تقارير البيان

معركة الموصل وخيار الضفة الواحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

معظم المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين، كانوا يتوقعون حسم معركة الموصل، خلال أيام أو أسابيع، ولم تكن هذه التوقعات مبنية على تقديرات اعتباطية، لأن القوات التي تم حشدها لهذه المعركة هائلة، ومدعومة من تحالف حوالي 60 دولة، في مقدمتها أكبر قوة عالمية، إضافة إلى ظروف موضوعية داخلية يواجهها تنظيم داعش، تمثل نقاط ضعف استراتيجية، في مقدمتها فقدان الحاضنة الاجتماعية، وعدم الدراية الجغرافية لدى المقاتلين الأجانب، وغيرها.

تقدم متواضع

ويلاحظ المراسلون الميدانيون ان تقدم القوات العراقية في الأيام الأخيرة متواضع جدا، وتكتفي البيانات العسكرية بإعلان السيطرة عن محلة او قرية هنا او هناك، والوصول الى ضفة النهر في جزء محدود، قرب جسرين مهدمين، وقالت البيانات العسكرية ان تنظيم داعش عمد الى تفجيرهما، لمنع تقدم القوات العراقية.

فيما سبق أن ابرزت بسيل من الأخبار قيام طيران التحالف بتدمير جسور الموصل الخمسة، لمنع وصول الإمدادات الى داعش في الجانب الايسر من الجانب الايمن. وفي كل الأحوال، فإن القوات ستكون مهددة من الضفة الأخرى للنهر، ما يجعل الضفة اليسرى منطقة عسكرية مستمرة بالقتال، وليستمر النزوح الطوعي والقسري من المدينة.

الانتصار حقيقة

وفي الحسابات العسكرية، ومع تضاؤل المساحات الأرضية التي يمكن لتنظيم داعش المناورة فيها بنحو نسبة 40 في المئة، وحقيقة امتلاك القوات العراقية لدعم دولي ومحلي من بيشمركة وميليشيات تقاتل الى جانبها، فإن الانتصار للقوات المشتركة في هذه المعركة حقيقة لا مهرب منها، حتى لو كانت في جزء من المدينة دون الجزء الآخر، كما حصل في العديد من المدن، ومنها الشرقاط والقيارة جنوب الموصل.

ويرى محللون عسكريون، ان العراق يمتلك قدرات جيدة وعدداً كبيراً من المقاتلين الاكفاء، لكن حسب التجارب التي راقبها المحللون، فإن هذه القوات تعاني من سوء إدارة وتنظيم. ويشير المراقبون الى ان «على المجتمع الدولي ان يقلق بشأن الحاضر، لا المستقبل، فالقوات العراقية رغم امتلاكها العدة والعدد، الا انه ليس لديها القدرة على التنظيم والتنسيق العالي، الذي تتطلبه هذه المعركة، الأمر الذي قد يعطل من وجود نصر حاسم، مطيلا في امد المعركة الى اشهر أخرى

غموض

أعلن مقاتلو العشائر في الأنبار إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على ثلاث مدن مازالت تحت سيطرة المتطرفين، وهي عانة وراوة والقائم، التي تمثل معقلاً مهماً لقادة تنظيم داعش، والغريب أن الحكومة العراقية لم تعلن عن هذه العملية ولم تصدر بيانات يومية عن سير المعارك هناك.

Email