تحليل
إيران.. محاولات لتجنب أيام صعبة
أكّد وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف أنّ أيّاماً صعبة تنتظر بلاده الحائرة حيال سياسة الرئيس الأمريكي الجديد »دونالد ترامب« تجاهها، وخاصّة أنّ الأخير هدّد بإلغاء الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة 5+1 خلال حملته الانتخابيّة، وبعد تولّيه الرئاسة اتخذ سلسلة عقوبات ضد عشرات الكيانات الإيرانيّة واعتبر الدولة الإيرانيّة الراعية الأولى للإرهاب.
ولم يفصح الرئيس الأمريكي عن سياسته المستقبليّة تجاه طهران، وأطلق تصريحات مثيرة للريبة مثل: »لست مضطرّاً للكشف عمّا سأفعله بإيران، لأنها يجب ألّا تعرف«، فمثل هذه التصريحات تزيد من شكوك المهتمّين إزاء برنامج الرئيس الأمريكي حيال طهران.
انتقاد
ويرى ظريف الذي يرأس الوفد الإيراني المفاوض حيال الملف النووي أنّ أربع دول دائمة العضويّة الموقّعة على الاتفاق وهي فرنسا، الصين، روسيا وبريطانيا، ما زالت تدافع عنه، إلّا أنّ رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي انتقدت الاتفاق النووي خلال لقائها بترامب وفقاً لما نقله موقع الدبلوماسيّة الإيرانيّة المقّرب من وزارة الخارجيّة عن ظريّف. ونشر موقع الدبلوماسيّة الإيرانيّة تصريحات ترامب عبر تويتر وقوله إنّ »إيران تلعب بالنار، وإنها لا تقدّر طيبة باراك أوباما، إلّا أني مختلف عنه«.
ونقلت وكالة »إيسنا« الطلابيّة عن حسن كاظمي قُمي أوّل سفير إيراني في بغداد بعد عام 2003 أنّ أميركا تعمل على افتعال حروب بالوكالة في الشرق الأوسط لضمان عودتها، إلّا أنّ ترامب يؤكّد عزمه على إخماد الحروب في العالم ومنها الحرب في سوريا واليمن وليبيا وتحويلها إلى مناطق آمنة وبمساهمة عربية.
تحالف
وحسب موقع الدبلوماسية الإيرانية وصحيفة »وول ستريت جورنال« الأميركيّة فالتحالف الأميركي العربي القوي على غرار حلف شمالي الأطلسي (ناتو) قد بدأ فعلاً، إلّا أنّ موقع راديو فردا يشكّك في مسايرة أوروبا لترامب، وخاصّة أنّ التقارب في ما بين الأخير وموسكو من شأنه إثارة حفيظة الأوروبيين وفقاً للموقع.
سيناريوهات
ووفقاً لموقع الدبلوماسيّة الإيرانيّة فسياسة ترامب تجاه إيران لا تخرج عن سيناريوهين يكمنان في تشديد العقوبات ضد إيران ومواصلة الضغوط السياسيّة والاقتصاديّة والدبلوماسيّة وإبداء التشدّد في تطبيق بنود الاتفاق النووي، أو تطوير التعاون مع الحلفاء الإقليميين لواشنطن بغية إنشاء ائتلاف دولي ضد إيران.
وتسعى إيران إلى فكّ عزلتها عبر الزيارات المكوكيّة لدبلوماسييها إلى بعض الدول العربيّة كزيارة روحاني لسلطنة عُمان والكويت، وذلك بموازاة التركيز على أوروبا كاستغلال إيران لمؤتمر ميونيخ الأمني بألمانيا ولقاءات ظريف بوزراء خارجيّة إيطاليا وإسبانيا والنرويج ورومانيا وكذلك رئيس لجنة السياسة الخارجيّة للمجلس الألماني، وفقاً لوكالة »إيرنا« للأنباء الرسميّة الإيرانيّة.
