حريق حلب يستعر والقصف الجوي مستمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال سكان في حلب ومصادر في المعارضة إن الطائرات واصلت قصف المناطق السكنية وسوّت مباني بالأرض.

وأكدوا أن الضربات الجوية على شرق حلب منذ الإعلان عن الهجوم يوم الخميس الماضي كانت أشد ضراوة من أي ضربات سابقة، واستخدمت فيها قنابل أشد تأثيراً. وسقط عشرات القتلى في الأيام القليلة الماضية.
وقال مسؤولون في صفوف المعارضة إن الضربات الجوية السبت أصابت أربع مناطق على الأقل من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة، وإنهم يعتقدون أن الضربات تشنها طائرات حربية روسية في الغالب. وتبين مقاطع فيديو لمواقع القصف حفرا ضخمة يصل قطرها وعمقها إلى عدة أمتار. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 45 شخصا على الأقل قتلوا في شرق حلب السبت بينهم عشرة أطفال.

مخيّم حندرات

وقصفت الطائرات الحربية السورية والروسية مخيم حندرات الفلسطيني على الأطراف الشمالية لمدينة حلب، أمس، بينما استمرت المعارك بين قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة للسيطرة على المخيم الواقع على أرض مرتفعة في هجوم تدعمه روسيا لتصبح السياسة الأميركية بشأن سوريا في حالة يرثى لها.

وفي أول تقدم بري رئيسي يتحقق في الهجوم الأخير استطاع الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه انتزاع السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني، غير أن قوات المعارضة استردت المخيم في هجوم مضاد بعد بضع ساعات.  وقال قائد يدعى أبو الحسنين في غرفة عمليات المعارضة "استعدنا المخيم لكن النظام أحرقه بالقنابل الفوسفورية... تمكنا من حمايته لكن القصف أحرق عرباتنا".

معارك عنيفة

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين ومنهم جماعة جند الأقصى (التي وضعتها واشنطن في قائمة الإرهاب) سيطروا على قريتين في محافظة حماة بشمال البلاد. وقال مصدر في جيش النظام إن الجيش يخوض "معارك ضارية" حول قريتي معان والكبارية.

قصف المياه

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن محطة توفر المياه لمنطقة شرق حلب المحاصرة دمرت في القصف، وإن المعارضين ردوا بإغلاق محطة توفر المياه لبقية أرجاء المدينة، ما ترك مليوني شخص دون ماء نقي.

حلب.. مشاهد مروّعة في مدينة تحت النار

ساد هدوء نسبي مدينة حلب بعد ليل شهد عمليات قصف شنها سلاح الجو السوري وحليفه الروسي خلّفت مشاهد مروّعة، ما أثار استياء الغرب الذي عبّر عن سخطه حيال موسكو.

وتسعى الدول الغربية إلى إيقاف الهجوم الجوي الذي بدأه النظام السوري وحليفته روسيا الجمعة من أجل استعادة الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في شرق حلب. وأسفرت الضربات الجوية على حلب منذ ثلاثة أيام عن مقتل 101 شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء دفنوا تحت أنقاض المباني المدمرة خلال الغارات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مشاهد مروعة

وأكد أحمد حجار الذي يقطن حي الكلاسة «لم تتوقف الضربات طوال الليل». وأضاف الرجل (62 عاماً) «لم تغمض عيني قبل الرابعة فجراً». ويروى أن «قنابل عنقودية» تناثرت قرب مسكنه لكنها لم تنفجر، مضيفاً «إن أحد الجيران قتل بإحداها. لقد رأيته وهو يتعثر بها ثم انفجرت ومزّقت جسده، كان المشهد مروعاً».

وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن «صواريخ جديدة» تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه «الهزة الأرضية». وتحدث الصواريخ لدى سقوطها تأثيراً مدمراً، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة تدمر الملاجئ التي يستخدمها السكان كمأوى تفادياً للضربات.

ويقول أحد سكان باب النيرب أحمد حبوش «أنا لا ادري لماذا يقصفنا النظام بهذه الوحشية. إننا محاصرون وليس لدينا مكان نذهب اليه». وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت إنه صدم بالتصعيد العسكري «المروع» في مدينة حلب.

وأضاف بان كي مون ان «الاستخدام المنهجي الواضح» للقنابل الحارقة والشديدة القوة في مناطق سكنية قد «يرقى الى جرائم حرب». واعتبر الأمين العام أن حلب «تشهد القصف الأكثر كثافة منذ بدء النزاع السوري» مضيفاً «إنه يوم أسود لمدى التزام العالم بحماية المدنيين».

الائتلاف يندد

وفي إسطنبول، ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بـ «المجازر» التي يرتكبها النظام السوري وحليفه الروسي في حلب، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها.

ولم تصمد الهدنة الهشة التي أعلنت عنها روسيا والولايات المتحدة سوى أسبوع واحد وتوقفت مساء الاثنين الماضي، كما فشلت الجهود الدبلوماسية الجارية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمام الجمعية العامة إن الجيش السوري سجل «انتصارات عسكرية» مهمة بمؤازرة روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، وأشار إلى أن «ثقته بالنصر هي الآن أكبر».

وفي حلب، حيث يشهد النزاع ذروته، يسيطر النظام السوري على الأحياء الغربية ويحاصر الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة وحيث يقطن نحو 250 ألف نسمة.

Email