غائب عن المدن الساحلية الغربية فقط

الجيش الليبي يسيطر على 80% من البلاد

Ⅶ قوات تابعة للجيش الليبي في بنغازي | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسيطر الجيش الوطني الليبي على نحو 80 في المئة من المساحة الكلية للبلاد، متمدداً في حضوره من المناطق الحدودية مع مصر والسودان إلى الحدود مع تونس والجزائر، وصولاً إلى إقليم فزان جنوبا، غير أنه لايزال غائباً عن مدن الساحل الغربي للبلاد.

وهي مصراتة وزليتن والخمس وطرابلس والزواية وصرمان وصبراتة وزوارة، وكذلك مدينة سرت التي تشهد معارك بين قوات تابعة للمجلس الرئاسي وتنظيم داعش الإرهابي، وبعض المناطق في جبل نفوسة.

وفي حدث لافت، دخل الجيش مدينة سبها، عاصمة الجنوب، خلال الأسبوع الماضي، وقال الناطق باسم القوات المسلحة الليبية العقيد أحمد المسماري إن قوات من الجيش الليبي أقامت دوريات داخل سبها وفي المناطق الصحراوية القريبة منها، مؤكداً أن الجيش يحارب الإرهاب ولا يعترف إلا بدولة ليبيا الواحدة.

في الأثناء، أعلن المجلس الأعلى لقبائل فزان أن مكونات وقبائل المنطقة الجنوبية تفوض الفريق ركن محمد هريم بتأمين المنطقة الجنوبية وتفعيل الجيش في المنطقة.

وقال رئيس المجلس الشيخ علي مصباح، إن أبناء الجنوب لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام خطر انتشار تنظيم «داعش» الإرهابي والعصابات الإجرامية، داعياً كل العسكريين من أبناء المنطقة الجنوبية إلى الالتحاق بالفريق هريم، وتلبية النداء، لحماية المنطقة.

استعداد

إلى ذلك، أكد الآمر السابق للواء المغاوير في جنوب ليبيا الفريق علي كنة استعداده واستعداد الجيش الكامل لتنفيذ توجيهات الشعب بعد نيل «الشرعية» منه، متمثلاً في كل مكونات فزان والمنطقتين الغربية والوسطى، وقال إن الجيش يقوم حالياً بتأمين مدن الجنوب الليبي بالكامل، ودعم المدن من خلال حفظ النفط والحدود، وتوصيل المياه لمناطق الشمال من النهر الصناعي، لإدامة عجلة الإنتاج الزراعي والحيواني وحفظ الأمن.

وأضاف كنة أن العسكريين لم يكن بإمكانهم في السابق التحرك لفرض الأمن، مشيراً لبذلهم قصارى جهودهم لإعادة الاستقرار لكافة مدن الجنوب الليبي عبر اتخاذ الترتيبيات اللازمة لتحقيق هدفهم، معتبراً أن العسكريين نالوا شرعيتهم من الشعب، وهي أقوى من الشرعيات الأخرى المتمثلة في وجود حكومتين وقيادتين، مؤكداً أنهم سيكونون على الدوام سنداً لكل المناطق التي طلبت مساعدتهم لإعادة الحياة الطبيعية لها.

وفي محافظة وادي الشاطئ التي تعتبر إحدى أكبر محافظات الجنوب، قال مدير إدارة شؤون المحلات الجيلاني حسن، إنه تم تشكيل قوة لحماية مدن وقرى المحافظة تتكون من أفراد الشرطة ومنتسبي الكتيبة 241 مشاة التابعة للجيش الوطني، وكانت قوات للجيش نجحت العام الماضي في دحر القوة العسكرية الثالثة التابعة لمنظومة فجر ليبيا من منطقتي براك الشاطئ وقيرة والقاعدة الجوية بعد معارك عنيفة.

كما تخضع مدن مثل غات وأوباري ومرزق لسيطرة الجيش بدعم من القبائل، وفي هذا السياق شهد مركز تدريب ‏أوباري‬ بمقر الكتيبة 155 بمنطقة ‫‏جرمة، حفل تخريج الدفعة الأولى للجيش الليبي في الجنوب لتنضم إلى باقي الدفعات التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية في ميادين القتال في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب، بينما لم يبق لقوات فجر ليبيا أي مناطق سيطرة في الجنوب الليبي باستثناء بعض أحياء سبها وقاعدة تمنهنت الجوية.

المنطقة الغربية

وفي المنطقة الغربية، يسيطر الجيش الليبي على قاعدة الوطية الجوية، وعلى أغلب مناطق الجبل الغربي مثل الزنتان والرجبان والأصابعة وككلة ومناطق قدم الجبل مثل بدر وتيجي، وصولا وقدالين والجميل والعجيلات، ومناطق ورشفانة التي تم طرد ميلشيات فجر ليبيا منها العام 2015.

وفي أغسطس الماضي أصدر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قراراً يقضي بإنشاء غرفة عمليات في منطقة ورشفانة ومقرها العزيزية (45 كلم جنوب طرابلس) التي يوجد بها اللواء الرابع للجيش الليبي تحت إمرة العميد عمر تنتوش.

وأعلنت غرفة عمليات طرابلس، التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، أنها سترد وبقوة على أي عمل عدائي أو استفزازي فوق أجواء قاعدة عقبة بن نافع الجوية «الوطية» (140 كيلومتراً غرب طرابلس) من قبل الجماعات الخارجة عن شرعية الدولة.

وحذرت من اقتراب أي طائرة من قاعدة عقبة بن نافع الجوية «الوطية»، موضحة أنه تم رصد طائرة مقاتلة من نوع «ميج 23» فوق أجواء القاعدة، لافتة إلى أن مثل هذه الأعمال من شأنها تصعيد حالة التوتر وتقويض الأمن داخل المنطقة وإرجاعها إلى نقطة الصفر.

وتعتبر قوات الزنتان من أبرز الكتائب التابعة للجيش الليبي إلى جانب لواء ورشفانة العسكري، والتي تخضع لأوامر القيادة العامة ممثلة في الجنرال خليفة حفتر.

وكانت قد خاضت في صيف 2014 معارك طاحنة داخل العاصمة طرابلس مع ميلشيات فجر ليبيا، ما جعلها تغادرها، والأسبوع المنقضي، رفض المجلس البلدي الزنتان دخول أي من أبناء المدينة إلى طرابلس والزج بهم هناك، داعياً إلى أن تكون العاصمة طرابلس خالية من جميع التشكيلات المسلحة القبلية.

وبحسب العقيد أدريس مادي آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية، فإن «العمليات العسكرية توقفت في المنطقة الغربية بعد كسر شوكة فجر ليبيا ودخول مدن الغرب الليبي في المصالحة والتهدئة»، مؤكداً أنه لدى غرفة عمليات طرابلس خطة كاملة لتأمين العاصمة والغرب الليبي، وتشتغل على هذا الأساس.

المنطقة الشرقية

يسيطر الجيش الليبي على كامل المنطقة الشرقية ما عدا داخل مدينة درنة، وبعض الجيوب التي يسعى إلى تحريرها من تحالف تنظيم داعش وما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي في الضواحي الغربية لمدينة بنغازي، ويمتد حضور الجيش الليبي حالياً من الحدود المصري شرقاً إلى مناطق الهلال النفطي وحوض زلّة، جنوب وغرب سرت، وإلى أعماق الجنوب الغربي، حيث مدينة الكفرة، وصولاً إلى تازربو وواحات جالو وأوجلة.

قرار

أصدر القائد العام للقوات المسلحة الفريق خليفة حفتر قرارات بشأن إنشاء منطقة عسكرية جديدة، وتكليف قائد عسكري لها، حيث أمر بإنشاء منطقة عسكرية تسمى المنطقة العسكرية الوسطى وتكليف العميد خليفة مراجع مصطفى ارحيم آمراً.

Email