هدفها المعلن «داعش» والأكراد.. وجرابلس سقطت بلا قتال

تركيا تتوغـّل في سوريا براً وجواً

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت تركيا براً وجواً في سوريا في عملية أسمتها »درع الفرات« بهدف معلن هو التصدي لتنظيم داعش والطموحات الكردية، وأيّدت أميركا العملية وساهمت في تغطيتها جواً، فيما أعربت كل من دمشق وموسكو عن قلقهما، حيث يخشى الروس من صراع بين العرب والأكراد الذين اعتبروا أن تركيا دخلت في مستنقع.

ولعل ما يعزز المغزى من وراء تسمية »درع الفرات« هو ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بعد بدء العملية، من أن المقاتلين الأكراد السوريين يجب أن يعودوا إلى شرقي نهر الفرات وإلا فإن تركيا »ستفعل ما هو ضروري«. وقال جاويش أوغلو في تصريحات أدلى بها في أنقرة إن تركيا لن تسمح بدخول أحد من الخارج واستقراره في بلدة جرابلس السورية.

وفي حال لبى الأكراد مطلب تركيا، فإنهم سيخسرون ما مسافته 60 كيلو متراً لكي يعودوا إلى مواقعهم السابقة شرق الفرات.

سقوط جرابلس

وسيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا على مدينة جرابلس الحدودية في شمال سوريا بعد ساعات على بدء أنقرة عملية برية لطرد تنظيم داعش منها. وأطلقت أنقرة على العملية اسم »درع الفرات«، وأجمعت مصادر عديدة على أن المدينة سقطت بيد حلفاء تركيا من دون قتال. وقال القيادي في »فرقة السلطان مراد« أحمد عثمان »باتت جرابلس محرّرة بالكامل«..

الأمر الذي أكّده مصدر في المكتب الإعلامي لـ»حركة نور الدين زنكي«، مشيراً الى انسحاب »داعش« الى مدينة الباب. وكانت دبابات وطائرات ووحدات من القوات الخاصة التركية تدعمها طائرات حربية تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة بدأت عملية في شمال سوريا لإخراج تنظيم داعش من منطقة الحدود مع تركيا ووقف تحقيق المقاتلين الأكراد مكاسب إضافية.

لا مقاومة

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن »لم يكن هناك أية مقاومة تذكر من من تبقى من مقاتلي داعش« في جرابلس التي سيطر عليها التنظيم بداية العام 2014، ويعيش فيها حالياً حوالي 30 ألف مدني.

ووفق عبد الرحمن، »انسحب العديد من مقاتلي التنظيم من المدينة قبل بدء العملية«. ومع خسارته جرابلس، فقد التنظيم آخر منفذ له عبر الحدود التركية وفق المرصد. وعملية »درع الفرات« هي أول عملية عسكرية ضخمة تنفذها تركيا منذ محاولة الانقلاب.

وهي بالنسبة لتركيا تعد استباقاً لأية محاولة من جانب أكراد سوريا للسيطرة على جرابلس.وقال مصدر عسكري تركي إن »الهدف من العملية هو ضمان أمن الحدود وسلامة أراضي سوريا إلى جانب دعم التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش«.

تطهير الحدود

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن عملية »درع الفرات« تهدف إلى تطهير الحدود من جميع العناصر »الإرهابية« بمن فيهم تنظيما حزب الاتحاد الديمقراطي و»داعش«، مشددًا على »إصرار أنقرة التام« في هذا الصدد. وأضاف قالن: »تركيا تستمر في اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية«.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن العملية تستهدف داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي أثارت مكاسبه في شمال سوريا قلق تركيا. وقال إردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة »هذا الصباح في الساعة الرابعة فجراً بدأت عملية في شمال سوريا ضد جماعات إرهابية تهدد بلادنا باستمرار مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي«، وفق تعبيره.

وأضاف ان تركيا عازمة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأنها قد تتولى زمام الأمور إذا تطلب الأمر لضمان تحقيق ذلك. لكن صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي كتب على حسابه على موقع تويتر يقول إن تركيا تدخل »مستنقعاً« في سوريا وتواجه الهزيمة هناك مثل تنظيم داعش.

في دمشق، أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) في تعليق لها أن »التطورات في شمال سوريا والعدوان والخرق التركي السافر يحتم على الأمم المتحدة التحرك للضغط على الجانب التركي والتحالف الأميركي لإنهاء هذا العدوان، والعمل على تنفيذ قراراتها المتعلقة باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وإغلاق الحدود وتجفيف منابع الإرهاب«.

وأشارت (سانا) إلى أن »ما تسميه تركيا اليوم خطراً إرهابياً ممثلاً بتنظيم »داعش« يستوجب عمليات عسكرية للقضاء عليه، كان على مدار السنوات الخمس الماضية شريكاً تمرّدت من أجل دعمه على جميع القرارات الدولية وفي مقدمتها منع الاتجار بالنفط والآثار السورية المسروقة وتجفيف منابع الإرهاب ومنع تسلل المرتزقة عبر الحدود«.

ودان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في وقت سابق »هذا الخرق السافر« لسيادة بلاده، مؤكداً أن »محاربة الإرهاب ليست في طرد »داعش« وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا«.

وأعربت روسيا عن »قلقها العميق« إزاء العملية التركية في سوريا مشيرة الى أنها تخشى من احتمال تفاقم التوتر بين انقرة والميليشيات الكردية.

وقالت الخارجية الروسية في بيان »موسكو قلقة جداً لما يحدث عند الحدود التركية - السورية. إن احتمال تدهور الوضع بشكل إضافي في منطقة النزاع يشكل مصدراً للقلق«. وأضافت ان »الأزمة السورية لا يمكن أن تحل إلا على أساس القانون الدولي وعبر حوار بين الأطراف السورية بمشاركة كل المجموعات الاتنية والطائفية بما يشمل الأكراد«.

ألمانيا تتفهم

في برلين أبدت الحكومة الألمانية تفهماً للعملية العسكرية التركية، وفي الوقت نفسه أعربت عن تمسكها بمطلب التوصل لحل سياسي للصراع في سوريا. وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتين شيفر إنه عندما تتصدى تركيا بالوسائل العسكرية لمعاقل داعش، فإنها تتحرك »بالتوافق مع أهداف ونوايا« التحالف الدولي المناوئ لداعش.

Email