على وقع احتساب الأصوات

لبنان يحبس الأنفاس قبيل انتخاب الرئيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل لبنان أسبوع الحسم الأخير قبل الاستحقاق الرئاسي المحدّد في 31 من الجاري، فيما كلّ الأجواء توحي بأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بات يحظى بأكثرية الأصوات في البرلمان، مع استمرار رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في ترشّحه. بالتالي، وبحسب مصادر سياسية متابعة، فإن جلسة الانتخاب قد تشهد دورة اقتراع واحدة يفوز فيها عون بمنصب الرئاسة الأولى انطلاقاً من زخم التأييد الذي بدأ يتصاعد لمصلحته.

تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في معرض تأكيده التزام حزبه انتخاب عون رئيساً الإثنين المقبل، على رغم معارضة حليفه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن الحزب «يضحّي» بقبوله الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة.

وكان برّي أكد مجدّداً، خلال ترؤسه أول من أمس في جنيف الاجتماع التشاوري لاتّحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي، أنه لن يقاطع جلسة انتخاب الرئيس، مشيراً إلى أنه قال لعون: «إن تعطيل النصاب في جيبتي الكبيرة، لكنّني لست أنا من يلجأ إلى تعطيل النصاب»، ما يؤشر، بحسب مصادر معنية، إلى عملية تفاوض عن بعد على «سلّة» تشمل الحكومة ورئاسة مجلس النواب. وكشف بري إنه يعتقد أنه حتى إذا انتخب عون رئيساً الأسبوع المقبل، فإن تشكيل حكومة قد يستغرق ما بين 5 و6 أشهر.

وفي ظلّ ارتفاع المتاريس السياسية بين ضفّتَي المؤيّدين والمعارضين لترشيح عون، يجدر التذكير بأن برّي كان توعّد «العهد العونيّ» بـ«المواجهة»، بعد تلويح مصادره بحتميّة عودة الحرب الأهليّة من بوّابة انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

ووفق مصادر مطلعة، فإنّ برّي أبلغ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، عبر أحد قياديّي الحزب، رسالة واضحة مفادها أنه ليس وارداً لديه انتخاب «الجنرال». كما نقِل عن برّي قوله: «سأرى، بعدما أنتقل إلى صفوف المعارضة، كيف سيشكّل الحريري حكومته من دون التوافق مع البيت الشيعي».

لا تأجيل للجلسة

وفي السياق، أشارت مصادر سياسية ونيابية لـ«البيان» إلى أن المساعي التي بذِلت لتأجيل جلسة انتخاب الرئيس قد طويت نهائياً. وأضافت المصادر أنّ بري رفض البحث في اقتراح تلقّاه من أحد الأطراف، فردّ عليه بفشل المسعى، بعدما أكّد علناً مشاركة نوّاب كتلة التنمية والتحرير في الجلسة، على رغم رفضهم التصويت لعون.

من ناحية ثانية، توقعت مصادر وزارية أن تكون جلسة مجلس الوزراء، الخميس، آخر جلسة لحكومة تمام سلام، في حال انتخِب رئيسٌ للجمهورية. وأشارت لـ«البيان» إلى أن الوزراء بدأوا بجمع أوراقهم وأغراضهم ومستنداتهم، تمهيداً لأن تكون جلسة الخميس جلسة وداع للوزراء.

براغماتية عون

ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن عون «شخص براغماتي، سيكون همّه إنجاح رئاسة الجمهورية، وهذا ما يزعج حزب الله». مؤكداً أن «رئيس الحكومة المقبل سيكون، بإذن الله، سعد الحريري. وطبعاً، القوات ستكون ضمن المعادلة الحكومية». وعما إذا ما سيكون «حزب الله» أقوى مستقبلاً، قال جعجع أمس: «طبعاً لا، فوصول عون إلى رئاسة الجمهورية ليس أمراً مستحبّاً من حزب الله».

لا "فيتو"

قالت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، إنه لا "فيتو" رئاسياً من إيران أو السعودية على أيّ مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، وأشارت إلى أن مجلس الأمن لا يفضّل شخصاً على آخر لرئاسة لبنان، بل ما يهمّه أن الوصول إلى توافق.

Email