«كاتم صوت» يؤسس لمرحلة جديدة في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هزت جريمة اغتيال الأسير المحرر المبعد مازن فقهاء قطاع غزة، خصوصاً وأن العملية تتم لأول مرة في تاريخ السلطة الفلسطينية، باغتيال أسير محرر بمسدس كاتم صوت وسط مدينة غزة التي تعج بالسكان ليلاً ونهاراً، بعدما اخترقت جسده أربع رصاصات أدت لوفاته على الفور.

وكانت هذه العملية الثانية التي يتم فيها استهداف حركة حماس، بعد اغتيال الطيار محمد الزواري في تونس، في عملية نوعية بكل المقاييـــس موجهة ضربة موجعة للمقاومة، لكن اغتيال فقهـــاء في غزة قد يضع القطاع كله على مفترق طرق، بعد توجيه الاتهام المباشر للموساد الإسرائيلي، بعد انتقاله من مسلسل الاغتيال بالطائرات إلى خطوة الاغتيال بصمت.

ونشر اليئور ليفي محرر الشؤون الفلسطينية في موقع صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية تفاصيل عملية اغتيال الفقهاء، قال فيه إن جهاز المخابرات الداخلي الشاباك بلور الآن خطة لتتبع واغتيال الأسرى المحررين في صفقة شاليط ممن يمثلون خطورة على إسرائيل.

تهديد بالانتقام

وهدد القيادي في حركة حماس محمود الزهار، بالانتقام والردع رداً على اغتيال الفقهاء، وأن المقاومة ستنتقم من كل من شارك في العملية، وأن غزة لن تقبل بمثل هذه الجرائم، وأن اتفاق التهدئة بين المقاومة وإسرائيل يمكن أن يخترق في أي لحظة.

وقال المحلل السياسي جمال أبو نحل، إن ما حدث قد يكون مقدمة لعمليات اغتيال مشابهة، وهنا لا بد من دق ناقوس الخطر، وهو أن هناك اختراقاً أمنياً خطيراً، ومن الواضح أن حماس قصرت استخباراتها وأجهزتها الأمنية في البحث والتحري والتقصي عن العملاء والخونة للاحتلال، وانشغلت في ملاحقة خصومهم السياسيين من أبناء حركة فتح، مع تركيزهم على البقاء على سدة الحكم بغزة، وإنشاء هيئة إدارية حمساوية لغزة.

وفي السياق، يرى المحلل السياسي د فهمي شراب، أن إسرائيل لا تترك فرصة إلا وتستغلها، وتعتبر غزة ومتابعتها جزءا من استراتيجيتها، وبات هناك خلايا منظمة ومدربة جيداً، محتمل أن تكون تلك صاحبة خلفيات أمنية وعسكرية قامت بتلك العملية بناء على طلب الاحتلال.

ولفت إلى أن الاحــــتلال الإسرائيلي يعمل على ابتكار الوسائل الجديدة، وقد يـــكون هذا ما حدث مع الشهيد فقهاء، من خلال شبكة مدربة جيداً، نقلت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مرحلة متقدمة، وقد تكون العملية مقدمة لعمليات مشابهة.

إرباك

من جهته، قال الخبير العسكري واصف عريقات، إن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن عملية الاغتيال يقف خلفها الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه لم يعلن مسؤوليته عن العملية لكي يحدث حالة من التشابك الفلــــسطيني الفلسطيني، وتبادل الاتهامات داخلياً، وبالتالي يكون حقق هدفين مزدوجين، أولهما التخلص من خطر امني على إسرائيل في غزة، والثاني إرباك الساحة الفلسطينية في غزة.

خيارات صعبة

وقال المحل السياسي أكرم عطالله، إن جريمة الاغتيال تضع حركة حماس أمام ثنائية الخيارات الصعبة، إما أن ترد وفي هذا مغامرة كبيرة ونتائجها غير محسوبة، وقد تستدعي حرباً كلفتها عالية بل آخر ما تريده الحركة في الظروف الحالية، وإما أن تصمت وفي هذا ما يمس خطابها وخصوصاً أنها بالغت في الحديث عن اغتيال باسل الأعرج وسط رام الله وحملت السلطة المسؤولية.

Email