إرهاب قطر يطال أفريقيا الوسطى

ت + ت - الحجم الطبيعي

امتدت أيادي التأمر القطري لدعم جحافل الإرهاب في جمهورية أفريقيا الوسطى، إذ قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان في يناير الماضي، إنّ تحريات الأمم المتحدة تظهر أنّ 15 من قادة المجموعات المسلحة في دولة إفريقيا الوسطى قاموا بزيارات متعددة إلى الدوحة منذ 2003 حتى 2016، موضحاً أنّ قناة الجزيرة، من خلال التعاون مع المخابرات القطرية والموساد الإسرائيلي، تسعى إلى اختلاق الأزمات في الشرق الأوسط وزج الشيعة والسنة في دوامة من الحروب.

وكانت الأمم المتحدة قامت على أثر الاشتباكات الدامية بين المسلمين والمسيحين في إفريقيا الوسطى بإرسال فريق من الخبراء لإعداد دراسة شاملة عن الوضع السائد في هذه المنطقة.

وقالت مصادر أممية إنّ «الفريق طالب شركة أوريد للاتصالات القطرية بتقديم معلومات عن خط الثريا الذي تستخدمه المجموعات المسلحة في إفريقيا المركزية، وكانت النتيجة أن أكدت الشركة أنّ هذا الخط قد تم تسجيله بعنوان قناة الجزيرة حيث انطلق تشغيله منذ يناير 2003».

ووفق مراقبين، فإن الدور القطري كان واضحاً من خلال دعم الجماعات المتطرّفة في جمهورية إفريقيا الوسطى ومنها جماعة سيليكا التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى العارمة منذ أن شنّ مسلحوها حملة عسكرية ضد الحكومة، قبل أن يستولوا على العاصمة بانغي في مارس 2013، في مرحلة طبعتها انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. وفي منتصف 2013، نظمت ميليشيات مسيحية وإحيائية باسم «أنتي-بالاكا» نفسها لمحاربة سيليكا، وارتكبت هي الأخرى انتهاكات واسعة، خاصة في المناطق الغربية من البلاد.

كما تزايدت أعمال العنف وهجمات الجماعات المسلحة ضد المدنيين بشكل كبير منذ أكتوبر 2016، لا سيّما وسط البلاد. وأدت مواجهات بين فصيلين من سيليكا في أواكا وكوتو العليا إلى تزايد الهجمات ضد المدنيين ونزوح عشرات آلاف الأشخاص.

ويعتقد المراقبون أنّ دعم قطر للجماعات المتطرّفة في إفريقيا الوسطى يدخل ضمن توقها الدائم للقيام بدور الوسيط بين فرنسا من جهة والقوى الإرهابية، للتمكن من إيجاد مواقع قدم لها في منطقة الساحل والصحراء ووسط القارة السمراء، وضمان مصالح مهمة في مناطق غنية بالثروات الباطنية مثل النفط والغاز والإرونيوم والزنك والحديد.

علاقات إرهاب

وكانت تقارير إعلامية أكدت العلاقة بين سلطات الدوحة والجماعات الإرهابية في عدد من الدول الإفريقية من بينها مالي والنيجر وتشاد وليبيا والصومال وإفريقيا الوسطى، وأعلنت دول إفريقية منها موريتانيا وجيبوتي وجزر القمر وغينيا والكاميرون والسنغال وتشاد والنيجر وموريشيوس انخراطها في صف الدول المقاطعة لقطر بسبب ثبوت تورطها في دعم الإرهاب.

ووفق الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، فإن أغلب أمراء الحرب وقادة الجماعات الإرهابية في إفريقيا الوسطى يرتبطون بعلاقات مع الدوحة وسبق لعدد كبير منها أن أقام في قطر منذ عام 2003، فيما لا يستبعد المراقبون دوراً محورياً للمؤسسات الخيرية والإنسانية القطرية النشطة داخل إفريقيا الوسطى ودول الجوار، في بث الفوضى في البلاد عبر دعم المتطرفين.

إدانة وتحذيرات

وأدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في مارس الماضي، بشدة مقتل 50 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات بجروح في جمهورية إفريقيا الوسطى على أيدى الجماعات الإرهابية المسلحة التي هاجمت ثلاث قرى في منطقة بمبارى، بحسب أفاد سكان فروا من قراهم.

Email