انتقدت مواقف الدوحة من قضايا محورية

الصحف السعودية: قطر حليف «ذو وجهين»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عبرت الصحف السعودية عن الاستياء العام من التصريحات التي أدلى بها، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي أثنى فيها على الدور الإيراني، وشددت على دور المملكة الريادي في الاستقرار ومحاولات شق الصف الخليجي.


وتراوحت العناوين الرئيسية لصحف المملكة بين: « قطر.. حليف ذو وجهين» و«الدوحة ورم خبيث في جسد الخليج» و«قطر في مأزق».
وكتب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»، جميل الذيابي، مقالاً بعنوان: «نحن لأوطاننا.. لا مطايا لإيران والإخوان!».


وجاء فيها: «جاء الرئيس دونالد ترمب للرياض وذهب. بدأت السعودية تحصي مكاسبها من هذه الزيارة التاريخية، فيما بدأ الحاقدون على مكانتها، ووزنها، وثرواتها، وأقوالها، وأفعالها يلعقون جراحهم، ويعدّون خسائرهم».


وأضاف الذيابي: «بدا واضحاً أن الرئيس ترامب أدرك منذ بداية توليه الرئاسة الأميركية أن لا دور أميركيا يمكن أن يكتمل في المنطقة من دون المرور عبر البوابة السعودية الموثوقة. وهي مقولة ليست من قبيل الغرور، بل يصدقها الواقع الجيوبوليتيكي، والوزن الثقيل للمملكة في العالمين العربي والإسلامي الذي يزيد تعداده على 1.5 مليار نسمة، يولّون وجوههم شطر المسجد الحرام في مكة المكرمة خمس مرات كل يوم، على رغم فارق التوقيت، والانتشار الجغرافي بين القارات».


وأردف: لماذا هاجت ثائرة المغتاظين والحاقدين؟ وأولهم الشقيقة الصغرى قطر وإعلامها حتى إنه نشر في صحيفة قطرية مع وصول ترامب للرياض مقالة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يهاجم فيها المملكة. كما نشر موقع قطري «كاريكاتيراً» يسخر من السعوديين بخلاف «الإسقاطات» ضد السعودية في مقالات عدة.
الاختراق مستمر


بدورها تصدر الصفحة الأولى لصحيفة «الرياض» أمس، عنوان يقول: «قطر.. الاختراق مستمر!»، تناولت فيه وقائع المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والذي كرر الرواية القطرية بأن التصريحات مفبركة!.


في السياق، كتب محمد الوعيل في «الرياض» مقالاً بعنوان «عيب أيها الأشقاء» جاء فيها: ربما يكون قدر شعوب منطقتنا الخليجية أن تتعرض لاختبارات صعبة بين الحين والآخر، قد نفهم أن الإساءات تأتي إليها من خارج منظومتها الاجتماعية أو السياسية التقليدية، لاعتبارات متعددة، منها الأطماع والأحلام، ومنها الحقد والمؤامرة، لكن أن تأتي الإهانات من داخل بعض أنظمتها، فهذا ما لا يتوقع أو ينتظر.


وأضاف الوعيل: «كما نحن في المملكة، خيمة الخليج والعروبة الكبرى، ظللنا نترفع طويلاً عن أي رد فعل، من أي شقيق أو صديق، إلا أن سير التجارب المؤلمة، جاء ممن شاركونا في قطر اللحمة التاريخية، والجوار والمصير المشترك، عبر تصرفات وممارسات صبيانية استوجبت الوقوف لمراجعة النفس.

وقد أخذتنا الدهشة وعدم التصديق مما جاء في البيان الذي بثته وكالة الأنباء القطرية منسوباً لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد مؤخراً، الذي اختص المملكة بكلام خطير جاء كالخنجر الذي حمله الشقيق ليطعننا في الظهر، ومتى.؟ عقب ساعات فقط من القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض».
خطوة أولى
كما تناولت صحيفة «المدينة» تصريحات أمير قطر تحت عنوان: «قطر حليف ذو وجهين» وأكدت أن خطوة حجب مواقع إلكترونية وصحف قطرية جاءت كخطوة أولى لمحاصرة المشروع القطري الذي يستغل مختلف وسائل الإعلام القطرية ويستخدمها كمنصات إعلامية للترويج لحركات وجماعات إرهابية، وكذلك للتسويق لمشروع ملالي إيران بالمنطقة، وهو ما أكدته تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الأخيرة.

والتي نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» وبثها أيضاً التليفزيون الرسمي ومواقع إلكترونية قطرية، والتي ذكر فيها أن قطر تمتاز بعلاقات قوية ومباشرة مع إيران - والتي هي سبب لكل أزمات المنطقة وراعية الإرهاب الأولى -

وليس هذا فحسب بل إنه اعتبر أن حركة حماس هي ممثل فلسطين الوحيد، في تجاهل صريح للممثل الشرعي المعترف به دولياً منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى تطرقه إلى دعم قطر جماعة الإخوان المسلمين، وتهيئة الأجواء لها وفتح منصات إعلامية تروج لما تطلق عليه مشروعها الخاص.
علاقة مع الحوثيين
وفي الإطار نفسه أكدت صحيفة «عكاظ» أن تصريحات أمير قطر كشفت عن علاقات وطيدة بالمتمردين الحوثيين. وأشارت الصحيفة في عددها أمس إلى أن هذه العلاقة بدأت منتصف العام 2004، عبر تدخل قطر لإنقاذ الحوثيين طيلة الحروب الستة التي كانت تنتهي بهزيمتهم من قبل الجيش، على حد تعبير الصحيفة.


واعتبرت «عكاظ» أن دور قطر اقتصر في اليمن على دعم الميليشيات المسلحة على حساب سلطة الدولة، سواء في صعدة أو في صنعاء، وذلك بعد فشلها في إنقاذ الحوثيين ومقتل زعيمهم حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى، ولكنها تدخلت للإفراج عن الأسرى الحوثيين من قبضة السلطات الشرعية آنذاك. وذكرت الصحيفة أن قطر حاولت في الحربين الثانية والثالثة التدخل مراراً، بناء على توجيهات من دول إقليمية، وتمكنت من تهدئة الأوضاع، ما زاد من قوة «الميليشيات الانقلابية».


وتحدثت عن المحاولة القطرية الكبرى في إنقاذ الحوثيين بعد شنهم الحرب السادسة ضد الشعب اليمني في صعدة عام 2009، التي شملت مخططاتها الاعتداء على الحدود السعودية، وقالت: «استمرت الحرب شهوراً عدة وانتهت بمبادرة قطرية تضمنت انسحاب قوات الحوثي من محافظات صعدة والجوف وعمران، مقابل إعطائهم صلاحيات أمنية لمحاربة الإرهاب في مأرب والجوف، رغم وجود نظام قائم ولديه أجهزة وقوات خاصة بمكافحة الإرهاب».
استياء شعبي
تواصل الاستياء الشعبي من تصريحات أمير دولة قطر، التي أثنى فيها على الدور الإيراني، رغم الموقف المعادي المعلن لطهران تجاه دول المنطقة، والدور التخريبي النشط الذي تقوم به طهران في المنطقة، وتدخلها العلني لإرباك الاستقرار في دول الجوار وتمويلها الاضطرابات في معظم دول المنطقة.


واستمر المغردون من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي بالتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لليوم الثالث على التوالي من خلال بمواقف تثني على الدور القيادي للمملكة العربية السعودية، وتشير إلى الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في المنطقة. وقال الكثير من المغردين إنه إذا كانت التصريحات مفبركة نتيجة اختراق لموقع وكالة الأنباء القطرية، فلماذا لا يصدر بيان رسمي ينفي الموقف المحابي لإيران وحزب الله. واعتبر مغردون أن «عدم التراجع» يعني أن تصريحات أمير قطر تعبر عن صلب سياستها في المنطقة.

       

 

Email