إشكالية في غياب الحلول الثالثة

«النورس» يهدّد مطار بيروت ويشغل الدولة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يموت النورس ولا تفنى الطائرات بركابها، هي المعادلة الإشكالية التي تتحكّم بأجواء مطار بيروت الدولي ومدارجه حالياً.. ولأننا في لبنان، حيث الحلّ الثالث غير موجود، باتت المعادلة المؤقتة: نحبّ النورس، ولكن حياة المسافرين أعزّ.

وهذا الكلام لم يأتِ من العدم، بل اقتضاه فعل كون سلامة الطيران المدني لا تزال تفرض نفسها في مقدّمة الأولويات، وتشغل مستويات الدولة على اختلافها، منذ نحو أسبوع، في محاولة درء خطر النورس على الملاحة الجوية وكيفية إيجاد العلاج اللازم، ومعالجة السبب المتأتّي من مكبّ النفايات في «الكوستابرافا» بالقرب من المطار، رغم العلم المسبق بخطورته على سلامة الطيران.

وهكذا، تحوّلت أزمة المطمر إلى أزمة مطار، وخلص السجال حول مطمر الكوستابرافا إلى تحديد الجاني والمرتكِب والمذنِب: طيور النورس.

مواجهة بين الأجنحة

وبين الصيادين الذين مارسوا هوايتهم واقعياً في محيط المطار، في مواجهة وصِفت بأنها كانت بين «أجنحة الأرز وأجنحة النوارس»، وتحت شعار «الموت للنورس، وليحيا المطمر»، وكشّاشي طيور النورس الذين برز توجّه لتوظيفهم، تأرجح الحلّ المنشود، بدايةً، لمشكلة سلامة الطيران في المطار.

الحلّ الأوّل تمّ الاعتراض عليه بيئيّاً، من منطلق كون النورس لا يندرج ضمن طرائد الصيد، وهو يُعرف بالمعنى «الدارج» بـ«جردون البحر»، الذي يقوم بعمله في تنظيف البحر وأكل النفايات، وهو يُعدّ بمثابة جهاز إنذار يُنبئ بخطر مُحدق بالبيئة البحرية.

أما الحلّ الثاني، فأثار سخرية قسم كبير من اللبنانيين، علماً أن التقارير العلمية تؤكد أن إدارات الطيران المدني في معظم بلدان العالم لديها موظّفون مختصّون بإبعاد الطيور متى وجِدت.

حلول مؤقتة

وبعدما غطّت أسراب النورس على المشهد السياسي، مصحوبة بمواقف وتغريدات، استدعت لقاءات وتبريرات ومحاولات لإبعادها عن سماء المطار بإضافة آلات تبعث الأصوات، أقفل القضاء مطمر كوستابرافا، لأنه يشكّل «مطعماً» للطيور التي تهدّد بدورها حركة الطيران المدني، ومن ثم أعاد فتحه مؤقتاً من دون أن تتبدّد الأسباب المانعة.

Email