بدء تنفيذ اتفاقية خروج المقاتلين من حي الوعر بحمص

عشرات الغارات على حلب ومحاولات دولية لإحياء المفاوضات

■ منقذون من الدفاع المدني يبحثون عن ناجين بعد قصف على إدلب | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرضت الأحياء الشرقية في مدينة حلب شمالي سوريا لغارات كثيفة أمس، تسببت في سقوط قتلى بعد ليلة تخللها اندلاع حرائق ضخمة، في وقت أعربت الأمم المتحدة عن أملها ببدء «محادثات مباشرة» بين الأطراف السورية في الأسابيع المقبلة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «طائرات روسية ترافقها مروحيات سورية نفّذت عشرات الغارات منذ منتصف ليل أول من أمس على أحياء عدة في شرقي حلب، ما أدى إلى مقتل 13 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال».

وتركز القصف بعد منتصف الليل على حيي بستان القصر والكلاسة، ما تسبب «في اندلاع حرائق كبرى خصوصاً في حي بستان القصر». وأوضح أن «القصف على هذين الحيين هو الأعنف منذ أشهر»، لافتاً إلى «دوي انفجارات ضخمة هزت هذين الحيين، وترددت أصداؤها في الأحياء الغربية المجاورة، حيث تمكن السكان من معاينة ألسنة النيران المندلعة».

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في بستان القصر باندلاع حرائق في الشارع الذي يقطن فيه إثر غارات جوية، مشيراً إلى أن عناصر الدفاع المدني عملوا وقتاً طويلاً على إطفاء الحرائق.

قصف متواصل

وقال الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في حلب إبراهيم أبو الليث: «القصف كان متواصلاً وعنيفاً بشكل لا يوصف». واتهم مركز حلب الإعلامي وناشطون معارضون طائرات النظام السوري وروسيا بإلقاء قنابل حارقة على الأحياء الشرقية، ولم يكن في الإمكان التأكد من ذلك.

وقال مدير مستشفى القدس د. حمزة الخطيب إن 45 شخصاً قُتلوا في قصف مناطق المعارضة في حلب.

في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة في منطقة الراموسة جنوب غرب مدينة حلب. وأفاد المرصد عن «مواجهات عنيفة تواصلت صباحاً في المنطقة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة والفصائل المقاتلة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى».

تفجير

في جنوب سوريا، قُتل 12 شخصاً على الأقل بينهم «وزير في الحكومة المؤقتة» المنبثقة عن المعارضة في تفجير استهدف افتتاح مخفر في مدينة انخل في محافظة درعا. وأفاد مسؤول العلاقات العامة في «الحكومة المؤقتة» شادي الجندي بمقتل «12 شخصاً على الأقل بينهم وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار وإصابة العشرات بجروح من جراء تفجير استهدف افتتاح مخفر للشرطة المحلية في مدينة انخل».

وأوضح أن بين القتلى «ناشطين معارضين وعسكريين ومسؤولين محليين».

ونعت «الحكومة المؤقتة» على موقعها الإلكتروني عمار «الذي استشهد مع مجموعة إثر تفجير غادر في مدينة إنخل».

وقال رئيس «الحكومة المؤقتة» جواد أبو حطب: «لن يجعلنا التفجير نتراجع عن مبادئنا»، معتبراً أنه «يشكّل تحدياً لأعضاء الحكومة» الذين يقيم عدد منهم في الداخل السوري.

تسوية الوعر

وفي إطار استكمال اتفاق توصلت إليه الحكومة السورية والفصائل في وقت سابق، خرج أمس 123 مقاتلاً برفقة 157 مدنياً من أفراد عائلاتهم من حي الوعر، آخر معقل للمعارضة في مدينة حمص (وسط).

وأعلن محافظ حمص طلال البرازي خروج هؤلاء إلى ريف حمص الشمالي.

وتغيّب ممثلو الأمم المتحدة عن الإشراف على تنفيذ الاتفاق الذي سيستكمل في الأيام المقبلة، بعدما انتقد المبعوث الأممي دي ميستورا مطلع الشهر الحالي استراتيجية إخلاء مدن محاصرة في سوريا.

مفاوضات مباشرة

وأعلن رمزي عز الدين رمزي مساعد المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا للصحافيين أن «المبعوث الخاص أعلن بوضوح شديد أنه سيعمل فوراً على بدء محادثات تحضيرية بين الأطراف السورية تمهيداً لمفاوضات مباشرة»، مضيفاً أن الأمم المتحدة تأمل بأن تجرى هذه المحادثات «في الأسابيع المقبلة».

وعقد وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري اجتماعاً أمس في نيويورك، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في رسالة على صفحتها على موقع «فيسبوك». وذكرت أن الرجلين تحادثا أولاً في اتصال هاتفي جرى «بمبادرة من الأميركيين» قبل أن يلتقيا، يرافق كل منهما وفد بلده «لمواصلة مناقشة مسألة التسوية (النزاع) السورية».

فائزون بـ«نوبل» البديلة

قالت مؤسسة رايت لايفليهوود، في السويد، أمس، إن مجموعة تطوعية في سوريا أنقذت آلاف الأشخاص من المباني التي تعرضت للقصف في الحرب الأهلية من بين الفائزين بجائزة المؤسسة.

واقتسم الدفاع المدني السوري - المعروف كذلك باسم «الخوذ البيضاء» - الجائزة مع مزن حسن الناشطة الحقوقية المصرية والمدافعة عن حقوق النساء والروسية سفيتلانا جانوشكينا التي تدافع عن حقوق المهاجرين واللاجئين وصحيفة جمهوريت التركية المستقلة. ستوكهولم ـ رويترز

Email