يستغلون عامل الجهل إلى جانب الفقر والبطالة

الحوثيون يجندون النساء بعد استنزاف الشباب والأطفال

■ النساء والأطفال وقود حرب الانقلابيين العبثية في اليمن | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

لم يكتف الانقلابيون في صنعاء بتجنيد الأطفال والزج بهم في معاركهم الخاسرة التي أشعلوها في اليمن، إذ أكدت مصادر محلية في العاصمة صنعاء، قيام الحوثيين مؤخراً، بتجنيد نساء من خلال عملية استقطاب واسعة في مختلف مديريات صنعاء، استعداداً للزج بهم في المعارك المرتقبة في محيط وداخل صنعاء.


وأكدت المصادر أن معسكرات تم افتتاحها مؤخراً، بهدف تجنيد النساء، وتدريبهن على السلاح، في مخالفة واضحة للأعراف والتقاليد اليمنية، ولا سيما للمناطق التي عرفت أنها محافظة، كالمناطق القبلية في محيط صنعاء.


عرض عسكري

وكانت مليشيات الحوثي قامت، الشهر الماضي في العاصمة صنعاء بعرض عسكري نسائي في ساحة إحدى المدارس. وأفادت تقارير إعلامية أن الحوثيين نظموا العرض العسكري، بمشاركة مئات الفتيات المواليات للجماعة في مدرسة مجمع الثورة في العاصمة صنعاء.


وظهرت الفتيات مدججات بالأسلحة، متوسطة، وخفيفة، فيما أظهرت بعض الصور مراهقات بعضهن في عمر الطفولة، يحملن أسلحة رشاشة وقذائف «أر.بي.جي». ويرى مراقبون أن الانقلابيين في صنعاء، يستغلون عدداً من العوامل لتجنيد، الأطفال، والنساء، وأبرزها عامل الجهل، من خلال القيام بعملية تضليل واسعة وصنع انتصارات وهمية للتغرير بهم والزج بهم في الجبهات، وكذلك استغلال الظروف المادية الصعبة للكثير من الأسر التي تعاني من الفقر والبطالة، وذلك من أجل تعويض النقص الكبير في العناصر المقاتلة التي يتم استنزافها في كل الجبهات.


انتقاد حاد
وجهت منظمات حقوقية يمنية، انتقادات حادة للحوثيين، بسبب استمرارهم في تجنيد الأطفال، بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى أن قانون حقوق الإنسان الذي سن الثامنة عشرة بوصفها الحد القانوني الدني للعمر النسبي للتجنيد.


وكان نشطاء يمنيون تظاهروا قبل يومين أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف السويسرية، على سياسة تجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات من قبل جماعة الحوثي وحلفائهم من حزب صالح.
وطالب النشطاء جماعة الحوثي بالتوقف فوراً عن استخدام المنشآت المدنية والمدارس مواقع عسكرية.


ووجهوا دعوات للدورة الـ33 لمجلس حقوق الإنسان بإدانة ممارسات الحوثيين القمعية والانتهاكات التي يمارسونها تجاه الأبرياء والأطفال في اليمن، والعمل على تنفيذ قرارات مجلس حقوق الإنسان بشأن اليمن، وتحديداً القرارات 18/‏‏‏19 و19/‏‏‏29 و21/‏‏‏22 و24/‏‏‏32 و19/‏‏‏27 و30/‏‏‏18.


رئيس مركز عدن للدراسات حسين حنشي قال لـ«البيان» إن الحوثيين يعانون من إفلاس على جميع المستويات، بعد عامين من الحرب والحصار المضروب عليهم بموجب قرارات الأمم المتحدة، كونها جماعة متمردة. وأَضاف أن «آخر إفلاس للانقلابين واضح أنه في القوة البشرية، حيث يخسرون مسلحيهم في جميع الجبهات، كما أن كثيراً من مقاتلي القبائل فقدوا الثقة في نصر أو صمود لا سيما بعد إصرار التحالف العربي على الحسم واقتراب المعركة من صنعاء.


وأضاف «لهذا لجأت جماعة الحوثي إلى تجنيد النساء كونها فئة جديدة في مليشياتهم بعد أن كان من الملاحظ أن الأطفال لهم حضور كبير في المعارك في صفوفهم بل إن بعض التقارير أثبتت أن تجنيد الأطفال كان إجبارياً».


وقال حنشي، إن ما تقوم به جماعة الحوثي سيكون له تكلفة باهظة في المجتمع، حيث إن نصف المجتمع سيكون معطل ومشوه الطباع، بينما كل المستقبل في الأطفال سيكون مليئاً بالعلل الصحية والنفسية بفعل الحرب.


مركز استقطاب وفي بني حشيش الواقعة على بعد 20 كيلو مترا فقط شرق العاصمة صنعاء، وخلال الأشهر القليلة الماضية انتهى رجالها في حروب الانقلابيين العبثية، ولم يبق فيها سوى النساء والأطفال دون العاشرة. وحسب إحصائيات غير رسمية نشرتها مواقع صحفية، بلغ عدد الذين قتلوا في صفوف الحوثيين من قرى بني حشيش، ما يفوق 2000 قتيل وضعفهم من الجرحى، وأكثر من 650 من المفقودين لا يعلم عنهم شيء حتى هذه اللحظة. فعاد الحوثيون للمنطقة من جديد لحشد المقاتلين، ولكن هذه المرة من النساء، فالميليشيات وحسب ما أبانت قناة المسيرة التابعة للحوثيين باتت تجهز معسكرات للنساء بعد أن تم تسليحهن، استعدادا لخوض معركة ضد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، والذي بات على مقربة من المنطقة لا تبعد أكثر من 3 كيلومترات فقط.

خط ساخن

دشنت المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية وشركاؤها المحليون والدوليون في إطار الحملة الوطنية لمناهضة التعذيب، خدمة الخط الساخن للإبلاغ عن حالات الاختطاف والتعذيب. وأطلقت المنظمة وشركاؤها حملة إلكترونية في كل وسائل التواصل الاجتماعي، بمشاركة ناشطين وإعلاميين وحقوقيين وسياسيين أمس، بثلاث لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية)، بهدف تشكيل رأي عام محلي وإقليمي ودولي مناهض للتعذيب، وإبراز القضية، وجعلها حاضرة لدى الجهات ذات العلاقة وتحويلها إلى قضية رأي عام يتشاطر الجميع مناهضتها، والإسهام الفعال بإيقافها ومحاكمة مرتكبيها. تعز- البيان

Email