أكاديميون ومحللون سعوديون لـ «البيان»:

سياسة الردع والتوازن الاستراتيجي مطلبان ملحّان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد أكاديميون ومحللون سياسيون سعوديون، ضرورة أن تعزّز القمة الخليجية المرتقبة خطة دول التعاون الدفاعية لتأمين المنطقة، انطلاقاً من سياسة الردع والتوازن الاستراتيجي، مشيرين إلى أنّ انعقاد القمة في البحرين تكتسب أهمية بالغة كونها تتزامن مع محاولات إيرانية مكثّفة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وإشعال الفتن الطائفية بها وفرض سياسات لا تتوافق مع المصالح العربية، فضلاً عن مغيرات دولية وإقليمية مؤثرة على الأمن الإقليمي للخليج العربي باعتباره من أكثر المناطق حيوية وسخونة بسبب تعدد مصادر التهديد وتشابكها.

وأعرب الأكاديميون والمحللون في تصريحات لـ«البيان»، عن تفاؤلهم بنجاح أعمال القمة والخروج بقرارات إيجابية تخدم دول الخليج، وذلك للحنكة والحكمة التي يتمتع بها قادة دول المجلس في العمل على مواصلة المسيرة الخليجية المشتركة لتحريك حاضر دول الخليج نحو مستقبل زاهر يخدم الخليج في كل الظروف والمتغيرات وعلى المدى البعيد، مشيرين إلى أن انعقاد القمة الخليجية مع ظل هذه الأحداث تثبت للعالم لحمة وتعاضد أبناء دول المجلس مع قادتهم، من أجل مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.

وشددوا على أهمية ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على اعتبار مجلس التعاون الخليجي المظلة الواقية التي تحمي مقدرات ومكتسبات دوله وشعوبه على مختلف الصعد وفي جميع الميادين، لاسيّما في ظل حرص إيران على الاشتباك مع أربعة ملفات أساسية، وهي: اليمن وسوريا والعراق ولبنان، من خلال ما يسمى بالحروب غير النظامية في هذه الدول المحيطة بدول مجلس التعاون الخليجي.

خيار استراتيجي

وأكد الخبير الاستراتيجي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في جدة اللواء متقاعد د. أنور عشقي، أهمية تبنّى قمة البحرين خطة الاتحاد الخليجي باعتباره خياراً استراتيجياً في عالم أصبح لا يعترف إلا بالتكتلات، كونه يوفّر مظلة قوية ومتماسكة تعزّز الأمن الجماعي، ويخلق كياناً اقتصادياً عملاقاً يوفر المتطلبات اللازمة لتحقيق آمال شعوب دول المجلس في الرخاء والرفاهية.

وشدّد عشقي على ضرورة أن تعزز القمة الخليجية المرتقبة خطة دول التعاون الدفاعية المشتركة لتأمين المنطقة، انطلاقاً من سياسة الردع والتوازن الاستراتيجي وجعلها بعيداً عن الاستقطاب الدولي، مشيراً إلى أنّ الأمن يعتبر أهم أولويات القمة الخليجية المقبلة بالنظر إلى أنّ الأهمية الجيوستراتيجية التي تتمتع بها المنطقة، جعلتها مثار اهتمام القوى الكبرى لما تمتلكه دول الخليج من ثروات ومصادر هائلة للطاقة، ما جعل قضية أمنها القومي محل تجاذبات إقليمية ودولية، إلّا أنّ الخيار الأهم هو قناعة قادة دول المجلس وشعوبها بأنّ الاستراتيجية الأمنية المطلوبة يجب أن تنطلق من قاعدة أساسية، تتمثل في أنّ أمن منطقة الخليج هو مسؤولية شعوبها ودولها بالدرجة الأولى.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أنّ دول مجلس التعاون بدأت بالفعل تفكيك أحد اهم مصادر التهديد الخارجي لدول المجلس وهي إيران التي تحاول السيطرة على دول الإقليم من خلال إحكام قبضتها على مضيق هرمز شمالاً وباب المندب جنوباً، حيث تقود المملكة العربية السعودية تحالفاً عربياً لإعادة الشرعية إلى اليمن، فضلاً عن ما أعلنته عن تشكيلها لتحالف إسلامي هو الأكبر من نوعه في تاريخ المنطقة.

تحديات

من جهته، أشار المحلل الاقتصادي يزن بن فراس الشمري، إلى أنّ التحديات الاقتصادية ستفرض نفسها على القمة الخليجية في المنامة بسبب استمرار الانخفاض في أسعار النفط، وتقييم مدى نجاح دول مجلس التعاون الخليجي في معالجة هذا التحدي المستمر، من خلال التركيز على دعم الصناعات التحويلية، ودعم مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتنويع مصادر الدخل من خلال الاهتمام بقطاع السياحة والمصارف والبنوك، والتركيز على دعم ومشاركة القطاع الخاص الخليجي في رسم السياسيات الاقتصادية مع القطاع الحكومي.

وأضاف الشمري أنّ ما شهدته دول مجلس التعاون الخليجي من ضغوط اقتصادية بسبب هبوط أسعار النفط كشفت مدى اعتماد اقتصاداتها على إيرادات النفط التي كانت تشكّل ما بين 70 و90 في المئة من إيرادات موازنة العديد من دول المجلس.

مظلة واقية

بدوره، أكّد عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير السياسي محمد آل الزلفة، أهمية التصريحات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على اعتبار مجلس التعاون الخليجي هي المظلة الواقية التي تحمي مقدرات ومكتسبات دوله وشعوبه على مختلف الصعد وفي جميع الميادين، مشيراً إلى أنّ منظومة مجلس التعاون الخليجي أثبتت بالفعل لشعوبها بأنها مظلة واقية حمت مكتسباتها في مواجهة العديد من المهددات الداخلية والخارجية.

وأضاف آل الزلفة أنّ تزامن القمة الخليجية المرتقبة مع قرب دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يضع القمة أمام ملف العلاقة مع الولايات المتحدة، وسبل التعاطي مع السياسات التي ستتخذها الإدارة الأميركية الجديدة مع دول مجلس التعاون سواء في الملفات الأمنية أو الاقتصادية.

وحدة صف

قال الكاتب والمحلل السياسي د. عبدالله العبدلي، إنّ على قادة دول المجلس التركيز خلال قمة البحرين على تعزيز وحدة الصف الخليجي للحفاظ على أمن واستقرار دول وشعوب دول المجلس، ووضع الآلية المناسبة لمنع إيران من التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، معرباً عن أمله في أن يدعم القادة الخليجيون جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ودوره المحوري في إحياء التضامن العربي ولم الشمل وتوحيد صف العرب والمسلمين، لمواجهة الأطماع والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية.

Email