معركة الموصل تنتظر التوافقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

يحتدم الجدل في العراق منذ أشهر بشأن من سيسمح له المشاركة في «معركة الموصل» ضد داعش، والمتوقع انطلاقها الشهر المقبل، فيما يرى خبراء عسكريون، أن هناك تهويلاً لأغراض سياسية، ولا يستبعدون وجود تفاهم مبطن في العديد من المعارك والجبهات، فضلاً عن رؤى معلنة متفاوتة لدى الجهات المعنية، إذ تصرح واشنطن بأن المعركة ستكون صعبة وتحتاج وقتاً أطول، فيما ترى بغداد بأن المعركة سهلة، لأن داعش انهار وفقد أرضيته.

وفيما تعتزم واشنطن إرسال قوات إضافية للعمليات الخاصة، لتقديم المساعدة والمشورة للوحدات التي ستتحرك باتجاه الموصل، من المرجح وجود مستشارين أميركيين على خطوط التماس.

توقيت عملية

وتتوقع مصادر عراقية بدء ضربات جوية خلال أيام، تمهيداً لانطلاق العمليات البرية، إلا أن مسؤولين عراقيين يشددون على أن توقيت العملية يرتبط ارتباطاً وثيقاً باستكمال إجراءات ضم نحو 15 ألف متطوع من أبناء نينوى، لتولي مهام مسك الأرض لسد الفراغ الذي قد تخلفه القوات المحررة في مناطق شاسعة.

وشهدت بغداد وأربيل خلال الأيام الماضية مباحثات ماراثونية، قادها وفد أميركي رفيع أجرى خلالها لقاءات مع العبادي وزعماء سياسيين، واستكملها في كردستان.

وعلى الرغم من كل ذلك فهناك شكوك حول ما يدور في الكواليس، فيما يسمع همس سياسي بأن معركة الموصل ستكون شكلية وبناء على تفاهمات مبهمة، لانسحاب داعش بشكل يوحي بتكرار تجربة الفلوجة، وأن كل ما تبقى من المعركة هو توزيع الأدوار وشكل المعارك، وترتيب الأوضاع في نينوى بعد انسحاب داعش، الذي بات مؤكداً بنظر مراقبين.

هزال تنظيم

على صعيد متصل، يرى الخبير العسكري ربيع الجواري، أن «المعركة ستكون سهلة لأن داعش فقد الكثير من قدراته القتالية وغير قادر على المواجهة».

ويضيف: «أتوقع أن تكون معركة الموصل سريعة لأن داعش فقد حاضنته، وهناك استياء من قبل الأهالي من التنظيم وسياسته، وكل ذلك جعل أبناء الموصل ينتظرون ساعة الصفر لقيامهم بثورة»، إلا أن معلومات من داخل الموصل، تفيد بأن التنظيم يستعد للمعركة المرتقبة عبر أدواته التقليدية كالنفط والإطارات المستعملة وحفر الخنادق والأنفاق.

إجراءات تقليدية

ووفق مصدر أمني عراقي مطلع في نينوى، فإن داعش بدأ يستعد لمعركة الموصل الحاسمة، من خلال إجراءات ميدانية تقليدية ومكشوفة، مثل إعادة نشر ونصب الكتل وقطع الأحياء، إذ تم عزل أغلب الأحياء السكنية عن بعضها، وبات التنقل صعباً، فضلاً عن تذمر السكان الذين يرون أن عودة الحواجز تعرقل تحركاتهم.

ويلفت المصدر إلى أن الوضع في الجانب الأيسر يختلف نوعاً عن يمينها، حيث قام التنظيم بحفر أنفاق بمحاذاة الضواحي، مع حفر أنفاق وبرك وملئها بالنفط، استعداداً لحرقها للتشويش على الطيران عند بدء المعركة، مع وجود أعمال لحفر خنادق أخرى تعوق الآليات العسكرية مع زرع العبوات في السواتر.

حفر أنفاق

ووفق مصادر محلية قام التنظيم بحفر نفقين في محيط بلدة بادوش الأول قرب سد بادوش، فيما الثاني قرب المفرق الموصل على الشارع العام، فيما تقع الخنادق التي تم ملؤها بالنفط في محيط الأحياء السكنية.

ويقول عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة داود جندي، إن «الأطراف العراقية لم تتوصل إلى اتفاق حول الجهات، التي ستشارك في معركة الموصل، وإن الخلافات حول مستقبل المدينة تعقد الأمر أكثر».

Email