الشــرقي يتــرأس وفد الــــــــــــــدولة إلى قمة الأمل

القادة العرب يدعمون فلسطين ويــــــرفضون التدخل الإيراني والإرهاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت القمة العربية الـ27 أعمالها، أمس، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بمشاركة وفد الدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، في دورة تزاحمت فيها ملفات الأزمات وقضايا النزاع في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، فيما ندد القادة العرب بالتدخلات الإيرانية بالشؤون العربية.

وأكد القادة العرب في ختام «قمة الأمل»، التي عقدت لأول مرة في موريتانيا منذ تأسيس الجامعة العربية، الالتزام بتطوير آليات مكافحة الإرهاب أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية.

وشدد إعلان نواكشوط على مركزية القضية الفلسطينية، وحض على تكريس الجهود للتوصل لحل شامل وعادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية.

وأبدى ترحيب القادة العرب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الحالي، يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية، وفق إطار زمني.

ودعا البيان الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية، وناشد الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.

وأعرب الاعلان عن الأمل في أن يتوصل السوريون إلى حل سياسي يعتمد على الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها، ويؤكد دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.

وجدد القادة العرب الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية، ونظام الضمانات الشاملة، والدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.

ولد عبدالعزيز: تحديات وقضية

وكان الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز، افتتح جلسات العمل، مؤكداً أن الإرهاب أحد التحديات التي تواجه العرب، وأن المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية.

وقال ولد عبد العزيز إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، كما طالب إسرائيل بالانسحاب من هضبة الجولان ومزارع شبعا. فيما رأى أن استئصال الإرهاب يتطلب استراتيجية متعددة الأبعاد وفي مقدمتها تحقيق التنمية المستدامة، وأنه لا بديل في سوريا عن توافق سياسي بين جميع الفرقاء يحمي وحدة أراضي سوريا. وعلى صعيد الأزمة في اليمن، قال ولد عبد العزيز، إنه يثمن جهود الكويت لجمع الفرقاء اليمنيين للتواصل إلى اتفاق، معتبراً أن النزاع في اليمن كاد أن يقوض وحدة المجتمع ويفكك كيان الدولة.

وتسلم الرئيس الموريتاني الرئاسة الدورية لقمة جامعة الدول العربية من ممثل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس مجلس الوزراء المصري شريف إسماعيل، الذي ألقى خطاب السيسي في القمة.

الصباح: تحديات خطيرة

وفي كلمته، أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن استمرار الظروف الدقيقة والأحداث الخطيرة والتطورات المتسارعة التي تعيشها المنطقة العربية قوضت استقرار المنطقة وبددت الوقت والجهد على حساب تنمية الدول العربية وتحقيق تطلعات شعوبها.

وقال أمير الكويت إن الوضع في سوريا يزداد خطورة ويتضاعف معه الدمار والقتل والتشريد والمعاناة الإنسانية للأشقاء رغم جهود المجتمع الدولي المتواصلة.

وحول الوضع في اليمن قال الأمير «إن ما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت وعلى مدى أكثر من شهرين لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر، ولكن الأمل لا يزال معقوداً على الأطراف المعنية في استئنافها لتلك المشاورات بأن تصل إلى ما يحقق مصلحة وطنهم ويحقن دماء أبنائهم».

وحول مسيرة السلام في الشرق الأوسط أكد أن التعنت والصلف الإسرائيلي لا يزال يقف حائلاً دون تحقيق السلام الدائم والشامل المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وحول العلاقة مع إيران فإن نجاح أي حوار بناء يتطلب توفير الظروف الملائمة له عبر احترام إيران لقواعد وأعراف القانون الدولي المتعلقة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

حمد بن عيسى: ردع التدخل الإيراني

من جانبه أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، في كلمة ألقاها نيابة عنه في افتتاح القمة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، أنه لن تنجح جهود القضاء على الإرهاب إلا بالتصدي وردع جميع أشكال التدخل في الشؤون الداخلية، خاصة التدخلات الإيرانية التي تهدف بشكل خطير إلى تصدير العنف والإرهاب لدول المنطقة بصوره كافة من خلال تدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وعن طريق التصريحات الإعلامية التحريضية والاستفزازية والدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية بهدف إشاعة الفوضى والفتنة بين شعوبنا. وطالب إيران باحترام مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتوقف الفوري عن جميع الممارسات التي من شأنها زعزعة الأمن القومي العربي والسلم الأهلي في الدول العربية.

عبدالله الثاني: التحدي الأول

ومن جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، دعم بلاده ومساندتها الكاملة للشرعية في اليمن، الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي وجهوده الرامية لدعم الشرعية واستعادة الأمن والاستقرار في البلد وضمان وحدة أراضيه.

وقال العاهل الأردني إن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية والتحدي الأول في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أنه في الوقت الذي ينشغل العالم بالقضايا والنزاعات تستغل إسرائيل ذلك للتمادي في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني.

عباس: قضية ضد بلفور

أما رئيس دولة فلسطين محمود عباس، فطلب من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، المساعدة في إعداد ملف قانوني لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لإصدارها وعد بلفور، وتنفيذه كسلطة انتداب بعد ذلك، الأمر الذي تسبب في نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده.

وقال عباس في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية الـ27، التي ألقاها بالنيابة عنه وزير الخارجية رياض المالكي، «نعمل من أجل فتح ملفات الجرائم الإسرائيلية، التي ارتكبت بحق شعبنا منذ نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، ومروراً بالمجازر التي نفذتها عام 1948 وما بعدها».

وجدد عباس ترحيبه بالمبادرة الفرنسية وبالاجتماع الوزاري التشاوري الذي انبثق عنها، داعياً الدول العربية إلى دعم هذه المبادرة بهدف عقد المؤتمر الدولي للسلام، على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكذلك المبادرة العربية للسلام كما صدرت عن مؤتمر قمة بيروت عام 2002.

وحذر الرئيس الفلسطيني من مفهوم يتم تداوله ويروج له تحت مسمى «التعاون الإقليمي أو الأمن الإقليمي»، بهدف خلق تنسيق أمني إقليمي بين إسرائيل والدول العربية، يهدف إلى تطبيع تلك العلاقات قبل تحقيق هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.

البشير: حل سلمي

من جانبه، قال الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، عبر عن دعمه للجهود الأممية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري، مؤكداً دعم بلاده للشرعية في اليمن برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأشار إلى أن ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية بشأن السودان لا علاقة لها بالعدالة، مؤكداً أن المنطقة تمر بظروف خطيرة، و«نأمل بتجنب الانزلاق إلى مزيد من الانقسام».

هادي: نثمن موقف العرب

ومن جهته، نثمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي موقف العرب المساند للشعب اليمني والشرعية، وذكر أن الحوثيين وصالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب اليمني لا يزال يقاوم الميليشيات الطائفية.

وقال هادي إن المشروع الصفوي يريد تقويض اليمن بهويته العربية، مشيراً إلى أنه مضت أشهر على التفاوض، لكن الحوثيين وصالح يواصلون المماطلة.

وجدد الرئيس اليمني المطالبة بضرورة فك الحصار، وإدخال المساعدات إلى المدنيين اليمنيين، محذراً من تفتت اليمن وانزلاقه بسبب الانقلاب إلى المشروع الإيراني، كما دعا إلى تطبيق القرار 2216 الذي ينص على انسحاب الانقلابيين وتسليم السلاح.

السراج: رفض التدخل الأجنبي

أما رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج فقد أبدى ترحيبه بالمبادرات الساعية لإنهاء أزمة ليبيا السياسية، لافتاً إلى أن الجيش الليبي يواجه تنظيم داعش رغم ضعف الإمكانيات، مؤكداً في السياق ذاته رفضه لأي تدخل خارجي ينتهك السيادة الليبية دون الاتفاق مع حكومة بلاده.

الجبير: هواجس مقلقة

وفي كلمته خلال القمة العربية الـ 27، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن التطرف والطائفية والإرهاب أهم هواجس عالمنا اليوم، وأن رفض النظام السوري تطبيق قرارات جنيف 1 أهم أسباب استمرار الأزمة، وقال إن «ما يعطل حل الأزمة السورية سلمياً، هو استمرار مسلك النظام السوري، وإمعانه في انتهاج أسلوب القتل والتدمير، وهذا الأمر من شأنه التأكيد على انه مستحيل أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور في مستقبل سوريا»، مشيراً إلى أن «تدخلات إيران في منطقتنا يتناقض مع مبادئ حسن الجوار».

وبخصوص الأزمة في اليمن حض الوزير السعودي الأطراف اليمنية على إيجاد حل سياسي من خلال تطبيق قرارات مجلس الأمن. وعن الشأن الليبي دعا الجبير الليبيين لتوحيد الجهود من خلال تطبيق اتفاق الصخيرات.

واعتبر أن «أزمة الرئاسة في لبنان تتطلب من اللبنانيين تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مشدداً على «ضرورة العمل لوضع لبنان على سكة التنمية». وأوضح الجبير أن «هذه القمة تنعقد في ظل ما يصلنا من أزمات»، مشيراً الى أن «القضية الفلسطينية تعد بنداً ثابتاً لدى جامعة الدول العربية«، لافتاً الى أن «هناك تعنت إسرائيلي لأسس التسوية السلمية والمتناقض مع الشرعية الدولية وحق فلسطين في إنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس».

جلسات

وبعد انتهاء الجلسة الأولى عقد القادة والرؤساء، جلسة العمل الثانية المغلقة لاعتماد جدول الأعمال، فجلسة العمل الثالثة المغلقة أيضاً، وانتهت أعمال القمة بالجلسة الختامية المفتوحة بقراءة «إعلان نواكشوط» الصادر عن القمة.

واختصرت أعمال القمة في يوم واحد، يختتم بمؤتمر صحافي عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت غرينيتش لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني إسلك ولد أحمد إزيد بيه، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وفد الدولة

وضم وفد الدولة المشارك في القمة معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي د. أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومحمد سعيد الظنحاني مدير الديوان الأميري بالفجيرة، وجمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، وسيف سلطان السماحي مستشار صاحب السمو حاكم الفجيرة، وعيسى عبدالله مسعود الكلباني سفير الدولة لدى موريتانيا.

وكان صاحب السمو حاكم الفجيرة والوفد المرافق قد وصل أمس الى العاصمة الموريتانية، حيث كان في مقدمة مستقبلي سموه في مطار «أم التونسي» الدولي، يحيى ولد حدمين الوزير الأول الموريتاني وعدد من المسؤولين وعيسى عبدالله مسعود الكلباني سفير الدولة لدى نواكشوط.

Email