تمخّض «الربيع العربي» فولد دويلات ظـل وميليشيات وإرهاباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن أشدّ المتشائمين يضع في خلده أو خياله أن تصل دول ما يسمى «الربيع العربي» إلى ربع ما وصلت إليه، ليس من قتل وتشريد ودمار فحسب، بل من تفكّك للنسيج الاجتماعي وفقدان سيطرة مركزية، ما أفضى إلى تقسيم واقعي أو ميداني لا ينقصه سوى فرضه بقرار سياسي تنتجه موازين القوى المحلية أو الدولية، لتحويل المناطق الميليشياوية إلى دويلات.

حين نعلم أن في سوريا أكثر من 1800 فصيل بين معارض ومتشدد وإرهابي، ومعها الميليشيات المدعومة من إيران وتقاتل تحت أجنحة النظام، فإننا إذ ذاك نكون أمام مشهد يبدي من التعقيد ما يكفي للحكم على البلد بالتفكك، أو أقلّه الاستنتاج أن التقسيم هو المآل الوحيد لهذه الحال.

جغرافياً، أصبحت سوريا مثل رقعة الشطرنج، هناك مناطق تحت سيطرة جيش النظام وحلفائه، ومناطق أخرى تسيطر عليها ميليشيات شتى وراياتها شتى وداعموها كثر. وعلى الأرض كذلك، تتقاتل قوى محليّة وتتواجد قوى دولية أهمّها تلك التابعة لروسيا، لكن هناك قوات أميركية وتركية على الأرض السورية.

العراق حاله ليس أفضل، بل إن التقسيم هناك بات نقطة جدل ونقاشاً علنياً، وتطالب به قوى سياسية وبرلمانية، كحل وحيد. والأسوأ من التقسيم نفسه، أنه لا يقوم على أساس جغرافي أو عرقي، إنما على أساس طائفي ومذهبي. أما ليبيا فهي لم تعد دولة ولا تحكمها قوة مركزية، بل تخضع لسيطرة الميليشيات مناطقياً.

 

 

اقرأ:

ــ  سوريا تهددها صراعات الفصائل بالتقسيم

ــ ليبيا من حلم الدولة إلى واقع الصراعات المسلحة

ــ  العراق يتّجه إلى الدويلات والطوائف

ــ  دول وميليشيات

Email