أطراف الصراع تتحايل على الحل السياسي رغم الذهاب إلى جنيف

3 مناطق ساخنة في سوريا.. والحل العسكري لم يمت

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأسبوع الماضي في سوريا كان حافلاً بالتطورات الميدانية، وقد كانت المفاجأة من العاصمة دمشق، حين أعلنت هيئة تحرير الشام، وهي مجموعة فصائل معارضة مسلحة من بينها جبهة النصرة، المعركة ضد النظام ووصلت تلك الفصائل إلى قلب العاصمة دمشق في ساحة العباسيين، الأمر الذي أثار تساؤلات أمنية وعسكرية كبيرة حول قدرة النظام على حماية العاصمة. وفي موازاة معركة دمشق شن جيش العزة، وهو من الفصائل المعتدلة، هجوماً على مقار للنظام وسيطر على عدة قرى في ريف حماة، الأمر الذي أعاد المعنويات للمعارضة السورية المسلحة بعد نكسة حلب وتراجعها في أكثر من موقع.

وفي كلا المعركتين في دمشق وفي وحماة، كان لافتاً تباطؤ الطيران الروسي للرد على المعارضة بعد أن أحرزت تقدماً!؟ حيث تدخل الطيران الروسي بعد أن سيطرت المعارضة على عدة مناطق تابعة للنظام، الأمر الذي وضع علامات استفهام كبيرة.

أما المعركة الثالثة، وربما تكون الأكثر سخونة هي معركة « سوريا الديموقراطية»، وهو تحالف كردي عربي، ضد تنظيم داعش في مدينة الرقة، وقد كان آخر ما أنجزته هذه القوات السيطرة على مطار الطبقة العسكري. بينما من المتوقع أن تحرز تقدماً ملموساً في الأيام القادمة بحسب تصريح الناطق باسم هذه القوات طلال سلو.

أمام هذه الحركة العسكرية المتسارعة من الشمال إلى الجنوب، باستثناء معركة الرقة، يبدو أن أطراف الصراع في سوريا ورغم الذهاب إلى جنيف، إلا أنها تمارس حيلة على الحل السياسي، ولا تزال تؤمن أن الحسم لصالح الميزان العسكري. رغم أن هذا الاعتقاد كلف المعارضة والنظام الجزء الأكبر من تدمير سوريا، ذلك أن معارك الكر والفر لا تنتهي إلا بتدخل الطيران الروسي.

تصعيد مرتقب

وفي سياق الجدوى من هذه المعارك، قال المحلل العسكري العقيد أحمد الحمادة في تصريح لـ«البيان»: إن هجوم الفصائل على النظام في عقر داره كشفت مستوى النظام العسكري أمام الحلفاء، وأيقن الجميع أن هذا النظام غير قادر على حماية نفسه وبالتالي الاعتماد على القوة العسكرية للنظام لم تعد ممكنة.

وأضاف أن التصعيد العسكري في الأيام القادمة هو الذي سيكون سيد الموقف، خصوصاً وأن الفصائل بدأت تشعر أن هناك إمكانية للسيطرة على مناطق النظام، في حال تأخر الرد الروسي كما حدث في حماة ودمشق. واعتبر أن الهدف الرئيسي من عملية ريف دمشق، هي إبعاد النظام عن العمق الأمني للغوطة الشرقية، خصوصاً بعد سريان إشاعات أن النظام يريد إعادة سيناريو حلب على الغوطة الشرقية.

تساؤلات

ولكن يبقى السؤال: هل هذا النوع من الاشتباكات سيتمدد إلى مناطق أخرى، أم إن المطلوب فقط تثبيت السيطرة على الأرض وإثبات الذات هنا وهناك. والسؤال الثاني: من هذه القوى المحركة للجبهات في سوريا.

يقول قيادي في حركة أحرار الشام -فضل عدم الكشف عن اسمه- في تصريح لـ«البيان»: إن المعارك في ريف دمشق وريف حماة، تطيل من عملية الاقتراب من مدينة إدلب. ولم يستبعد القيادي من مدينة أرمناز في تصريحه أن يأتي الدور على مدينة إدلب وتكرار سيناريو حلب، إلا أنه قال: إن الوقت لم يحن بعد على المستوى الداخلي والإقليمي.

بينما يرى العميد أحمد رحال أن المعارك على الأرض لن تنتهي في هذه الفترة على الإطلاق، ذلك أن الأطراف الدولية والإقليمية مازالت تتصارع، وبالتالي ما لم يحقق كل طرف هدفه على الأرض، ستظل الجبهات مشتعلة.

وأشار إلى أن النــــظام لم يعد يملك القرار على الأرض، مستشهداً بما جرى في دمشق وفي ريف حماة، وكذلك في مدينة الرقة.

 

Email