خادم الحرمين يستهل جولة آسيوية بزيارة كوالالمبور

جهود سعودية لبناء تحالف إقليمي آسيوي ضد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استهل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جولته الآسيوية بزيارة العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس، حيث التقى برئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق وأجرى محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، في وقت أكد محللون لـ«البيان» أن خادم الحرمين يسعى إلى بناء تحالف إقليمي آسيوي ضد الإرهاب.

وذكرت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية «برناما» أن رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق ووزير الخارجية حنيفة أمان ووزير الدفاع هشام الدين حسين استقبلوا خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله إلى مجمع «بونجا رايا» في مطار كوالالمبور الدولي. ويرافق الملك سلمان في جولته عدد من الأمراء والمسؤولين والوزراء.

وتأتي زيارة العاهل السعودي بناء على دعوة من ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس. وقال وزير الخارجية الماليزي خلال مؤتمر صحافي حول الزيارة بأن العلاقات بين ماليزيا والمملكة العربية السعودية قوية. ومن المرتقب توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.

وتعد المملكة العربية السعودية هي ثاني أكبر الشركاء التجاريين لماليزيا في الشرق الأوسط. وتشمل جولة العاهل السعودي أيضاً إندونيسيا وبروناي واليابان والصين وجمهورية جزر المالديف إضافة إلى الأردن. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان سوف يلتقي خلال جولته قادة تلك الدول لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

بلورة مواقف

وصرح محللون سياسيون لـ«البيان» أن جولة الملك سلمان الآسيوية تهدف إلى بلورة مواقف دولية في الجزء الشرقي من العالم إزاء الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف ببعض الدول الإسلامية، فضلاً عن دعم الرؤية الاقتصادية 2030 للملكة العربية السعودية.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعودي وعضو مجلس الشورى السعودي د. طلال ضاحي، الزيارات التي يقوم خادم الحرمين الشريفين بها إلى دول الشرق الآسيوي سيكون لها دور محوري مؤثر في مسار علاقات المملكة بالدول الخمس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وبناء تحالف إقليمي آسيوي ضد الإرهاب ولدعم السلم والأمن الدوليين.

حيث تكتسب آراء ومواقف الملك سلمان بن عبد العزيز حيال كل القضايا الإقليمية والدولية ثقة العالم بأسره، وتلقى دوماً الأذن الصاغية والاحترام، كونها تنطلق من مبادئ ثابتة، ومتزنة ترتكز على لغة العقل والسلام والحوار.

بعد استراتيجي

من جهته، قال المحلل السياسي وعضو مجلس الشورى السابق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود د. محمد آل الزلفة، إن الجولة الملكية لخمس دول آسيوية لها بعد استراتيجي بالنسبة إلى السياسة السعودية.

إذ تمثل هذه الدول ثقلاً سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً في القارة الآسيوية التي بدأت بوادر منافستها للقارتين الأوروبية والأميركية الشمالية واضحة، مشيراً إلى أن من يتابع المشهد السياسي الدولي سيلحظ أن هناك تموضعاً دولياً بدأ يتشكل.

فالقوى الغربية بدأت قوتها وسيطرتها السياسية والاقتصادية في العالم تضعف، في مقابل قوى أخرى بدأت تتشكل في آسيا، ما يحتم على السعودية البحث عن مصالحها ومصالح الأمة العربية والإسلامية التي تزود عن مصالحها الحيوية الاستراتيجية كونها بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين من شتى بقاع الكرة الأرضية.

ووفقاً لمصادر إعلامية سوف تستغرق جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى شرقي آسيا 31 يوماً، منها 3 أيام في ماليزيا و12 يوماً في إندونيسيا، وأربعة أيام في الصين وثلاثة أيام في اليابان، وسبعة أيام في جزر المالديف التي يغادرها متجهاً إلى الأردن في 27 مارس المقبل لحضور القمة العربية.

ومن المتوقع أن تشهد زيارة الملك سلمان إلى الصين توقيع اتفاقات في خمسة مجالات (سياسية، واقتصادية، وتعليمية، وإنسانية، وثقافية)، طبقاً لما ذكره سفير بكين في مؤتمره الصحافي في الرياض، فيما تطلّع أن تشهد الزيارة التوقيع على كل الاتفاقات المتوافقة مع رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الواحد، والتي تم الترويج لها من قبل الوفد الصيني في مؤتمر الطاقة العالمي الذي عقد بإمارة أبوظبي في يناير الماضي.

Email