اقتحام آخر معاقل التنظيم وحفتر ينشئ »منطقة وسطى«

»داعش« يلفظ أنفاسه الأخيرة في سرت

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتحمت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية، أمس، آخر المعاقل التي ما زال يسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، حيث بدأ التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة، في وقت قرر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الجنرال خليفة حفتر، إنشاء منطقة عسكرية وسطى، تكون تبعيتها للقيادة العامة، وتعيين العميد خليفة مراجع مصطفى أرحيم آمراً لها.

وقال الناطق باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، ومقرها طرابلس، رضا عيسى «دخلت قواتنا آخر المناطق التي يمسك بها داعش في سرت، وهما المنطقتان الأولى والثالثة»، وأضاف «لقد بدأت معركة سرت النهائية لدحر تنظيم داعش كلياً»، مشيراً إلى مشاركة نحو ألف من المسلحين الموالين لحكومة الوفاق في الهجوم، مضيفاً أن دبابة تابعة لهذه القوات، دمرت سيارة مفخخة، قبل أن يتمكن مسلحو التنظيم من استخدامها لاستهداف القوات الموالية للحكومة.

وأوضح أن الهجوم انطلق عقب قصف جوي نفذه ليلة أول من أمس، التحالف الدولي، في إطار تقديم الدعم للقوات البرية. وأضاف، إذا ما مضت الحملة بنجاح، فإن المعركة معهم ستنتهي قريباً.

إزالة الألغام

وذكر المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، الموالية لحكومة الوفاق، أن فرقاً هندسية تتقدم القوات لإزالة الألغام التي زرعها التنظيم. ودعا المركز القوات إلى الاستعداد وعدم الاستخفاف بالعدو.

في المقابل، قتل 18 عنصراً من قوات حكومة الوفاق الوطني، وأصيب 120 آخرون في معارك مع تنظيم داعش بسرت، حيث لجأ التنظيم إلى العمليات الانتحارية، في محاولة أخيرة لفك الحصار.

منطقة وسطى

إلى ذلك، قرر حفتر، إنشاء منطقة عسكرية وسطى، تكون تبعيتها للقيادة العامة، وتعيين العميد خليفة مراجع مصطفى أرحيم آمراً لها، وجاء في قرار القائد العام رقم (142)، أن حدود المنطقة العسكرية الوسطى الإدارية، تمتد من منطقة سلطان شرقاً، وحتى منطقة السدادة غرباً، فيما تمتد جنوباً من منطقة الجفرة وحتى الحدود الدولية، مشيراً إلى أن مهام المنطقة العسكرية الوسطى، السيطرة على المساحة المحدودة بكل الإحداثيات والقوات الموجودة عليها.

وورد في القرار، أن المنطقة العسكرية الوسطى تنقسم إلى ثلاثة قطاعات: وهي القاطع الحدودي الشمالي، والقاطع الحدودي الأوسط، والقاطع الحدودي الثالث.

وتعتبر هذا هي المرة الأولى التي يمتد فيها نفوذ الجيش الليبي في اتجاه الساحل الأوسط ومنطقة الجفرة، إلى جانب سيطرته على المناطقة الشرقية، وعلى مساحات مهمة من مناطق غربي طرابلس.

وبحسب المراقبين، فإن قرار القوات المسلحة الليبية، جاء رداً على ما سبق أن صرح به المصدر من قوات «البنيان المرصوص» التابعة لميليشيات مصراتة، والمدعومة من قبل المجلس الرئاسي، من وجود اتجاه لتعيين حاكم عسكري لمدينة سرت، بعد انتهاء الاشتباكات المسلحة ضد عناصر تنظيم داعش فيها.

 في الأثناء، أعلنت الكتيبة 21 حرس حدود، التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني، عن البدء في تنسيق دوريات مشتركة مع المنطقة العسكرية الكفرة (جنوب شرق)، لتأمين وتمشيط الطريق العام الرابط بين مناطق الواحات وبلدية الكفرة.

تطورات مهمة

إلى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، إن «ثمة تطورات مهمة بشأن المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في ليبيا». وجاء تصريح المبعوث الأممي بعد بضعة أيام من رفض مجلس النواب الليبي في طبرق، منح الثقة لحكومة الوفاق.

وصرح كوبلر، أثناء زيارته للعاصمة المصرية القاهرة، بأن هناك تطورات مهمة تحدث في المرحلة الحالية بشأن المفاوضات بين أطراف الأزمة الليبية، دون أن يكشف تفاصيل عن هذه التطورات.

مقاطعة

قال عضو في قيادة الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، والمقرب من فصائل قوية منافسة في شرقي البلاد، إنه سينهي مقاطعته للحكومة في طرابلس.

ومن شأن قرار علي القطراني، تقوية حكومة الوفاق الوطني الليبية، إذ يأتي بعد بضعة أيام من إعلان عضو آخر مقاطع من المجلس الرئاسي الليبي المكون من 9 أعضاء، أنه سيستأنف دوره في الحكومة.

Email