مشروع عنصري جديد يصادر الهوية والعقيدة والعبادات

منع إسرائيل الأذان سلبٌ للخصوصية الدينية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تراهن إسرائيل في خطواتها وسياساتها ضد الشعب الفلسطيني، على محيط منشغل وواقع فلسطيني منقسم ومأزوم، لتمرير مشاريعها العنصرية، في ظل الجدل القائم على الساحة الفلسطينية بشأن ملفات كثيرة، كان آخرها قرار منع الأذان في المساجد المجاورة للتجمعات الإسرائيلية تحت ذريعة أن الأمر مزعج للإسرائيليين، وبخاصة في الساعات المبكرة من الفجر، في الوقت الذي تحاول إسرائيل الحصول على اعتراف بها من العالم بأنها «دولة يهودية»، كما تبحث عن فرصة لتمرير هذه القوانين.

وقالت الكاتبة في الشأن السياسي إيناس علوان إن قانون منع الأذان قانون يعتبر بشكل واضح الفلسطينيين في الداخل المحتل «رعايا وليسوا مواطنين، وليست لهم خصوصية دينية أو ثقافية، وإن إسرائيل ليست كما تروج عن نفسها أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط».

تفريغ الأرض

وأكدت علوان أن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها الأساسية التي تتمثل بتفريغ الأرض من محتواها الأصلي، وعلى هذا الطريق فإنها تحاول تفريغ الأرض من معانيها الوطنية ومن خصوصيتها الثقافية وصولاً لتكريس مبدأ «دولة لليهود». وأضافت أنّه «أمام هذه الاستحقاقات الكبيرة وهذه الإجراءات العنصرية المتزايدة، لا مجال أمامنا كفلسطينيين إلاّ أن نرتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية التي تفرضها علينا هذه المرحلة الحرجة من قضيتنا، ولملمة الوضع الفلسطيني الداخلي هي بداية الطريق لتوحيد وتوجيه الطاقة الفلسطينية في سبيل مواجهة المشاريع الإسرائيلية».

وأوضحت أن إسرائيل تسابق الزمن لتكريس واقع كبير في ظل انقسامنا الفلسطيني وفي ظل الأزمات العربية لأن انتهاء هذه الأزمات يعني إعادة القضية الفلسطينية للواجهة وللمركز، وهذه الحالة تريد إسرائيل أن لا تحدث وإن حدثت فهي تسعى لأن تكون قد خلقت واقعاً كبيراً وصعباً.

جس نبض

وأفادت بأن المحاولات المتكررة من قبل إسرائيل للمس بالخصوصية الثقافية للفلسطينيين لها أهداف أمنية أيضاً، فإسرائيل تحاول جس نبض الشارع الفلسطيني ومدى قابليته للانطلاق بانتفاضة أو مواجهة، وأشارت إلى أن قرار التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى قد ولّد الهبة الشعبية الأخيرة ما اضطر إسرائيل للتراجع تحت وطأة العمل المقاوم الذي تصدّره الشباب الفلسطيني، وأن القرار الإسرائيلي الأخير اختبار أيضاً لفاعلية الأساليب الأمنية خلال الهبة الشعبية الأخيرة ولجهوزية الفلسطينيين للدفاع عن مقدساتهم.

Email