محادثات جنيف نهاية الشهر الجاري

الاتهامات المتبادلة تهدّد مصير هدنة سوريا

الدخان يتصاعد من مناطق تعرضت للقصف في القنيطرة - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعد جدل إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، مع تبادل الاتهامات بين الأطراف المتحاربة بانتهاك الهدنة، إلى الحد الذي يضع هذه الهدنة في مصير مجهول، في وقت تتحدث موسكو عن استئناف محادثات جنيف نهاية هذا الشهر، في حين طالبت باريس واشنطن بإطلاعها على تفاصيل الاتفاق الروسي الأميركي.

وبدأ جيش النظام السوري انسحابه من طريق الكاستيلو المهم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، وفق ما أكد مسؤول مركز تنسيق العمليات في سوريا الجنرال فلاديمير سافتشنكو.

وقال سافتشنكو، خلال مؤتمر صحافي للجيش الروسي: «طبقاً لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجياً»، وأضاف أن فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل سحب مقاتليها. وتابع أن انسحاب القوات السورية سيتيح نقل المساعدات الإنسانية إلى حلب، بعد أن عبرت نحو عشرين شاحنة للأمم المتحدة الحدود من تركيا باتجاه حلب.

التصاريح الرسمية

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قال إن من المتوقع أن تشرف الولايات المتحدة وروسيا على عملية إخلاء طريق الكاستيلو من القوات، لكنه انتقد دمشق لعدم إصدارها التصاريح اللازمة لدخول المساعدات إلى مناطق أخرى. وقال مستشار الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يان إيغلاند إن القوات الحكومية وقوات المعارضة مسؤولة جميعها عن تأخير دخول المساعدات إلى حلب.

وفي مناطق أخرى، اتهم دي ميستورا الحكومة السورية بعدم تقديم التصاريح اللازمة لعبور قوافل المساعدات. وقالت الحكومة السورية إنه ينبغي التنسيق معها في تسليم كل المساعدات. واتهم البيت الأبيض موسكو ودمشق بتعطيل وصول المساعدات.

ستار التصريحات

لكن روسيا ذكرت إن الولايات المتحدة تستخدم «ستاراً من التصريحات»، لإخفاء عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، بما في ذلك الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إنها سجلت 45 انتهاكاً للهدنة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضافت أن القوات الروسية والسورية توقّفت عن قصف مناطق قوات المعارضة، لكن الولايات المتحدة تعرقل جهود محاربة الإرهابيين في البلاد بعدم تقديمها معلومات دقيقة بخصوص مواقع المعارضة المعتدلة.

وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن المعارضة تنتهك الاتفاق على مستوى البلاد. وأضاف: «لا يذعن للهدنة سوى الجيش السوري». وأضاف: «واشنطن تتلاعب بالكلمات لتخفي فشلها في احترام التزاماتها».

وانتقد كوناشنيكوف تشكيك بعض المسؤولين الأميركيين في التعاون بين البلدين، وأضاف: «في اليوم الثالث (من الهدنة) وحده الجيش السوري يلتزم بوقف إطلاق النار. في الوقت نفسه زادت المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة عدد هجماتها على الأحياء السكنية».

رفع السرية

في الأثناء،طلب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت من واشنطن إطلاع حلفائها «بسرعة» على مضمون الاتفاق الذي أبرمته مع روسيا حول سوريا. وقال للصحافيين: «المهم هو أن تصل إلينا معلومات وافية، وآمل أن نحصل عليها سريعاً». وأضاف: «يبدو لنا أنه من الطبيعي تبادل المعلومات بين الحلفاء».

وأضاف آيرولت: «ستكون هناك فرصة قريبة للمباحثات هي الجمعية العامة للأمم المتحدة حين سيكون الجميع موجودين» الأسبوع المقبل. وقال: «ينبغي التمييز بين الفصائل ومعرفتها وعدم المجازفة بأي قدر بضرب فصائل المعارضة المعتدلة». وأضاف: «إذا عرف مضمون الاتفاق الروسي الأميركي، سيتيح ذلك فهماً أفضل لما تم التفاوض بشأنه لضمان فعاليته».

زيارة

وبحث رئيسا الأركان الروسي والتركي، أمس، في أنقرة، الأزمة السورية والتعاون العسكري الثنائي على خلفية انفراج في العلاقات بين موسكو وأنقرة، بعد أشهر على أزمة دبلوماسية خطرة، بسبب إسقاط تركيا للطائرة الروسية.

واستقبل الجنرال التركي خلوصي أكار نظيره الروسي فاليري غيراسيموف خلال حفل عسكري نقلته محطات التلفزة التركية في بث مباشر.

Email