برسيق المصرية نموذجٌ لتدفق الخير الإماراتي

■ طالبات من مدرسة برسيق يعبّرن عن حبهن وشكرهن للإمارات بالرسم | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة، ونحن نبني المستقبل على أساس علمي»، مقولة لمؤسس الدولة المغفور له - بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عكست نظرة الإمارات العربية المُتحدة للتعليم باعتباره أساس المستقبل وعماده، كما أظهرت حرص قادة الدولة على نشر العلم، عززتها الجهود على أرض الواقع والتي عكست تطبيقًا عمليًا للاهتمام بالعلم كثروة.

وفاض خير الدولة فيما يتعلق بدعم العلم والتعليم ليس في الداخل فقط، بل امتدت يد الخير إلى خارج الحدود، وليس أدل على ذلك من المشروعات التنموية التي نفذتها الدولة في مصر والتي تضمنت تشييد 100 مدرسة في القرى النائية، وهي القرى التي تفتقد العديد من مقومات نجاح العملية التعليمية، بتكلفة بلغت 290 مليون دولار.

في إحدى القرى النائية التابعة لمركز أبو حمص في محافظة البحيرة (شمال القاهرة) وهي قرية برسيق، كان يضطر التلاميذ بمرحلة التعليم الأساسي لقطع مسافة تصل إلى أكثر من 5 كيلو مترات، من أجل الوصول إلى مدرستهم، ومثلها في طريق العودة.

يقول أحمد عرب، المُدرس في مدرسة برسيق للتعليم الأساسي التي تم تشييدها من خلال المنحة الإماراتية في مصر، إنه بافتتاح تلك المدرسة قبل عامين ونصف العام تقريبًا، من خلال المشروعات الإماراتية التنموية في مصر، تم حل مشكلة كبيرة كانت تواجه التلاميذ وأهاليهم وهي مشكلة عدم توافر مدرسة للتعليم الأساسي في القرية، وكان الطلاب في السابق يقطعون مسافات طويلة بالمواصلات من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة في مراكز وقرى مجاورة مثل مركز أبو حمص.

قرية برسيق التابعة لمركز أبو حمص في محافظة البحيرة يصل تعداد سكانها -حسب إحصاءات العام 2006- إلى اكثر من 14000 نسمة، وتخدم المدرسة أكثر من 300 طالب في مرحلة التعليم الأساسي كانوا يواجهون مشقة في الوصول إلى مدارس مجاورة قبل تشييد تلك المدرسة، حسبما يؤكد «عرب» والذي شدد على أن المدرسة من حيث التشييد فهي تتمتع ببنية مميزة ومجهزة بشكل جيد.

ويشير أيمن عاشور، الأستاذ بالمدرسة ذاتها، إلى أن مدرسة برسيق تخدم أهل القرية والقرى المجاورة، ويوجد بها فصلان لرياض الأطفال «حضانة» أيضًا. وهي مجهزة بشكل كامل، وحلت مشكلة عدم وجود مدرسة للتعليم الأساسي في القرية.

وأسهمت المدارس التي تم بناؤها بالمنحة الإماراتية في مصر في حل مشكلة التعليم في عددٍ من القرى النائية والقرى المجاورة لها أيضاً. وتضمنت المشروعات حوالي 1877 فصلًا دراسيًا تستوعب أكثر من 67 ألف طالب، ما يسهم في مكافحة الأمية وتقديم فرصة للدراسة، بالإضافة إلى تقليص المسافات التي يقطعها التلاميذ الذي يضطرون للسفر لمسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم.

كما أسهمت تلك المدارس في حل مشكلة الدوام بفترات (صباحية وبعد الظهر)، لاسيما أن كثيرًا من المدارس كانت تفتح أبوابها لفترة مسائية لاستقبال الطلاب من قرى أخرى بعيدة لا تتوافر فيها مدارس. كما لبت المدارس الجديدة التي تم افتتاحها قبل أكثر من عامين في إطار المنحة الإماراتية نحو 7 في المئة من الطلب على المدارس في المناطق النائية، وفق إحصائيات رسمية لتأثير المشاريع التنموية لدولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية مصر العربية.

وبخلاف الاستفادة المباشرة من تشييد المدارس، فقد استفاد أكثر من 8 آلاف شخص بفرص عمل في مجال الإنشاءات خلال عملية التشييد، فيما تم توفير أكثر من 3,200 وظيفة دائمة في مجال التربية والتعليم.

Email