تقارير

تونس تواجه تهديدات المتشددين الفارين من ليبيا

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنظر تونس بعين التوجس إلى حدودها المشتركة مع ليبيا خشية تسلل عناصر تنظيم داعش الفارة من ليبيا إلى أراضيها.

وأشار رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد إلى أن بلاده لا تزال عرضة للتهديدات القادمة من وراء الحدود وخاصة من الأراضي الليبية بينما أعلن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني إن «نحو ألف تونسي يقاتلون مع داعش في ليبيا ويمثلون تهديداً لتونس».

وفي حديثه عن المتطرفين الذين تم طردهم من مدينة سرت الليبية خلال المعارك التي تقودها كتائب البنيان المرصوص المدعومة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ضد آخر فلول تنظيم داعش، قال الحرشاني خلال مؤتمر للأمن في باريس انه «من المرجح أن يتجه بعضهم جنوباً وبعضهم نحو الغرب»، وأكد إنهم لا يعودون بأعداد كبيرة إلى تونس ولكن «علينا أن نبقى حذرين»، مشيرا إلى أن بينهم من يحملون الجنسيتين التونسية والفرنسية.

وأشار الحرشاني إلى ان «الحرب على الإرهاب هي حرب شاملة. إذا عالجنا الإرهاب فقط على المستوى الأمني والعسكري فسنخسر الحرب» مشددا على أن «الإرهاب فكرة، إنه ثقافة تغرس في عقول الشباب. ينبغي استحداث نوع جديد من التعليم واعتماد خطاب ديني مختلف كما ينبغي تعليم الشباب بأن الإسلام مختلف عن هذا وإلا فسنكون بعد سنوات أمام وحش أكثر خطورة من داعش».

تدفق للأسلحة

وبحسب تقرير نشره موقع «إنترناشيونال بيزنس تايمز» الأميركي، فإن هناك أسلحة تتدفق من ليبيا إلى تونس عند الحدود الجزائرية، إضافة الى عودة المئات من الذين كانوا يقاتلون في صفوف «داعش» في سوريا والعراق كما أن «الأسلحة التي تم العثور عليها في مخازن قرب الحدود مع ليبيا، كانت موجهة تحديدا إلى الجماعات المتشددة في تونس».

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان حذر من خطر انتقال عناصر من تنظيم داعش الإرهابي الى تونس أو مصر، عندما يتم طردهم من المناطق التي يحتلونها في ليبيا قائلاً:«يجب علينا ان نتحسب بشكل جدي لمسألة توزع الإرهابيين بعد استعادة سرت وغدا بنغازي من أيدي الإرهابيين»، مضيفا «ان ذلك سيحمل مخاطر جديدة بطريقة غير مباشرة لتونس ومصر».

وقال المحلل السياسي التونسي جمعي القاسمي لـ«البيان» إن الاستخبارات الفرنسية التي تتحرك على الأرض الليبية تمتلك معطيات موثقة حول مخططات عناصر تنظيم داعش داخل ليبيا وسعيهم للبلاد عن مساحات أخرى لإعادة الانتشار في الدول المجاورة وخاصة تونس ومصر.

مضيفاً أن تقارير مخابراتية سبق وأن تحدثت عن عزم القيادات الارهابية التي تحمل الجنسية التونسية الى التسلل الى داخل التراب التونسي بهدف إعادة خلط الأوراق وبث الفوضى من خلال عمليات ارهابية نوعية، واضاف القاسمي ان الارهابيين يستهدفون بالأساس ضرب الاقتصاد التونسي الذي يعاني من وضعية هشة منذ الاطاحة بالنظام السابق في يناير 2011.

850

أكدت مصادر أمنية ليبية لـ«البيان» أن الوثائق التي عثرت عليها قوات البنيان المرصوص في سرت وخاصة في مقر وكر داعش بمركب قاعات واغادوغو كشفت عن هويات حوالي 850 عنصرا أغلبهم من التونسيين اما في بنغازي فهناك حوالي مئة تونسي يقاتلون في صفوف المتشددين.

Email