غموض أميركي يصب في خدمة إسرائيل

■ لهجة أميركية مخففة تجاه الاستيطان الإسرائيلي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسود غموض حول الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الصراع في فلسطين وسياسات التوسع الاستيطاني لإسرائيل. وشهدت مواقف ترامب تحولات خلال الحملة الانتخابية، فبينما صرح في بداية الحملة أنه سيعمل لتكون الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً في عملية السلام، عاد بعد فوزه بترشيح الحزب الجمهوري إلى أشد المؤيدين لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

ويقول الصحافي والباحث في الشأن الفلسطيني-الإسرائيلي، ريتشارد سيلفرشتاين، إن ترامب بعد توليه منصبه في البيت الأبيض لم يخيب اللوبي الصهيوني، فالعناصر الأساسية في إدارته في الشأن الفلسطيني-الإسرائيلي هما جاريد كوشنر، زوج ابنته، وديفيد فريدمان، سفير أميركا لدى إسرائيل.

وكلاهما من اليهود الارثوذكس المعروفين بدعم الاستيطان وحكومة الليكود اليمينية، وعائلات الرجلين قدمت دعما ماديا للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. مضيفا أنه حتى جيسون غرينبلات موفد أوباما إلى المنطقة خلال جولته لم يذكر ولو لمرة واحدة «الدولة الفلسطينية».

وكان المحامي الأميركي اليهودي البارز، آلان ديرشويتز، والمقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي، قال إن ترامب أكد له خلال لقاء عقد خلال شهر مارس الماضي، أنه يرغب بالوصول إلى اتفاق سلام على أساس حل الدولتين.

وأشار ديرشويتز أنه كان «مندهشا» بمعرفة ترامب بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأن ترامب تحدث إليه عن القضايا الرئيسية التي تحتاج إلى حل للوصول إلى حل الدولتين.

منها السيطرة على القدس والأماكن المقدسة، المخاوف الأمنية، نزع سلاح الدولة الفلسطينية، مطالب اللاجئين بالعودة إلى الأراضي التي رحلوا أو طردوا منها خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام ١٩٤٨ والتي أدت إلى قيام إسرائيل.

خطاب غامض

ويقول الصحافي رافائيل اهرين إن إدارة ترامب لم تؤيد علنا إقامة دولة فلسطينية، أو حتى مفهوم «دولتين لشعبين». كما أنه لم يدعم حل الدولة الواحدة.

كما أنه إدارته ليس لديها النية لفرض عقوبات على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. على الرغم من أكثر من تصريح للرئيس ترامب يدين فيه عمليات التوسع الاستيطانية أحدها خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأضاف: «إذا كان ترامب جادا حقا في التوصل إلى اتفاق نهائي، فإنه يتعين عليه تجاوز الخطاب الغامض حول الرغبة في السلام، واتخاذ بعض القرارات السياسية الأساسية والملموسة». ويؤكد اهرين أن ما يحدث هو الانفصال الأساسي عن الواقع داخل إدارة ترامب الوليدة.

فمن ناحية من الواضح أن الإدارة ترغب في أن يقوم الفلسطينيون والإسرائيليون بالتفاوض ثم التوقيع على معاهدة سلام تاريخية. ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية تؤكد دوما أن الدعم غير المشروط لإسرائيل هو ركيزة سياستها الخارجية.

كتلة إسرائيل

ويوم الاثنين الماضي تم الإعلان في الكونغرس الأميركي عن «كتلة النصر لإسرائيل» بقيادة عضوي الكونغرس رون دي سانتيس وبيلجونسون، والتي تسعى إلى تقديم رؤية أميركية متحيزة بشكل فاقع للجانب الإسرائيلي.

وكان دانييل بايبس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، إحدى المؤسسات الأميركية المعنية بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي التي تعمل لصالح اللوبي الإسرائيلي، «أنه ومنذ العام ١٩٨٨ استثمرت الإدارة الأميركية في الحلول الدبلوماسية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأن ما يقارب ثلاثة عقود من الفشل، يشير بقوة إلى ضرورة إعادة النظر».

ويعد دانييل بايبس أحد أشد المعبرين عن تفكير المؤسسات الموالية للوبي الصهيوني.

Email