المركز الاستراتيجي متناولاً أبعاد زيارة محمد بن زايد إلى موسكو:

بيان الإمارات في مجلس الأمن لخص خريطة سلام المنطقة

بوتين مستقبلاً محمد بن زايد في موسكو - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية في أبوظبي أمس، تقريراً تناول فيه الأبعاد الإستراتيجية السياسية والأمنية والاجتماعية لعلاقة التشاور والتنسيق بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع قادة الدول العظمى والإقليمية وموقف الإمارات في جلسة مجلس الأمن الذي عقدت الأسبوع الماضي.

في ظل ما يعصف بالمنطقة من منعطفات غير مسبوقة من الاقتتال وعمليات إرهابية منظمة تقودها منظمات خارجة عن القانون وعابرة للحدود، وفي ظل عدم اتفاق دولي على آلية واضحة لاستتباب الأمن والاستقرار والسلام ومكافحة الإرهاب في عموم المنطقة والعالم.

وأوضح المركز أهمية الموقف الرسمي لدولة الإمارات سواء في علاقات التنسيق والمشاورات وتبادل الرأي بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع قادة الدول العظمى والإقليمية، منذ الأيام الأولى لتدشين الرئيس دونالد ترامب الإدارة الأميركية الجديدة، عندما تشاور الأخير في اتصال هاتفي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حول القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة والعالم، وسبل دعم الأمن والسلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله.

أو من خلال القمة الثنائية التي عقدت في موسكو بين سموه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي من جهة، وبيان الدولة الرسمي لدى الأمم المتحدة في المناقشة العامة لمجلس الأمن في جلسته المنعقدة الجمعة الماضي.

رؤية الإمارات

ولخص البيان رؤية دولة الإمارات وخريطة الطريق الضرورية لصناعة سلام يعم المنطقة والعالم والقضاء على الإرهاب ومصادر تمويلية وآليات التصدي له، بجهود إقليمية ودولية وأممية، وأعاد تقرير المركز إلى الأذهان، أهمية تركيز القمة التي عقدت بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وبوتين تداعيات الأزمتين السورية والليبية.

وسبل مكافحة التنظيمات الإرهابية إضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة إيجاد حل دائم وعادل لهما، في ضوء موقف الإمارات الثابت والمبدئي من قضايا الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم وضرورة تكثيف الجهود للقضاء على جميع أشكال الإرهاب.

وأكد المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية أن بيان الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن «توافق مع القاسم المشترك الأعظم في الإجماع الدولي، على أن الصراع في كل من سوريا واليمن والأزمات في المنطقة يتمثل محورها بإيران.

حيث إن إيران تسببت في خلق المزيد من التوتر وعدم الاستقرار بمنطقتنا مما جعلها تشكل تهديداً بالغاً لمنطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال سياساتها التوسعية وتصدير ثورتها إلى دول أخرى وانتهاكاتها الصارخة للسيادة الدولية وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية للدول المجاورة».

فضلاً عن كون إيران باتت، بشكل لا يقبل الشك والتردد، أنها دولة راعية للإرهاب في المنطقة، بدءاً من تقديمها الدعم اللوجستي إلى ميليشيات حزب الله في لبنان وسوريا، ومروراً بدعم ميليشيات الحوثيين الخارجة عن القانون في اليمن ووصولاً إلى الجماعات والخلايا الإرهابية في كل من البحرين والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية.

وهو أمر بات يهدد الأمن والاستقرار والسلام، ليس في المنطقة وحسب، بل وفي عموم العالم والإنسانية، إضافة إلى أن بيان الدولة في مجلس الأمن، أعاد إلى الأذهان الدور الخطير الذي تنفذه هذه الميليشيات من عمليات إرهابية منظمة ترعاها إيران.

وعلى سبيل المثال، لا الحصر، كيف عمدت هذه الميليشيات عبر شنها الهجمات على امتداد حدود المملكة العربية السعودية إلى تهديد السلام والأمن في المنطقة ككل، في وقت لم يعد بالإمكان تصور أي حل لتسوية شاملة للصراع في اليمن، سوى تنفيذ القرار الدولي 2216 ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.

خريطة سلام

وأضاف المركز في تقريره، أن بيان الإمارات الأخير لخص في الجلسة الخاصة للمناقشة العامة الربع سنوية الذي عقدها مجلس الأمن لاستعراض مواقف الدول بشأن التطورات المعنية بالحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.

وذلك بمشاركة 75 دولة النقاط والجهات المحورية الرئيسية لخريطة طريق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ككل، وحلول تتمثل، بتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط كافة، من خلال دعوة مجلس الأمن الدولي ولجان العقوبات التابعة له إلى الاستمرار في بذل قصارى جهدهم للتحقيق في انتهاكات إيران والإبلاغ عنها واتخاذ إجراءات بشأنها.

مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يسهم في منع التدخلات المستمرة لإيران في شؤون المنطقة، وفيما يتعلق بأهمية البحث في دعم الشباب وتوجيه الاهتمام والرعاية الخاصة للمشكلات التي يعانون منها، وتحقيق فرص اقتصادية واجتماعية لتأمين مستقبلهم يعد سبيلاً وأولوية في مكافحة الإرهاب، فالبيان الإماراتي في هذا الصدد، حذر من مغبة غياب الفرص الاقتصادية أمام الشباب، حيث من شأنه أن يؤدي إلى وقوع الشباب فريسة للاستغلال من قبل التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

وبخاصة أن التقارير الإقليمية والدولية، ولاسيما، تقرير المعهد العربي للتخطيط قد حذر، في عام 2015، من الصورة القاتمة التي ترسمها التوقعات بأن يبلغ عدد العاطلين في الدول العربية عن فرص العمل بنحو 19 مليوناً في سنة 2020، نصفهم من الشباب؛ فيما تشير إحصائيات دولية وعربية أخرى أن عدد العرب العاطلين قد يصل بالتوازي مع الزيادة السكانية، إلى نحو 80 مليون عاطل بحلول عام 2020.

Email