لافروف يبحث مع نظيره الأميركي «المنطقة الآمنة»

قصف في سوريا ومفاوضات في جنيف

■ الدخان يتصاعد من مناطق تعرضت للقصف في مدينة درعا | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشية مفاوضات «جنيف 4» السورية التي تنطلق اليوم، حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على إشراك الأكراد في المفاوضات الخاصة بإحلال السلام في سوريا، مؤكداً أنه بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون إقامة مناطق آمنة في سوريا، فيما حذّر مسؤول في المعارضة من أن النظام السوري وطهران يعملان على عرقلة مفاوضات جنيف، في وقت سيطرت قوات سوريا الديمقراطية لأول مرة على قرى بمحافظة دير الزور شرق سوريا.

وقال لافروف، أمس، في موسكو، إن البحث عن حل للصراع في سوريا يتطلب إشراك كل أطياف المعارضة السورية، «ولن يتم هذا الأمر بطبيعة الحال دون الأكراد». وأشار إلى أن «تمثيل المعارضة السورية في هذا المؤتمر كان من الممكن أن يكون أوسع»، ولكنه اعتبره «مقبولاً»، و«لن يكون عقبة كبيرة في المفاوضات».

تأتي هذه التصريحات قبل لقاء ممثلي الحكومة والمعارضة السورية في سويسرا اليوم بوساطة الأمم المتحدة، وسيجري الجانبان محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات حرة.

وصرح لافروف بأنه بحث مع تيلرسون هاتفياً، إقامة مناطق آمنة في سوريا. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف القول، إن مبادرة واشنطن حول إقامة مثل هذه المناطق الآمنة «يجب أن تأخذ في الاعتبار المعطيات الواقعية على الأرض»، مؤكداً ضرورة التنسيق مع حكومة دمشق في هذا الشأن.

ووصل ممثلون عن الحكومة السورية، أمس، إلى جنيف، عشية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات.

ووصل وفد الحكومة وعلى رأسه مبعوث سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فيما يترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضواً العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طبيب القلب نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين. وسيشارك أيضاً وفدان من «منصة موسكو» و«منصة القاهرة».

وقال الناطق باسم المعارضة أحمد رمضان، إن دمشق وطهران يعرقلان مباحثات جنيف من خلال العمليات العسكرية. وأضاف في جنيف، قبل المباحثات «هناك خطة إيرانية، يدعمها النظام، لتقويض المفاوضات عبر التصعيد العسكري».

وعدد رمضان معوقات عدة، أبرزها فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ ديسمبر، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية. وأكد يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض «أولوية وقف إطلاق النار» خلال المفاوضات. وقال إن «النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سوريا أو يدمرها»، مضيفاً «مبدأ الكل أو لا شي هذا، يعرقل بشكل أساسي أي فرصة أو إمكانية لحل سياسي».

وأعلن الممثل البريطاني الخاص لسوريا، غاريث بايلي، أن «المملكة المتحدة تدعم المفاوضات السورية في جنيف، لأسباب عدة، أبرزها أن الحل السياسي هو الوحيد الكفيل بإنهاء الأزمة في سوريا عبر عملية انتقال سياسي تشمل وتمثّل كل السوريين». وقال إن مفاوضات بين السوريين أنفسهم، من شأنها أن تؤدي إلى عملية انتقال سياسي، وتخلق أجواء مناسبة لحوار وطني شامل يؤدي إلى وضع مسودة دستور جديد للبلاد.

ميدانياً، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لأول مرة على ثلاث قرى تابعة لمحافظة دير الزور شرق سوريا.

وقال قائد عسكري من هذه القوات، إنها دخلت أمس مسافة 10 كم في الحدود الإدارية التابعة لمحافظة دير الزور، وسيطرت على ثلاث قرى في منطقة مثلث (المكمن) الذي يربط بين محافظات الرقة دير الزور الحسكة. وقالت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية، إن سوقاً شعبية في بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، تعرضت لقصف من طيران حربي، خلف 10 قتلى وعدداً من المصابين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الحربي التابع لحزب الله اللبناني، إن الجيش السوري وحلفاءه انتزعوا السيطرة على منطقة على مشارف مدينة حلب. وهذا أول تقدم للجيش في حلب منذ خروج المقاتلين من شرقي حلب.

وسيطر الجيش السوري وحلفاؤه على سوق الجبس غرب ضاحية الأسد جنوب غرب حلب. وذكر المرصد السوري أن الجيش سيطر على المنطقة. وأفاد المرصد بوقوع قصف مدفعي وجوي عنيف، بالتزامن مع اشتباكات على الشطر الغربي من حلب ومحيطه مع تقدم الجيش وحلفائه.

Email