حاملة طائرات روسية في طريقها إلى المنطقة

النظام وروسيا يمطران حلب وريفها بعشرات الغارات

■ مسعف يحمل طفلا وسط مبان مدمرة جراء غارة للنظام في حلب | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمطرت قوات النظام السوري والطيران الروسي حلب وريفها طيلة الليلة قبل الماضية بعشرات الغارات، كما قصفا أمس إدلب ودرعا وحماة وحمص، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين في وقت عززت موسكو من وجودها العسكري في المنطقة؛ إذ وصل ثلاثة آلاف مجنَّد روسي إلى ريف حلب تزامناً مع إعلان وزارة الدفاع الروسية إرسال حاملة طائرات إلى المتوسط قبالة السواحل السورية لتعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة.

وتفصيلاً، استهدفت مئة غارة على الأقل مدينة حلب وريفها تزامناً مع قصف جوي ومدفعي على جبهات القتال الرئيسة في سوريا، بعد يومين على إعلان الجيش انتهاء الهدنة، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت الوكالة أن أكثر من مئة غارة استهدفت حلب وريفها بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، الأمر الذي منع السكان من النوم نظراً لشدة القصف، مشيراً إلى أن الغارات لم تتوقف إلا بعد أن بدأ هطول المطر بغزارة صباحاً. وأدى القصف بعد منتصف الليل على حي السكري في شرق مدينة حلب إلى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل.

وقال أحمد، وهو من سكان الحي، أثناء قيامه بإزالة الحجارة والزجاج المحطم من أمام مبنى مجاور: «لم يكن في المبنى إلا شقيقان متزوجان، كانت عائلتاهما قد علقتا في ريف حلب منذ أكثر من أسبوعين».

وأضاف: «قبل ساعة من القصف، كنت أزورهما وشربنا الشاي معاً، ونصحني أحدهما بوجوب أن أخلي منزلي في الطابق الرابع وأنزل مع عائلتي إلى الطوابق السفلية بسبب عودة القصف الجوي» متابعاً «لم يمض على مغادرتي إلا ساعة حتى سقط صاروخ على الحارة أدى إلى تهدم المبنى بأكمله، وقد قتل الشقيقان تحت الأنقاض».

وفي حمص، ذكرت مصادر أن قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة منازل المدنيين في حي الوعر بالمدينة. وأضاف أن قوات النظام شددت حصارها على الحي الذي يشكل آخر معاقل المعارضة، في محاولة منها للضغط على الأهالي لتسليم الحي.

أما في درعا فشنت طائرات النظام سلسلة غارات استهدفت بشكل رئيس بلدتي داعل وإبطع في ريف درعا الشمالي. كما سيطرت قوات النظام السوري على عدة مواقع -بعضها عسكري- في بلدة الريحان بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك بعد معارك مع المعارضة المسلحة.

وأوضحت مصادر أن بلدتي الشيفونية والريحان تعرضتا لقصف من قوات النظام التي استهدفت أيضاً بلدة الديرخبية ومزارع خان الشيح في ريف دمشق الغربي.

إسقاط طائرة

من ناحية أخرى، أعلن تنظيم داعش أن عناصر التنظيم أسقطوا طائرة حربية لقوات النظام في منطقة القلمون شمال دمشق.

وفي ريف حماة الشمالي، صدت المعارضة هجوماً لقوات النظام على بلدة معردس وأسرت 20 من عناصرها.

وتأتي هذه التطورات في وقت عززت روسيا انتشارها العسكري في سوريا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوصول أكثر من ثلاثة آلاف مجنَّد روسي إلى ريف حلب.

وذكر المرصد في بيان أنه حصل على معلومات من عدة مصادر موثوقة، تفيد باستقدام النظام والقوات الروسية عناصر أجنبية، للقتال في صفوفها، والانضمام للعمليات العسكرية ضد الفصائل وتنظيم «داعش».

حاملات روسية

على صعيد آخر، قررت روسيا إرسال حاملة طائرات إلى المتوسط لتعزيز قدراتها العسكرية في سوريا.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في لقاء نقله التلفزيون الروسي إنه سيتم إرسال حاملة الطائرات «اميرال كوزينتسوف» للانضمام إلى السفن الحربية الروسية المنتشرة في المنطقة.

وأضاف شويغو «حالياً ننشر ست سفن حربية وثلاث أو أربع سفن إمداد في شرق البحر المتوسط».

وتابع: «لتعزيز قدراتنا العسكرية سنرسل حاملة الطائرات اميرال كوزينتسوف لتنضم إلى المجموعة»، دون أن يكشف عن موعد ذلك.

ويأتي هذا التعزيز العسكري بعد أقل من يوم واحد فقط من إعلان فرنسا إبحار حاملة الطائرات شارل ديغول متوجهة إلى الشرق الأوسط.

يشار إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي تنضم فيها حاملة الطائرات «اميرال كوزينتسوف» التي تعود إلى العهد السوفياتي وتعتبر حاملة الطائرات الوحيدة في أسطول روسيا الشمالي الذي مقره مورمانسك - إلى السفن الروسية المنتشرة في المنطقة بعد خضوعها لعملية تجديد.

Email