أم ناصر.. والدة أسير تتمنى معانقته قبل أن تموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

«سامحني يا ناصر يعيون أمك، مش قادرة أبلع الأكل وأنت مضرب عنه، ومش قادرة حتى أشرب الميه مع حبة الدوا، ولما يجبروني ويطعموني عشان الدوا بشعر إنه سم ينزل على معدتي وبحس حالي خاينة إلك.. يما سامحني يا حبيبي أنا بشرب ميه وأنت بالعطش والجوع».

بهذه الكلمات الموجعة كانت تتحدث التسعينية والدة الأسير ناصر أبو السرور في خيمة الاعتصام المركزية في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، التي لم تفارقها طيلة فترة إضراب الأسرى عن الطعام نصرة لنجلها وإخوته الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية رغم مشقّة الوصول إلى الخيمة التي تبعد عن بيتها الكائن في مخيم عايدة للاجئين في محافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، حوالي خمسة كيلومترات. وبحرقة وألم تتابع أم الأسير وتناجي ربّها أن يمد بعمرها لتعانق ولدها وتقبّله خارج السجن وتزفّه عريساً.

مدى الحياة

ناصر أبو سرور أمضى حتى الآن أربعة وعشرين عاماً في سجون الاحتلال، إذ اعتقل سنة 1993 بتهمة المشاركة في تصفية ضابط المخابرات الإسرائيلية حاييم نحماني الملقب بـ«عفيف» ويقضي حكماً بالسجن مدى الحياة. مشاعر حزن وألم وقهر ألمت بوالدته بعد أن أخلّت إسرائيل بتنفيذ اتفاقية الإفراج عن الأسرى القدامى برعاية جون كيري.

وكان اسم الأسير السرور قد طرح ضمن أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم حينها، إلا أن إسرائيل عادة ما تشن حرباً نفسية على الأسرى وذويهم من خلال اللعب بمشاعرهم، وفقاً لأم ناصر.

وجود أم ناصر في خيمة الاعتصام يجعلها تشعر وكأنها تعيــــش مع ولدها الذي أوصاها في آخر زيارة له قبل الإضراب أن تكون قوية خلال إضراب الأسرى عن الطعام وأن تعتني بنفسها، فصمودها وقوتها سيمدانه بالعزيمة والإصرار.

من يدخل خيــمة الاعتصام ويجلس قرب والــــدة الأسير ناصر تلــــفت انتباهه صورة أخرى تحـــملها للأسير محمود أبو سرور المحكوم بالسجن مدى الحياة في نفس قضية ناصر.

صمود

أم ناصر زارته قبل أسبوع من موعد تنفيذ الإفراج عن الدفعة الرابعة، فوجدته صامداً متفائلاً بالفرج ورغم ذلك قال لها: لا تحزني إذا تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنا، رغم أنه أخرج معها في ذلك الوقت الكثير من أغراضه وصوره مع الأسرى وصوراً للعائلة كان يحتفظ بها في السجن، حيث أخرج كل الصور والأغراض تحضيرا للإفراج.

Email