نزوح جماعي من الأحياء الشرقية نحو الغربية

تقدم استراتيجي للنظام.. وشرقي حلب إلى جزأين

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعادت قوات النظام السوري، السيطرة على حي مساكن هنانو، أكبر الأحياء في شرقي مدينة حلب، وتقدمت باتجاه أحياء مجاورة له، فاصلة مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إلى جزأين، في تقدم استراتيجي هو الأكبر في شرقي المدينة، ما من شأنه أن يشكل تحولاً في مسار الحرب داخل حلب.

ودفعت الغارات الجوية الكثيفة والمعارك العنيفة بين قوات النظام والفصائل، عشرات العائلات في مساكن هنانو والأحياء المجاورة إلى النزوح نحو مناطق سيطرة النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن «وحدات من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع القوات الرديفة، استعادت السيطرة بشكل كامل على مساكن هنانو والمنطقة المحيطة بها في حلب». وأضافت أن وحدات الهندسة تقوم بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المعارضون في الساحات والشوارع.

أهمية

ويحظى حي مساكن هنانو، أكبر أحياء حلب الشرقية، بأهمية رمزية، باعتباره أول حي سيطرت عليه الفصائل المعارضة صيف عام 2012، حين انقسمت مدينة حلب بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل، وغربية تحت سيطرة قوات النظام. وتشكل خسارته ضربة موجعة للفصائل المقاتلة، والتي تسعى قوات النظام إلى تضييق الخناق عليها.

وأكد المرصد أن «قوات النظام سيطرت على حي مساكن هنانو بالكامل، وبدأت عملية اقتحام حيي الصاخور والحيدرية المجاورين».

وتخول السيطرة على مساكن هنانو قوات النظام، وفق المرصد، التقدم لفصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، كما تمكنها من الإشراف نارياً على أحياء عدة، أبرزها حي الصاخور المجاور.

وقال ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي، أحد أبرز الفصائل في حلب، إن لمساكن هنانو «أهمية استراتيجية لدينا»، موضحاً أن «تمدد النظام إلى حي الصاخور سيؤدي إلى فصل الأحياء الشرقية في المدينة إلى جزأين».

وفي وقت لاحق، أفاد الإعلام السوري الرسمي بسيطرة الجيش على جبل بدرو جنوبي هنانو، وأجزاء من أحياء الصاخور وبعيدين والحيدرية. وأضاف أن الجيش بدأ عملية اقتحام حي الحلوانية من جهة جبل بدرو، ويسيطر على أبنية فيه.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن تقدم قوات النظام إلى الصاخور، يمكنها من «فصل الأحياء الشرقية إلى جزأين، عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي». و«تبعد أقرب مواقع قوات النظام على أطراف حي الصاخور من مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديداً على أطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف» كيلومتر، بحسب المرصد.

وذكرت مصادر، أن «القوات الحكومية تستخدم صواريخ ارتجاجية واسعة التدمير في قصفها للأحياء الشرقية».

نزوح

ويأتي تقدم النظام بعد تعرض أحياء عدة في شرقي حلب لغارات جوية، تسببت بمقتل 11 مدنياً على الأقل، بحسب المرصد، لترتفع بذلك حصيلة القتلى المدنيين جراء الغارات والقصف المدفعي على شرقي حلب منذ بدء هجوم الجيش قبل 12 يوماً إلى 212 مدنياً، بينهم 27 طفلاً، فيما قتل 27 مدنياً في غربي المدينة جراء قذائف الفصائل.

ودفعت المعارك وشدة الغارات على مناطق الاشتباك في مساكن هنانو والأحياء المجاورة، كالصاخور والحيدرية، مزيداً من العائلات إلى النزوح.

وتمكن مئات من سكان الأحياء الشرقية، من الفرار إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام. وأفاد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، بأن «أكثر من 500 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرقي حلب، توجهوا ليلاً إلى مساكن هنانو» مستغلين «تقدم قوات النظام داخل هذا الحي».

وبحسب المرصد «نقلت قوات النظام الفارين ليلاً إلى مناطق سيطرتها شمالي مدينة حلب، وتحديداً الشيخ نجار، قبل أن يصل قسم منهم إلى الأحياء الغربية في المدينة».

وبث التلفزيون السوري الرسمي، مشاهد فيديو تظهر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال لدى وصولهم إلى مساكن هنانو، حيث كانت حافلات خضراء بانتظارهم لنقلهم.

وتظهر في أحد المشاهد امرأة تجر عربة طفل وقربها ثلاثة أطفال، فيما يحمل نساء ورجال حقائب وأكياس سوداء، ويمكن سماع دوي الاشتباكات من منطقة مجاورة.

Email