رؤية تنموية متكاملة تقود الإنجازات.. ونشاط مكثف لضمان مصالح العرب

السعوديون يحتفلون غداً باليوم الوطني الـ86

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل المملكة العربية السعودية غداً بيومها الوطني الـ86 في ظل إطلاق أكبر برنامج تنموي وخطة إصلاحات اقتصادية واسعة تحت عنوان «رؤية السعودية 2030»..

وتهدف إلى تقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية، فيما تخوض الرياض على صعيد آخر معركة الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للعالمين العربي والإسلامي من خلال قيادتها للتحالف العربي في اليمن وعمليتي «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل»، وقيادتها للتحالف الإسلامي العسكري المكون من 39 دولة لمحاربة الإرهاب في مختلف المناطق بالدول الإسلامية، ومقر قيادة عملياتها وتنسيقها، في الرياض.

في الـ17من شهر جمادى الأول 1351هـجرية أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً يحمل الرقم 2716 يقضي بتغيير اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية اعتباراً من 21 جمادى الأولى 1351هجرية (الموافق لـ23 من سبتمبر 1932).

واعتبر هذا اليوم التاريخي المجيد موعداً للاحتفال باليوم الوطني للمملكة في كل عام تسجيلاً لذكرى إقامة هذا الكيان الذي جمع شمل الأمة ووحد أركانها تحت مظلة راية التوحيد كثمرة لملحمة البطولة التي قادهـا الملك عبدالعزيز منذ أكثر من مئة عام.

استذكار الإنجازات

وفي مثل هذا اليوم يستذكر السعوديون قيادة وشعباً تاريخ المملكة المجيد والإنجازات العظيمة التي تحققت منذ التأسيس، حيث شهد توحيد السعودية ملحمة تمكن فيها الملك عبدالعزيز من جمع قلوب وعقول أبناء وطنه على هدف واعد نبيل جعلهم يسابقون ظروف الزمان والمكان ويسعون لإرساء قواعد وأسس راسخة لهذا البنيان الشامخ، فتحقق للملك عبدالعزيز هدفه النبيل الذي استمر في العمل من أجله سنين عمره سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود.

ويستذكر السعوديون هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، على ما حقق لبلادهم المترامية الأطراف ولمواطنيها من خير كثير نتج عنه وحدة أصيلة حققت الأمن والأمان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهاده وعمله الدؤوب فكانت أمناً وأماناً وبناء ورخاء.

موسم الحج

ويأتي الاحتفال هذا العام بذكرى اليوم الوطني بعد أن حققت المملكة نجاحاً باهراً في تنظيم موسم الحج وخلوه من أي أحداث أمنية أو أمراض لرغم المحيط الإقليمي المتوتر وتربص بعض الدول الإقليمية لإحراج السعودية دولياً من خلال تعكير صفو وسلامة الحجاج، ما يعتبر أحدث وأضخم إنجاز يضاف إلى إنجازات القيادة السياسية والأمنية السعودية.

وتتزامن هذه الذكرى في المملكة وقيادتها السياسية العليا، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تقود برنامجاً طموحاً من الإصلاحات الاقتصادية من خلال إطلاق برنامج الرؤية 2030 التي من شأنها أن تحقق أكبر نقلة تاريخية للاقتصاد السعودي وفقاً للعديد من مراكز الدراسات الاقتصادية الدولية.

تحجيم دور إيران

ويرى محللون سياسيون أن هذه الذكرى العطرة تحلُّ والمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لا تألُ جهداً في كفكفة جراح الأمة العربية والإسلامية.

والنأي بها عن شراك الخلاف، فضلاً عن الموقف البطولي السعودي تجاه تحجيم الدور الإيراني وتمدده في اليمن والسودان وبعض الدول الأفريقية والآسيوية، حيث نجحت عبر وسائلها الدبلوماسية على المستوى الإقليمي العربي والأفريقي في الحد من التمدد الإيراني في المنطقة العربية والأفريقية.

وفي ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، لفتت كثافة النشاط السياسي والدبلوماسي للسعودية على مختلف المحاور والاتجاهات أنظار المراقبين الدوليين والمحليين، فما يكاد يمر أسبوع حتى يزور وفد دولي الرياض، في المقابل تشهد الحركة السياسية السعودية باتجاه الخارج تصاعداً متزايداً في الآونة الأخيرة، الأمر الذي اعتبره مراقبون دلالة على أهمية السعودية على مسرح السياسة الدولية.

مؤشرات القيادة

وهذه المؤشرات زادت في تأكيد المراقبين أن كل الملفات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية الساخنة والمهم في المنطقة والتي تحتاج إلى معالجات لا بد أن تمر معالجتها عبر الرياض، وهو ما فرض على الدول الكبرى أهمية التنسيق مع السعودية وعدم القدرة على تجاوزها بأي حال من الأحوال، فضلاً عما تتمتع به المملكة من علاقات جيدة مع المحيط العربي والإسلامي.

وما لديها من تحالفات عربية ودولية وصلت إلى حدود الباكستان وتركيا، وهذا ما يجعلها دولة مهمة وقادرة على المشاركة والمساهمة في الاستقرار الدولي.

وتأتي ذكرى اليوم الوطني السعودي في ظل تطور هائل تشهده بعد 86 عاماً من عمر الدولة شمل كل نواحي الحياة واحتلت المملكة عبرها مكاناً بارزاً على خريطة دول القرار عربياً وإسلامياً وعالمياً. وتشهد المملكة العربية السعودية المزيد من المنجزات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصاد.

إصلاحات شاملة

قال رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض التجارية والصناعية المهندس أحمد الراجحي إن مناسبة اليوم الوطني 86 للمملكة تحل على البلاد في ظل حراك وطني واسع وإصلاحات شاملة تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تتجلى في إعلان رؤية المملكة المستقبلية 2030، وما تبعها من خطوات عملية تبلورت في إعلان برنامج التحول الوطني 2020

. واعتبر الراجحي أن هذه الرؤية تمثل استراتيجية جريئة لمعالجة غير تقليدية للتحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، على أسس دائمة وبنظرة شمولية تبتعد عن معالجات رد الفعل وبما يسهم في التخفيف من الاعتماد على النفط كمورد رئيس وحيد للدخل. ونوه بسياسات حكومة خادم الحرمين الشريفين الرامية للاستفادة من كافة الموارد والإمكانات البشرية المتاحة بهدف تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على مواجهة المتغيرات والتحديات الاقتصادية العالمية التي لا تزال تفرض نفسها على المملكة خلال العام الحالي، وخصوصاً ما يتصل بانخفاض أسعار البترول وضعف حركة التجارة العالمية.

Email