حقيبة المراسلين

«كمين النقب» تغيّر نوعي في العمليات الإرهابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دقَّ الحادث الإرهابي الذي شهدته مصر مساء الاثنين الماضي في محيط ارتكاز أمني حدودي (كمين النقب) بمحافظة الوادي الجديد (غرب مصر) وأدى لاستشهاد عدد من قوات الشرطة ناقوس الخطر ولفت إلى تغير نوعي في النطاق الجغرافي للعمليات الإرهابية، لاسيما أنها وما سبقها من عمليات تأتي بالتزامن مع قرب حلول الذكرى السادسة لثورة الخامس والعشرين من يناير والتي تصاحبها مخاوف من عمليات إرهابية انتقامية.

وشهدت مصر الشهر الجاري أيضاً هجوماً إرهابياً في مدينة العريش (شمال سيناء) خلف عدداً من الشهداء والجرحى في صفوف قوات الأمن، وأثار ردود فعل غاضبة بمختلف الأوساط. وبحسب مراقبين، فإن الحادث الأخير كشف عن تغيرات واضحة في خطط العناصر الإرهابية، والتي صارت تسعى لتنويع مناطق تنفيذ عملياتها من خلال الهروب من شمال سيناء التي تشهد إحكامًا للقبضة الأمنية بما ضيّق الخناق عليهم ودفعهم إلى تنويع النطاق العملياتي الجغرافي.

واعتبر مساعد وزير داخلية مصر الأسبق الخبير الأمني اللواء مجدي البسيوني ذلك الهجوم بمثابة دلالة واضحة على تغيرات في نهج العناصر الإرهابية تتعلق بمواعيد تنفيذ عملياتها ونطاق عملهم الجغرافي أيضًا، خاصة أن تلك العملية وقعت في الحدود الغربية وكانت العمليات الإرهابية المماثلة مركزة بصورة أكبر في شمال سيناء (الحدود الشرقية).

مشددًا على ضرورة اتباع إجراءات أمنية تتواكب مع تلك التطورات. بينما أكد عليه الخبير العسكري رئيس حزب حماة الوطن الفريق جلال الهريدي، والذي شدد على ضرورة تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب. وأشار إلى ضرورة تكاتف الأحزاب والقوى السياسية لمناهضة أعمال العنف واستقطاب الشباب وتفعيل دورهم في البناء كأحد الحلول المهمة في إطار جهود الدولة لمكافحة الإرهاب.

تأكيد

وكان رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل أكد استمرار الدولة في بذل الجهود للقضاء على الإرهاب ومحاربة الأفكار المتطرفة الهدامة. مشددًا على أن هذه الأعمال الجبانة لن تنجح في النيل من عزيمة وإصرار الشعب المصري في مكافحة قوى الشر والإرهاب.

ادانات

وتبعت الهجوم الإرهابي الأخير الذي تعرض له كمين النقب إدانات واسعة على مختلف الأصعدة. ووصفه الأزهر الشريف بأنه «عمل إرهابي غاشم ترفضه كافة الأديان والشرائع السماوية»، مجددًا دعمه للجهود التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة في مواجهة هذا الإرهاب الأسود، مطالبًا إياهم بالضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإضرار بممتلكات الوطن وأمنه واستقراره.

إفلاس

قال مفتي الديار المصرية د. شوقي علام، إن «الجماعات الإرهابية اعتادت الغدر والخيانة والقتل غيلة، لأن الشيطان يزين لهم الباطل والفساد في الأرض»، مؤكدًا أن «اعتداءات الإرهابيين الغادرة على قوات الأمن والجيش دليل إفلاسهم وضعفهم، خاصة بعد الضربات الأمنية الناجحة التي قامت بها قوات الأمن ضدهم».

Email