انتشار عسكريين روس على طريق الكاستيلو

الهدنة في سوريا تدخل يومها الثاني بهدوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

دخلت الهدنة في سوريا والتي وصفت بأنها «الفرصة الأخيرة» للسلام حيز التنفيذ في أول يوم كامل أمس حسبما أفاد سكان في عدد من المناطق، موضحين أنهم قضوا ليلة هادئة هي الأولى منذ أشهر.

وتوقّف صوت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة بموجب اتفاق أميركي روسي عند مغيب شمس الاثنين. ومن المتوقع أن يتبعها خطوة ثانية تتمثل بتوزيع مساعدات إنسانية عاجلة للسكان.

وفي حلب (شمالاً) أكد مراسلون في كل من الطرف الشرقي الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة والقسم الغربي الذي يسيطر عليه النظام أن الليل كان هادئاً لم تسمع فيه أصوات غارات أو قصف. وأفاد مراسلون في الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة والضواحي التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة أنها أيضاً كانت هادئة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جبهات القتال الرئيسية في حلب ودمشق وإدلب «كانت هادئة تماماً».

تمكنا من النوم

وعم الارتياح في عدد من المدن والبلدات وبخاصة تلك التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة وشهدت قصفا يومياً. ففي مدينة تلبيسة (ريف حمص) التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وتعرضت في الفترة التي سبقت الهدنة لقصف عنيف، أكد الناشط حسان أبو نوح أن القصف توقف. وأكد «في العادة نسهر طوال الليل مع الطائرات، لكن نشكر الله، نمنا هذه الليلة».

وأكد ناشط آخر من ريف إدلب (شمال غرب)، أن الليلة الأولى كانت هادئة أيضاً. وقال الناشط في مدينة سلقين (ريف إدلب) نايف مصطفى «النوم كان مريحاً هذه المرة، والليلة كانت مميزة». إلا أنه عبر عن تحفظه لأن «الناس يتوقعون أن يستمر الهدوء خلال فترة العيد فقط».

وليلاً أصدرت فصائل المعارضة المسلّحة بيانا عددت فيه «جملة من تحفظاتها على هذا الاتفاق المجحف» دون أن ترفضه رسمياً. وأخذت الفصائل على الهدنة خلوّها من «أي ضمانات حقيقة أو آليات مراقبة أو عقوبات واضحة وزاجرة» واستثناءها «جبهة فتح الشام (النصرة) في حين غضت الطرف كلياً عن الميليشيات الطائفية الأجنبية التي تقاتل مع النظام (..) وهو ما نعتبره ازدواجية مريبة ومرفوضة للمعايير».

مراقبون روس

وأقام عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى إحياء فصائل المعارضة في حلب كبرى. واتخذ العسكريون موقعاً وأقاموا «مركز مراقبة متحركاً». ولم توضح المصادر الروسية ما إذا كان الجيش السوري الذي يسيطر على هذا الطريق قد انسحب.

وصرح الكولونيل سيرغي سابيستين المسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار «ستكون هذه الطريق السبيل الرئيسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب»، حسبما نقلت عنه وكالة «انترفاكس».

وأشار مصدر موالي للنظام إلى أن قيادة الجيش السوري أصدرت الأوامر لقوات النخبة المنتشرة على هذه الطريق بالتراجع لمسافة كيلومتر إلى شمال الطريق لإفساح المجال أمام الجنود الروس لإقامة ممر إنساني على طول هذه الطريق.

مساعدات

ويفترض أن يتيح وقف الأعمال القتالية إيصال مساعدات إنسانية طارئة إلى مئات آلاف السكان العالقين في مناطق محاصرة خصوصا في الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب.

وقال شاهد إن نحو 20 شاحنة تحمل مساعدات عبرت من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية إلى شمال سوريا، إلا أن وسائل إعلام رسمية نقلت عن الحكومة السورية قولها أمس إنها سترفض إدخال أية مساعدات إلى حلب من دون تنسيق معها ومع الأمم المتحدة، خاصة من تركيا.

ونسبت الوكالة العربية السورية للأنباء إلى مسؤول بوزارة الخارجية قوله «تعقيباً على التصريحات الصادرة عن النظام التركي بشأن عزمه إدخال مواد يدعي أنها مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب فإن الجمهورية العربية السورية تعلن رفضها إدخال مثل تلك المواد من أية جهة كانت بما في ذلك بشكل خاص من النظام التركي، من دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة».

الحل الواقعي

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «نعتقد أن الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف»، لكنه رأى أن «من المبكر جداً الخروج بخلاصات» حول الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات.

وأضاف «أحض جميع الأطراف على دعم (الاتفاق) لأنه قد يكون الفرصة الأخيرة المتوافرة لإنقاذ سوريا موحدة». وحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جانبه، التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواصلة اعتبار جبهة النصرة التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام منظمة إرهابية وتنفيذ ضربات على مواقعها.

وقال لافروف «لا يوجد لدي سبب لعدم الثقة في جون كيري لكن ما نراه على الأرض هو أن التحالف يحجم بشدة عن قصف مواقع جبهة النصرة». وقال لافروف إنه سيطلب نشر الاتفاق الروسي الأميركي الذي تم التوصل إليه في 9 سبتمبر بشأن وقف الأعمال القتالية في سوريا كاملاً.

Email