حقيبة المراسلين

سجن بمواصفات خاصة في تونس لإيواء الإرهابيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا حديث في تونس كالحديث عن عودة الإرهابيين من بؤر الصراع، فالملف الذي يحتل موقع الصدارة سياسياً واجتماعياً وإعلامياً يكاد يغطّي على جميع مشاكل البلاد المتراكمة، ما دفع بالرئيس الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس البرلمان محمد الناصر، والوزراء والأجهزة الأمنية إلى إطلاق تصريحات للتهدئة وطمأنة النفوس. بينما ترفع المعارضة صوتها للتأكيد على أن خطراً محدقاً بات يهدد التونسيين في أمنهم واستقرارهم، وهو عودة المسلحين المتشددين الناشطين في منظمات إرهابية بدول كسوريا والعراق وليبيا.

مواصفات أمنية

الخوف من تجنيد سجناء الحق العام واستقطابهم من قبل العناصر الإرهابية، جعل الحكومة التونسية تقرر عزل الإرهابيين المنتظر عودتهم إلى البلاد في سجن خاص بمواصفات أمنية عالية، بحسب ما أكده وزير العدل غازي الجريبي الذي قال خلال جلسة استماع في لجنة الأمن والدفاع في مجلس نواب الشعب، إن مجلساً وزارياً انعقد أخيراً، وأصدر قراراً ببناء سجن بمواصفات خاصة بالعناصر الإرهابية، لافتاً إلى أنه سيتم وضعهم في عزله عن بقية المساجين.

وأكدت تقارير محلية أن الحكومة التونسية تعتزم إنشاء سجن كبير مشدد الحراسة سيقع إيداع الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر فيه، وفرض رقابة مشددة داخله وخارجه عن طريق الطائرات، وذلك تحسباً إلى تسلل أي من المذكورة أسماؤهم في القوائم التي تضم أقل من 3000 اسم.

كما أبرز الوزير التونسي المكلف بالعلاقة مع المنظمات والهيئات الدستورية مهدي بن غربية، أن السلطات في تونس شرعت بالفعل في بناء سجن كبير لإيداع العائدين من بؤر التوتر، خصوصاً في ليبيا وسوريا والعراق، مع فرض رقابة مشددة داخله وخارجه.

وأضاف بن غريبة أنه «سيتم تشديد الرقابة على محيط أسر الإرهابيين أيضاً تحسباً لتسلل أي من المذكورة أسماؤهم في القوائم التي تضم نحو ثلاثة آلاف اسم مسجل»و من الشعوذة إلى داعش

يروي التونسيون قصصاً عدة لعناصر دخلت السجون بعد تورطها في قضايا جنائية، ثم خرجت منها وقد تحولت إلى قيادات إرهابية، ومن ذلك قصة أحمد الرويسي (من مواليد 1967) الذي هاجر خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي إلى خارج البلاد، وزار عدداً من دول شرق آسيا، ليعود إلى بلاده وقد تخصص في مجال العرافة والتنجيم .

حيث فتح مكتباً في حي باب سويقة العريق بمدينة تونس القديمة، يمارس فيه الشعوذة، إلى أن تم القبض عليه ومحاكمته بتهمة التحايل،وعندما غادر السجن في 2012، غيّر وجهته من الشعوذة إلى التشدد، حيث انضم مباشرة إلى تيار أنصار الشريعة الإرهابي ليصبح اسمه أبوزكريا التونسي.

وفي 14 مارس 2015 قُتل الرويسي في اشتباك بين عناصر من تنظيم داعش ومليشيات فجر ليبيا على بعد 70 كيلومتراً عن سرت.

Email