تلقى تهنئة خادم الحرمين ودعوة لزيارة المملكة نقلهما خالد الفيصل

عون: لبنان حريص على تعزيز العلاقات مع السعودية

■ عون والفيصل خلال اللقاء في قصر بعبدا ببيروت | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

انشغل لبنان الرسمي أمس بزيارة موفدَي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة مكّة خالد الفيصل ووزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، اللذين قصدا بيروت على رأس وفد لنقل رسالة تهنئة إلى الرئيس اللبناني ودعوةٍ رسمية له لزيارة المملكة.

فيما أكد الرئيس اللبناني ميشيل عون حرص لبنان على تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مقدراً المواقف التي يتخذها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تجاه لبنان، بينما أكد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أن تشكيل الحكومة يواجه عثرات.

وكان الوفد السعودي توجّه من مطار بيروت، مباشرة إلى القصر الجمهوري، ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، قبل أن يزور رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، الذي أقام على شرفه حفل عشاء شاركت فيه شخصيات سياسية ودبلوماسية.

وإثر لقائه عون قال الفيصل: «حملت رسالتين إلى فخامة الرئيس من خادم الحرمين الشريفين، الأولى تتضمّن التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، والثانية دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية». وقال الفيصل خلال الزيارة إن عون وعد بزيارة السعودية بمجرد تشكيل حكومة لبنانية جديدة.

وفي المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، أثار عون مع الموفد السعودي ملف الهبتين السعوديتين للبنان، وتحديداً هبة الثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني.

سباق التشكيل

ويحتفل لبنان اليوم بالذكرى الـ73 لاستقلاله، في عرض عسكري ببيروت بحضور عون وبرّي والحريري وسلام. وتلي الاحتفال استقبالات في القصر الجمهوري، وسط تعويل على أن تشكّل هذه الاستقبالات فرصةً لدفع عجلة التأليف الحكومي.

وأغلب الظن، أن الحريري خسر ما اصطلِح على تسميته «سباق الاستقلال»، بعدما حالت الشهيات المفتوحة على الحقائب الوزارية الدسمة دون أن يتمكن من تحقيق تشكيل الحكومة قبل هذا اليوم الذي يصادف موعد عيد الاستقلال، إلا إذا حصلت في الأمتار الأخيرة مفاجأة سارّة.

رسالة الاستقلال

ووسط التعقيدات التي تحيط بتأليف الحكومة الأولى في العهد الجديد، وجّه عون رسالة الاستقلال الأولى في عهده، على وقع ما حفلت به وقائع الأسابيع الثلاثة الماضية التي تلت انتخابه.

وعلى وقع الآمال المعقودة على هذا العهد، والآخذة بالتراجع، بعد تعثر تأليف الحكومة وبروز تعقيدات لم تكن بالحسبان، كشفت أن المسألة تتعدّى الخلافات والمكاسب والوزارات النفعية أو السيادية، إلى موقع لبنان وتوازناته الداخلية في قلب الأحداث بالمنطقة.

ولم تخرج رسالة الاستقلال عن الإطار الذي رسمه خطاب القسَم، ولم تخرج عن موقع الرئيس الدستوري والسياسي في حماية وحدة الدولة ومؤسّساتها، والتطلّع إلى علاقات محايدة ومتوازنة مع المحيطين العربي والإقليمي.

المسار الحكومي

وفيما يبدو أنّ الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية دخل في هدنة غير معلنة مع توقّف الخطاب المتشنّج، فإنّ المسار الحكومي يبدو مفرملاً، من دون أن تطرأ أيّ تباشير إلى اندفاعة إيجابية لتوليد الحكومة، في حين أشارت المعلومات لـ«البيان» إلى أنّ ولادة الحكومة في الساعات المقبلة السابقة لعيد الاستقلال باتت شبه مستحيلة.

وبالتالي الانتقال عملياً إلى مرحلة ترقّب ولادتها قبل عيد الميلاد (25 ديسمبر المقبل).

وأشار الحريري إن جهوده لتشكيل حكومة جديدة تواجه «عثرات»، حيث قال في تصريحات بعد لقائه بعون أمس، إن «هناك بعض العثرات أصبح معروفا أين هي.. نأمل أن تحل». وأضاف أن «من يعّقد معروف فاسألوه» من دون أن يحدد من هي هذه الشخصية.

وسط هذه الأجواء، أعربت أوساط معنية عن اعتقادها أن المطلوب إعادة خلط الأوراق والحقائب، وإجراء «حسْبة» وزارية جديدة، محذّرةً من تبعات سعي البعض إلى الاستئثار بالحقائب الوازنة وتوزيعها على المستشارين. وحرصت الأوساط على القول لـ«البيان» إنها غير متشائمة وغير متفائلة، لكنها لفتت إلى أن عدم تأليف الحكومة حتى الآن لا يُعتبر خسارة أو فشلاً للرئيس المكلّف بقدر ما هي نكسة للعهد الجديد.

Email