اتهامات متبادلة.. والمعارضة تتهيأ لاستئناف القتال

«نهاية الهدنة» في سوريا

■ نساء سوريات يسرن بين مبانٍ مدمّرة في حمص | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت الهدنة في سوريا مساء أمس، بحسب مصدر عسكري سوري، من دون أن يتم الإعلان عن تمديدها حتى الآن، بعد يومين هما الأكثر دموية منذ بدء تطبيقها، ووسط استمرار للاتهامات المتبادلة بخرقها أو عدم الالتزام بها أصلاً.

وأعلن الجيش السوري انتهاء سريان الهدنة المستمرة منذ أسبوع بموجب الاتفاق الأميركي الروسي، متهماً الفصائل المقاتلة بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».

وأورد الجيش انتهاء مفعول سريان الهدنة، متهماً المجموعات المسلّحة بأنها «ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق، ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده».

وتزامن صدور بيان الجيش مع عقد مسؤولين روس وأميركيين اجتماعاً في جنيف لبحث إمكانية استمرار وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك. واتهم الجيش، في بيانه، مجموعات المعارضة بأنها استغلت الهدنة المعلنة لمواصلة هجماتها، للقيام بعمليات واسعة خاصة في حلب وحماة والقنيطرة.

واستبقت روسيا الإعلان السوري بالتأكيد أنه «لا معنى» لالتزام الجيش السوري وحده بوقف إطلاق النار في ضوء الانتهاكات الجارية وعدم تعاون واشنطن معها على تنفيذه.

فشل عملي

وقال مسؤول بالمعارضة إن اتفاق الهدنة فشل عملياً، وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة يستعدون لاستئناف كامل للقتال، وتعرضت الهدنة التي انتهكت على نطاق واسع لضغوط جديدة مطلع الأسبوع، عندما قالت روسيا إن طائرات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت أكثر من 60 جندياً سورياً في شرقي البلاد، ووصف الرئيس السوري بشار الأسد الغارة بأنها اعتداء صارخ، ووصفتها واشنطن بأنها خطأ.

وقال رئيس المكتب السياسي لجماعة «فاستقم» زكريا ملاحفجي، التي تتخذ من حلب قاعدة لها، إن الهدنة «عملياً فشلت وانتهت.. ولكن نظرياً سنرى إذا من الممكن أن يكون أي شيء» لإنقاذها. وأضاف، من مدينة غازي عنتاب التركية، أن جماعات المعارضة تستعد للقتال، وقال: «بتصوري الفترة القريبة سيكون فيها عمل للفصائل».

وأشار مسؤول آخر بالمعارضة المسلّحة إلى أن المقاتلين قد يكثفون العمل العسكري قريباً. وقال الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان أغا إن الحكومة لم تلتزم مطلقاً بالهدنة. وقال أغا إن الغارات الجوية التي تشنّها طائرات حربية روسية وسورية، والتي لم تتوقف، تدل على أن الهدنة لم تبدأ في الأصل.

المساعدات الإنسانية

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة إن قافلة مساعدات كانت في طريقها إلى منطقة شرق حلب المحاصرة ما زالت عالقة في تركيا. وقال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان: «أشعر بالألم وخيبة الأمل، لأن قافلة تابعة للأمم المتحدة لم تعبر حتى الآن من تركيا إلى سوريا، ولم تصل بسلام إلى شرق حلب».

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مساعدات نقلت إلى بلدة تلبيسة المحاصرة في حمص، وذلك لأول مرة منذ يوليو. وأوضحت اللجنة أن القافلة نقلت أغذية ومياهاً ومعدات صحية إلى ما يصل إلى 84 ألف شخص.

غارات دير الزور

وقالت بريطانيا إنها شاركت في الضربات الجوية التي شنّها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على دير الزور، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 60 جندياً سورياً. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية: «نستطيع أن نؤكد أن بريطانيا شاركت في ضربة التحالف على جنوب دير الزور السبت، ونحن نتعاون بشكل كامل مع تحقيق التحالف». وأضاف أن «بريطانيا لا ولم تستهدف وحدات الجيش السوري».

وذكرت أستراليا، في وقت سابق، أن مقاتلاتها شاركت في الغارة، وقدمت «تعازيها لعائلة كل جندي سوري قتل أو أصيب».

وقال وزير الدفاع الدنماركي بيتر كريستنسن، في بيان: «سيكون أمراً مؤسفاً جداً إذا كان التحالف هاجم موقعاً عسكرياً سورياً بسبب خطأ».

Email