك خيوط مصالح الدوحة مع العديد من الحركات والمنظمات الإرهابية، وقيامها بتقديم أوجه الدعم والتمويل إليها، ابتغاء أوهام الهيمنة والسيطرة والعظمة الزائفة.

وفي إطار مساومتها على أرواح أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة، استدرجت حركة «حماس» إسرائيل لحرب على القطاع، عبر إطلاق صاروخ على مستوطنات إسرائيلية، في إشارة التقطها سريعاً الجانب الإسرائيلي (الذي تربطه علاقات جيدة مع قطر أيضاً)، وقام بتنفيذ قصف محدود، استهدف عدداً من النقاط شرقي القطاع، في خط متوازٍ مع تحذيرات من اندلاع حرب جديدة على غزة خلال المرحلة المقبلة، قد تمثل بالنسبة للدوحة «طوق النجاة».

ذلك وسط ترجيحات بضلوع قطر في تحريض وتحريك أذرعها لدى «حماس»، التي تكفلت الدوحة برعايتها ودعمها وتمويلها، ليبقى الانقسام الفلسطيني مستمراً، يتلخص ذلك الدور في استدراج إسرائيل لحرب في غزة، لتجد الدوحة مدخلاً تنهي من خلاله عزلتها والمقاطعة المفروضة عليها، وبما يعطي لقطر فرصة لتبرئة نفسها من اتهامات دعم الإرهاب، التي تلتصق بها أينما حلت، سواء في سوريا أو مصر أو ليبيا، وغيرها من الدول العربية.

يقول القيادي بحركة فتح، المحلل السياسي د. جهاد الحرازين لـ «البيان»، إن القصف الإسرائيلي يترتب على إطلاق صاروخ من غزة تجاه الأراضي المحتلة، والكل يعلم ويدرك أن «حماس» تسيطر سيطرة كاملة على غزة، ولا يستطيع أحد الخروج بصاروخ أو رصاصة واحدة تجاه الاحتلال، إلا وتعلم به، أو يكون ذلك بأوامرها، من أجل لفت الأنظار عما يحدث في الساحة الخليجية، والأزمة التي تواجهها قطر، مشدداً على أن «حماس الآن في نطاق قسمة كاملة، بعد أن حوصرت قطر من قبل الرباعية العربية».

ويوضح أنه قد يكون تصريح رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، الأخير، والذي دافع فيه عن قطر، ودورها في دعم حركة حماس «بمثابة رسالة موجهة لقيادة حماس الآن حول العلاقة مع قطر».

استعادة الشعبية

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، د. أسامة شعث، في حديث لـ «البيان»، أن القصف الإسرائيلي الذي طال بعض الأهداف في غزة، يهدف لتوصيل رسائل محددة إلى الفصائل الفلسطينية، وتحديداً «حماس»، التي تدير غزة، لكنه استبعد رغبة الاحتلال في التصعيد العسكري أو شن هجوم شامل على غزة، كما حدث في 2009 و2012 و2014.

ويستطرد: الاحتلال إذا شن حرباً أو عدواناً على غزة، فإن هنالك كارثة ستؤدي بلا شك إلى إضعاف وإنهاك حكم «حماس»، وبالتالي، سيكون هنالك تعاطف كبير مع «حماس»، التي تتمنى استعادة شعبيتها، وخاصة بعد بروز أزمة قطر، واشتداد الخناق الاقتصادي عليها، ما أثر في مكانتها الشعبية داخل فلسطين وفي خارجها، مشدداً في السياق ذاته على أن «الاحتلال بلا أدنى شك، لا يريد ذلك، ولا يريد إنهاك حكم حماس، لأن وجوده في غزة، يعني إطالة أمد الانقسام، وبالتالي، استمرار الانفصال السياسي، وسيطرة إسرائيل واحتلالها للأرض، مع إبقاء الوضع على ما هو عليه».

تسخين

أكد السفير الفلسطيني السابق في القاهرة، بركات الفرا أن إسرائيل ردت على الصاروخ الذي أطلق من غزة، ولم يصب أي أهداف، بضرب وقصف3 مواقع، من أجل تسخين الأجواء، التي هي أصلاً على صفيح ساخن في المنطقة كلها.

Email