الرئاسة «المعلّقة» محور مشاورات الحريري الدولية

 سعد الحريري خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فور عودته إلى بيروت، في 24 سبتمبر الفائت، أحيا زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري البحث في الرئاسة الأولى المعلّقة منذ 25 مايو 2014. وذلك قبل أن ييمّم، في 3 من الجاري (الجولة الأولى) وجهه شطر الآفاق الإقليمية والدولية بهدف إعادة هذا الملف إلى طاولة الاهتمام الدولي. والموضوع الرئاسي سيكون ضمن جولة .

إضافية له تقوده إلى فرنسا وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، في حين لم يستبعد مراقبون أن يتبلور موقف للحريري بعد الجولة، يكون أكثر وضوحاً أو علانية بالنسبة إلى الفكرة المتداولة بما خصّ طرح النائب ميشال عون رئيساً، وبالتالي سيُبنى على الأمر مقتضاه.

وبين مشاوراته الخارجية والداخلية التي أجراها مع القيادات اللبنانية، بين 26 و30 سبتمبر الفائت واستكملها في الأيام الماضية من أكتوبر، يبدو أكيداً، بحسب إجماع مصادر سياسية متعدّدة، أن الحريري نجح في إطلاق دينامية جديدة للملف الرئاسي الذي كان شبه مجمّد. وفيما لا يزال البلد غارقاً بالتكهنات.

والتي يبدو أنّ سقفها الزمني مفتوح، لكون أن أحداً لا يملك الإجابة عن سيل الأسئلة عن أيّ اتجاه رئاسي سيسلكه الحريري في الآتي من الأيام، وأيهما سيختار في نهاية الطريق: رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أو رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، فإن ّالأهم السؤال عن موقف المملكة العربية السعودية من الاستحقاق الرئاسي.

وما إذا كان قد شابه تعديل أو تغيير لناحية مباركة ترشيح هذا المرشح أو ذاك. وتقول المصادر إنّ السعودية طالما لم تعلن صراحة مباركتها ترشيح عون، فهي لم تعلن ذلك ولم تقل شيئاً. وطالما أنّ الحريري لم يعلن ترشيح عون فهو لم يقل شيئاً. وبالتالي، تبقى الأمور في المربّع الأوّل.

وفي السياق، علمت «البيان» أن الحريري يعتزم بدء جولته المعلنة، وأبرزها زيارة الرياض ولقاء وليّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين يتردّد أن السعودية تترك للبنانيين تدبير أمورهم بأنفسهم وتترك تحديداً للحريري أن يقوم بما يراه مناسباً.

إلى الخارج

ووفق مواكبين عن كثب لمشاورات الحريري، فإنّ الأخير مستمرّ في مشاوراته في كلّ الاتجاهات، وأنّه يطرح أسئلة حول ما يمكن القيام به لإنهاء الأزمة الرئاسية، ويسمع استعداداً للتحرّك لمساعدته في هذا الاتّجاه عبر القيام بخطوات. وفي ضوء نتائج هذه المشاورات، سيكون الحريري أمام مجموعة خيارات.

فإذا تبيّن أنّ النتيجة لمصلحة عون فسيدفع في هذا الاتّجاه، وإذا مالت الدفّة لفرنجية يدفع أيضاً في هذا الاتّجاه. وإذا لم يكن لا هذا ولا ذاك، يمكن أن يطرح الحريري خيارات جديدة، ويمكن أن يذهب إلى القول إنّه عمل ما عليه وليتحمّل الآخرون المسؤولية وليعملوا على انتخاب الرئيس.

وفتحت مشاورات الرئيس الحريري المحليّة الأبواب الرئاسية على كل الاحتمالات، لتبقى «السلّة» هي عنوان التفاهمات وأساس المعادلة الرئاسية العتيدة، وهي لم تقتصر على المشاورات المحلية، بل شملت عواصم إقليمية ودولية، فهو زار الرياض وروسيا ويستعدّ لزيارة أنقرة ومصر والرياض مجدّداً، وباريس التي هي في صدد تحريك عجلاتها الدبلوماسية لمواكبة الحركة الرئاسية الجديدة وخصوصاً مع طهران، بالإضافة إلى عواصم أخرى لم يُعلن عنها بعد.

وحركة الرئيس الحريري، لا سيما الخارجية منها، بحسب مصادر سياسية، انتشلت الملف الرئاسي من «الغبار على الرفّ»، وساعدت في إحياء البحث في الانتخاب، لكن هذا لا يعني أن موضوع التوافق على مرشّح قد حسِم، إذ إن حركة الحريري متواصلة لكن هناك اعتبارات ومواقف يجب الأخذ بها وبزخمها وتأثيرها، ولاسيما مواقف الرئيس نبيه بري، الممانع الأول في وصول عون إلى قصر بعبدا، وربما لهذا السبب قذف بموعد الجلسة الـ46 لانتخاب الرئيس إلى أطول فترة ممكنة (31 أكتوبر).

Email