في اشتعال للجبهات تزامناً مع المواجهة في مجلس الأمن

قوات النظام تتقدّم في حلب وحماة ودمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعادت قوات الحكومة السورية أراضي من المعارضة بمناطق عدة في البلاد أمس، حيث شهدت الجبهات اشتعالاً قبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة مشروعي قرار من روسيا وفرنسيا حول حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام حكومية إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على منطقة على المشارف الشمالية لحلب. وقال إن التقدم في منطقة العويجة عزز قبضة الحكومة على مناطق تحيط بشرق حلب الخاضع للمعارضة.

ونفى المسؤول في تجمع (فاستقم) المعارض زكريا ملاحفجي حدوث أي تقدم للحكومة في المنطقة، لكنه أكد تحقيق الجيش السوري مكاسب إلى الجنوب في محافظة حماة. ودارت معارك طاحنة بين الجيش السوري والفصائل المعارضة في وسط مدينة حلب.

ومنذ هجوم أطلقه قبل اكثر من أسبوعين في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، يتقدم الجيش السوري بوتيرة بطيئة أمام المقاتلين المعارضين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تدور المعارك السبت على ثلاثة محاور أساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية».

محاور حلب

وأفاد عبد الرحمن عن «تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الشمالي بسيطرتهم على ضاحية العويجة التي تتواجد فيها منازل مدنيين ومعامل»، مشيراً إلى أن ذلك «يتيح لها التقدم أكثر في شمال المدينة».

وأكد التلفزيون الرسمي السوري سيطرة الجيش على منطقة العويجة. وترافقت المعارك مع قصف جوي على مناطق الاشتباك، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية والمرصد السوري.

وقصفت الفصائل المعارضة، بحسب المرصد السوري، حي الشيخ مقصود ذا الغالبية الكردية ما أسفر عن مقتل «ثلاثة مواطنين وإصابة حوالي خمسة آخرين». وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وطفلة في الشيخ مقصود.

ريف حماة

وفي ريف حماة، استعادت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها السيطرة على بلدات وقرى في غرب البلاد، ما سلب مقاتلي المعارضة مكاسب نادرة حققوها في الأسابيع الأخيرة. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن المكاسب الرئيسية للحكومة كانت إلى الشمال من حماة.

وكانت المعارضة في محافظة حماة الواقعة جنوبي حلب سيطرت على سلسلة من البلدات والقرى التابعة للحكومة في هجوم في نهاية أغسطس. لكن المرصد قال إن القوات الحكومية استعادت العديد من تلك المناطق أمس في هجوم رجّح كفتها في شمال المحافظة للمرة الأول خلال أسابيع.

وقالت مصادر إن الجيش السوري سيطر على بلدات أو قرى منها الطليسية والقاهرة وتل الأسود. وأوضح المرصد ان حركة أحرار الشام وجماعة جند الأقصى تتبادلان إطلاق النار منذ الجمعة.

واستعاد مسلحون من تنظيم داعش عدداً من القرى من معارضين مدعومين من الغرب في هجوم مضاد قرب الحدود التركية. ويتقدم مقاتلو المعارضة الذين تدعمهم تركيا بدبابات وضربات جوية صوب دابق معقل تنظيم داعش وهي قرية لها أهمية رمزية للمتشددين.

وفي تقدم آخر للقوات الحكومية على المعارضة قرب دمشق سيطر الجيش والمقاتلون المتحالفون معه على قطاع كبير من بلدة الهامة إلى الشمال الغربي من دمشق.

ريف درعا

وقال مصدر عسكري سوري إن وحدات من الجيش استهدفت بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة وقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ مواقع ومرابض للمجموعات المسلّحة في بلدتي إبطع وداعل في ريف درعا الشمالي رداً على قصفها مواقع الجيش في بلدة قرفا ونامر والكتيبة المهجورة ومحيطها.

وأضافت المصادر إنه تم تدمير آلية مجهزة برشاش ثقيل من عيار 23 ملم إثر استهدافها بصاروخ موجه وعدد من السيارات المفخخة الموجهة نحو الكتيبة المهجورة التي سيطر عليها الجيش السوري في بداية سبتمبر الماضي، وتم نقل أسلحة متطورة إلى الكتيبة بعد السيطرة عليها».

وأفاد مصدر ميداني بسقوط 15 صاروخاً من طراز غراد على مطار الثعلة العسكري في ريف محافظة السويداء الغربي ما تسبب بمقتل عنصر من الجيش السوري.

وقال مصدر عسكري إن القوات المدافعة عن مطار وقرية الثعلة قصفت مواقع المسلّحين في بلدات رخم والغارية الشرقية بريف درعا الشرقي التي اعتدت على مطار الثعلة بالراجمات الصاروخية.

مروحية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن مسلحي داعش استهدفوا مروحية روسية تنقل مساعدات إنسانية في ريف مدينة حماه السورية، بحسب قناة «روسيا اليوم». وقال المركز الروسي لتنسيق المصالحة في «حميميم» إن مسلحي داعش أطلقوا النار على مروحية روسية من طراز إم آى- 8، ولكن لم يصب أي فرد من العسكريين على متنها. 

منظمات إنسانية تحذّر من تدهور جديد للأوضاع في سوريا

حذر الصليب الأحمر الألماني من حدوث تدهور جديد للوضع في سوريا.وفي تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة أمس، قال رئيس الصليب الأحمر الألماني رودولف زايترس إن «الوضع الإنساني في حلب مهدد بمزيد من التدهور الملحوظ، في حال فشلت الجهود الرامية إلى فرض وقف لإطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية للوصول للمدنيين».

وأوضح الصليب الأحمر الألماني أن هناك في سوريا 2ر12 مليون شخص، بينهم 6ر5 ملايين طفل، في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

اليونيسف

من جانبها، طالبت ممثلة اليونيسف في سوريا بوضع حد فوري للعنف الذي تعاني منه مدينة حلب الواقعة شمال البلاد، قائلة إن وكالات الأمم المتحدة في «وضع الاستعداد» لتقديم المساعدة اللازمة.

وقالت هناء سنجر، من وكالة الأمم المتحدة للطفولة إن الظروف في مدينة حلب المحاصرة «رهيبة بشكل مؤلم»، في ظل قصف المستشفيات ومعاناة الأطباء من كثافة العمل، إضافة إلى مقتل أكثر من 100 طفل في عمليات القصف منذ العاشر من سبتمبر.

وعادت سنجر هذا الأسبوع من الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب حيث زارت الآلاف من المشردين السوريين. وقالت إن البعض منهم نزح لما يصل إلى ست مرات في السنوات الثلاث الأخيرة.

وأضافت أن خطط الأمم المتحدة جاهزة للتنفيذ في المناطق الخاضعة للحكومة وذلك لاستيعاب السكان الذين ربما يتم إجلاؤهم من المناطق المحاصرة من المدينة إذا دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

إغاثة تركية

وأرسلت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية «راف» القطرية، 50 شاحنة محملة بالدقيق إلى سوريا. وذكر بيان، صادر عن الهيئة (غير حكومية)، أن الشاحنات حملت 25 ألف كيس من الدقيق، زنة كل واحد منها 50 كلغ، مشيرا إلى أنها عبرت إلى سوريا من معبر أنجو بنار، جنوبي تركيا.

وأشار البيان، أن الدقيق المرسل سيُستخدم في أفران مدن حلب، واعزاز، وجرابلس، والراعي، ومناطق أخرى، لإنتاج خبز للسوريين.

وقال منسق المساعدات السورية بالهيئة، في كليس، سركان أوكتم، إنهم وجهوا نداء للعالم بأسره عبر حملة (افتحوا الطريق لحلب)، مضيفا أن «النداء لاقى تجاوبا، وأن فاعلي الخير في قطر أرسلوا إليهم عبر مؤسسة "راف" 50 شاحنة محملة بالدقيق».

وأضاف أن شحنة الدقيق ستُستخدم في أفران الهيئة بولاية كليس ومدينة الريحاني في تركيا، وفي الأفران المتنقلة التابعة للهيئة في الداخل السوري من أجل إنتاج الخبز وتوزيعه في عدد من المناطق، ومن بينها حلب، وجرابلس، والراعي، إضافة إلى النازحين في المخيمات.

Email