خريطة زيارة ترامب تخيف الاحتلال الإسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنشغل الأوساط الإسرائيلية بتحليل توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيقوم بزيارة إلى إسرائيل خلال الساعات المقبلة. والمعطيات التحليلية هذه المرة ليست في التصريحات ولا التسريبات ولا الجدل حول نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، إنما في خريطة الزيارة التي وزعها البيت الأبيض وتظهر فيها المناطق التي سيزورها ترامب في جولته الخارجية. فما هذه الخريطة؟

وذكرت مواقع إخبارية عبرية أن الخريطة التي نشرها البيت الأبيض للزيارة لم تظهر فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا هضبة الجولان كأجزاء من دولة الاحتلال، مما يحمل دلالات سياسية بأن هذه المناطق ليست جزءاً من إسرائيل، أو أنها مناطق متنازع عليها على الأقل.

مخاوف إسرائيلية

وأثارت الخريطة حفيظة وزيرة القضاء الإسرائيلي إيليت شكيد التي علّقت على الخريطة بالقول: «آمل أن يكون نشر الخريطة بهذا الشكل نتاج جهل، وليس تعبيراً عن موقف سياسي».

وطالبت الوزيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالإيضاح للرئيس الأميركي أنه «لن تقوم دولة فلسطينية على أرض إسرائيل»، حسب تعبيرها.

وهذا الموقف ليس الوحيد لوزراء البيت اليهودي الذي أثار جدلاً في الأوساط السياسية الإسرائيلية وحتى الأميركية، فقد قالت مصادر أميركية رفيعة إن تصريحات وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، عن نقل السفارة أدت إلى قبر الفكرة.

وفي الوقت ذاته، يطالب أعضاء يمينيون متطرفون في الائتلاف الحكومي في إسرائيل نتانياهو بالإعلان عن السيادة الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية بشكل تام.

وكان الغضب في أوساط اليمين الإسرائيلي ثار في أعقاب رفض مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي هربرت مكماستر، والناطق باسم البيض الأبيض، شون سبايسر، القول للصحافيين إن حائط البراق موجود تحت سيادة إسرائيل.

مؤشر على تحول

وقال المحلل السياسي أكرم عطالله إن هذه الخريطة خطيرة ومهمة جداً، وتمثل مؤشراً إلى انقلاب في العلاقة الإسرائيلية الأميركية، وإن كان تحدث الرئيس الأميركي السابق أوباما بما يشبه هذا، ولكن إسرائيل أملها بترامب كبير، والخريطة تعني حدود 1967 دون قطاع غزة والضفة الغربية والجولان، وهذا يعني أول إشارة من الجمهوريين إلى الرؤية عن الدولة الفلسطينية.

وتابع لـ«البيان»: «بالنسبة إلى إسرائيل هذا شيء خطير جداً، وهي فعلت كل شيء بعيد عن حل الدولتين، ورسخت على الأرض شيئاً مختلفاً، ولكن أن تأتي إدارة تفاءلت بها كثيراً وتركز على حل الدولتين، فهذه صدمة بالنسبة إلى إسرائيل». لكنه لفت إلى أن هذا لا يعني أن أميركا قادرة على تطبيق ذلك دون مصاعب.

Email