مديرة منظمة المرأة العربية ميرفت التلاوي لـ «البيان»:

الإمارات سبقت كل المقررات الدولية في تمكين المرأة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وصفت مديرة منظمة المرأة العربية ميرفت التلاوي وضع المرأة الإماراتية بـ «النموذجي» والمتميز، مشددة على أنها حققت نجاحات هائلة في مختلف المجالات؛ انطلاقًا من إيمان القيادات بدورها بشكل عام.

مشددة في السياق ذاته على كون الإمارات سبقت كل المقررات الدولية المتعلقة بوضع المرأة؛ وذلك بفضل جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتحدثت التلاوي في حوارها مع «البيان» عن المرأة الإماراتية باعتبارها نموذجًا يجب الاقتداء به، مشيرة إلى أبرز الأسباب التي دفعت المرأة الإماراتية إلى تحقيق كل هذه الإنجازات؛ يأتي على رأسها السياسة الحكيمة التي وضعها المغفور له الشيخ زايد والتي سار على نهجها أصحاب السمو حكام الإمارات.

كما تطرقت أيضًا إلى وضع المرأة العربية بشكل عام والتحديات التي تواجهها، فضلًا عن أزمة اللاجئات العربيات ودور المرأة في التنمية المستدامة.

وفيما يأتي تفاصيل الحوار بين «البيان» ومديرة منظمة المرأة العربية ميرفت التلاوي.

تحية وتقدير

بالتزامن مع يومها الذي يتم الاحتفال به في 28 أغسطس من كل عام، كيف تقيمين وضع المرأة الإماراتية في الوقت الراهن في ضوء النجاحات التي حققتها وعقب أن فرضت نفسها بقوة في مختلف المجالات؟

أقدِّمُ التحية والتهنئة للمرأة الإماراتية في عيدها، كما أهنئها على ما وصلت إليه حاليًا من نجاحات في مجالات عدة؛ انطلاقًا من السياسة المتبعة منذ قيام الاتحاد الدولة، وأتمنى أن تحذو الكثير من الدول العربية حذو الإمارات وتوجهها.

دخلت المرأة الإماراتية في مختلف القطاعات والمجالات، من بينها الأمن، وفتاة تقود طائرة «أف 16» ؛ وجميعها نماذج مشرفة وعظيمة. والجديد في الأمر ليس فقط المناصب التي اعتلتها المرأة الإماراتية، ولكن السياسة التي يؤمن بها الرجال قبل السيدات هناك بدور المرأة وأن عليها مسؤولية كبيرة، ولا يوجد فعلًا فرق بين الرجل والمرأة في مختلف الأمور منها الحفاظ على الأمن القومي للدولة وغير ذلك.

والجميل في تجربة الإمارات أيضًا أنها تتماشى مع الخطوات الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة، فالأمم المتحدة طالبت الدول بتولي المرأة 30 في المئة من المناصب القيادية، وذلك محقق فعلًا في الإمارات؛ فالعناصر النسائية هناك وصلت إلى ما يزيد على 60 في المئة في الوظائف الحكومية ككل.

إن كل المقررات الدولية الخاصة بالمرأة، ومن بينها اتفاقية منع التفرقة (القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة) التي انضمت إليها الإمارات في العام 2004 وكذلك مقررات مؤتمر بكين في العام 1995 والأهداف التنموية للألفية وأجندة 2030، كانت الإمارات سبقتها بهذه السياسة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد وجعلت المرأة الإماراتية تتماشى مع المتطلبات الدولية وتواصل الجهد المستمر في دعم مكانة المرأة.

كما تدعم وتدفع ذلك الأمر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، التي لها أياد بيضاء في مساندة هذه السياسة والدفع بها وتقدم المرأة في الإمارات وخارجها.

وبالنظر إلى المشاكل أو الظواهر السلبية التي تعاني منها المرأة في العديد من الدول الأخرى بصورة واضحة من بينها مثلًا ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم أو ظاهرة العنف ضد المرأة نجد أن هذه الظواهر ليست موجودة في الإمارات.

ونحن في منظمة المرأة العربية نتابع باستمرار التطور الحادث للمرأة الإماراتية وباقي الدول بشكل عام، ويسعدنا كل تقدم يحدث، وقمنا بإرسال خطاب تهنئة لرئيس المجلس الوطني الاتحادي د. أمل القبيسي فور توليها، وندعوها دائمًا للمؤتمرات التي نعقدها.

محوران رئيسان

ما هي أبرز الملفات التي تضعونها في صدارة أولوياتكم في المنظمة خلال الفترة الحالية؟

أولوياتنا في الوقت الراهن ترتكز على محورين رئيسين: المحور الأول «المرأة والسلام في ضوء المنازعات المسلحة الحادثة في المنطقة»، والآخر «التنمية المستدامة في ضوء ما حددته الأمم المتحدة في أجندة 2030».

وفيما يتعلق بقضايا اللاجئات الممثلة في المحور الأول، ما المحاور التي تنطلقون منها؟ وما الذي تحقق الآن في سبيل تنبيه المجتمع الدولي لقضايا اللاجئات العربيات؟

نحن نهتم بزيادة الوعي ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة أن يفعل قرارات مجلس الأمن؛ لاسيما القرار رقم 1325 وما تلاه من ضرورة حماية المرأة والطفل في أوقات الحروب.

نركز أساسًا على قضية اللاجئات، وقمنا بزيارتهن في معسكرات ومخيمات في لبنان والأردن والعراق وتقابلنا وتحدثنا مع السيدات اللاتي اضطر بعضهن إلى النزوح من أكثر من مكان، وتعرفنا على مشاكلهم عن قرب؛ من بينها مشاكل متعلقة بالتعليم والصحة والتغذية ونقص الخدمات، وكل ذلك جعلنا نثير الرأي العام على المستويين الإقليمي والدولي.

وقمنا بالذهاب إلى نيويورك وعرضنا هناك فيلمًا عن اللاجئين، وأكدنا على مسؤوليات المجتمع الدولي وضرورة مساعدة اللاجئين والدول المضيفة لهم؛ نظرًا لضعف إمكانيات هذه الدول. وقد عرض علينا أطباء وشركات أدوية التعاون معنا، وأكدوا استعدادهم لتقديم خدماتهم للاجئين.

من خلال اتصالاتكم ولقاءاتكم، هل وجدتم تعاطيًا بصورة إيجابية مع قضايا اللاجئين العرب من قبل المجتمع الدولي؟

نعم، نستطيع أن نقول إن هناك انزعاجًا واسعًا من هذه القضية ومن استمرار الحرب في سوريا. ولقد قمنا بإصدار بيان باسم جميع نساء العام من الأمم المتحدة في مارس الماضي يطالب بوقف الحرب، باعتبار أن ذلك هو الوسيلة المتعلقة بعودة اللاجئين.

كما عقدنا مؤتمرًا في القاهرة مايو الماضي حول قضايا اللاجئات وأرسلنا توصياته للأمم المتحدة وأخبرنا الأمين العام للأمم المتحدة أن هذه التوصيات ستكون ضمن أوراق مؤتمر تعقده الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل في نيويورك حول اللاجئين؛ بما يؤكد أن هناك استجابة واضحة.

وهل هنالك شراكة بينكم والجمعيات المحلية التي تعمل على رعاية اللاجئات والأطفال في دول اللجوء؟

بالتأكيد. عندما زرنا لبنان التقينا مع جمعيات أهلية كثيرة تساعد اللاجئين، وكذلك الوضع في مصر، وهناك الكثيرون من الذين يريدون المساعدة في ذلك الأمر، ونساعدهم ونيسر لهم الإجراءات الصعبة؛ مثل تصاريح دخول المخيمات والمعسكرات وتوفير الأماكن الخاصة لهم وغير ذلك.

وماذا عن المرأة داخل مناطق النزاعات، في سوريا على سبيل المثال؟

لا نستطيع الوصول إلى هذه المناطق بسبب الأعمال العسكرية المستمرة؛ حتى إن الأمم المتحدة في كثير من الأوقات لا تستطيع إدخال المساعدات في بعض المناطق.

وبالانتقال إلى ملف «التنمية المستدامة»، ما أبرز المحاور التي تحدد دور المرأة في التنمية المستدامة؟ وكيف تقيّمين تجربة الإمارات في هذا الصدد؟

يجب أن نشير إلى السياسة التي أرسى معالمها المغفور له الشيخ زايد في الإمارات وكأنه يقرأ التنمية المستدامة من خلالها؛ فسبق الأمم المتحدة في ذلك، وأقر سياسة تتحدث عن نفس ما تتحدث عنه الأمم المتحدة الآن بشأن معايير التنمية المستدامة وتطبيقها.

أجندة الأمم المتحدة 2030 المتعلقة بالتنمية المستدامة حددت 17 هدفًا، من بينها أهداف متعلقة بالفقر والزراعة والبيئة والمناخ وغير ذلك.

ونتناول بشكل خاص دور المرأة في كل محور في التنمية المستدامة، وقمنا بتقديم 24 بحثًا عن التنمية المستدامة من متخصصين في هذا الصدد؛ للتأكيد على دور المرأة باعتبارها شريكًا في التنمية المستدامة، وذلك في إطار مساعينا لتغيير المفاهيم الاجتماعية الراسخة في ذهن الكثيرين بشأن المرأة.

وفيما يتعلق بالمرأة المصرية. هل تتلمسين تغيرًا في وضعها مع اهتمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدورها ودعمه لها؟

بصفة عامة، السيسي يساند المرأة فعلًا ويشيد بالدور الذي لعبته في الانتخابات البرلمانية والرئاسية واستفتاء الدستور؛ لكن لا تزال أمام المرأة المصرية عقبات كثيرة جدًا لا تتناسب مع تاريخ مصر ودور المرأة المصرية من القرن الـ19؛ وذلك بسبب تراجع المجتمع وتراجع الثقافة فيه بسبب الخطاب الديني الخاطئ.

كما أن المرأة نفسها تشربت تفسيرات خاطئة للدين وتراجعت عن حقوقها في كثير من الأحيان. المجتمع كله حدث له نوع من التأخر الثقافي.

وهل تحدث تغيرات حقيقية في الفترة الحالية؟

وضع المرأة المصرية تغير كثيرًا (سلبًا وإيجابًا) خلال الأعوام الأخيرة، ومن بين الإيجابيات كان مشاركتها السياسة اللافتة؛ خاصة منذ عهد الإخوان عندما استشعرت المرأة الخطر والاضطهاد الذي يمارس ضدها.

لكن هناك العديد من التحديات الثقافية والمفاهيم المجتمعية الخاطئة التي يجب تداركها، ولإصلاح هذا الوضع لا بد من وقفة مع نظام التعليم واستعادة دور الثقافة ليكون لها دورًا أكبر، فضلًا عن دور الجامع والكنيسة.

هناك صعود وهبوط في وضع المرأة؛ ففي الوقت الذي تظهر فيه الأفكار المتخلفة المتعصبة فإن هناك شبابًا يقدم أفكارًا جديدة ورائعة تنادي بدور المرأة وحقوقها، وأتوقع أن المستقبل أفضل بالنسبة إلى وضع المرأة، فلا يعقل أن تتحقق كل هذه الإنجازات التي تتحقق على يد السيسي ويظل الشق الثقافي والخطاب الديني دون تقدم.

نماذج ناجحة

وماذا عن أوضاع المرأة العربية بشكل عام فيما يتعلق بدورها وحصولها على حقوقها في التعليم والصحة والمشاركة السياسية والتمثيل في مراكز صناعة القرار؟

هناك تقدم لا بأس به في وضع المرأة في الدول العربية، لكن لا نزال في كثير من البلدان العربية نعاني من الثقافة المجتمعية الذكورية الأبوية.

 العالم العربي فيه الكثير من النماذج الناجحة جدًا، ففي المغرب هناك قانون أحوال شخصية رائع نص على المساواة بين الرجل والمرأة والمناصفة في كل شيء، وفي الجزائر هناك 31 في المئة من البرلمان سيدات، وفي تونس هناك 8 وزيرات، وفي موريتانيا كانت هناك وزيرة للخارجية، والسودان كان هناك 5 محافظات (أو واليات).

تهنئة بخط اليد للمرأة الإماراتية

كتبت مديرة منظمة المرأة العربية ميرفت التلاوي لـ«البيان» رسالة بخط يدها للتهنئة بيوم المرأة الإماراتية، قالت فيها: «تحية إجلال للمرأة الإماراتية في عيدها.

ونقدم كل الشكر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على جهودها وحفاظها على السياسة الحكيمة التي أرساها مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من السبعينات، مما جعل المرأة الإماراتية تتماشى ـ بل تسبق ـ ما طالبت به الأمم المتحدة.. مع تمنياتي بدوام التوفيق».

مناصب عديدة

يشار إلى أن ميرفت التلاوي شغلت العديد من المناصب، كان من بينها الوكيل السابق لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للأسكوا في العام 2001، وأيضاً الأمين العام السابق للمجلس القومي للمرأة في مصر. كما شغلت منصب وزير التأمينات والشؤون الاجتماعية المصرية، وكانت عضواً في لجنة الخمسين التي صاغت دستور مصر 2014.

Email