لقاء أممي أميركي روسي في جنيف اليوم لتحريك الحل السياسي

مجزرة في حلب بغارات روسية سورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

تفاعل الملف السوري على محوريه السياسي والميداني، ففيما ينتظر عقد لقاء ثلاثي يجمع الأمم المتحدة مع أميركا وروسيا في جنيف اليوم، انهمر سيل الغارات الروسية والسورية على حلب وريفها ،لتتسبب في وقوع عشرات القتلى والجرحى.

وقتل 19 مدنياً على الأقل أمس في حلب وريفها، بينهم 16 في قصف جوي في الأتارب والأحياء الشرقية لحلب، جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة على الأحياء الغربية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأحصى المرصد مقتل 10 مدنيين وإصابة العشرات بجروح جراء أكثر من 20 ضربة نفذتها طائرات حربية ليل الأحد الاثنين على مناطق عدة في الأتارب في ريف حلب الغربي، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة، فضلاً عن مفقودين تحت الأنقاض.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بوقوع مجزرة في المدينة التي تسيطر عليها المعارضة، مرجحاً أن تكون الطائرات الحربية، التي نفذت الضربات روسية، ووفق المرصد فإن إحدى الضربات استهدفت سوقاً في المدينة.

في السياق، ألقت طائرات مروحية تابعة لقوات النظام براميل متفجرة على أحياء الأنصاري والمشهد والمرجة في الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص في حي المشهد، بينهم سيدتان على الأقل.

وتحدث مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عن تدمير مبنيين بالكامل على رؤوس سكانهما جراء البراميل المتفجرة، لافتاً إلى أنه شاهد عملية انتشال طفل حياً من تحت الركام، فيما قتل والده ووالدته وشقيقه.

جحيم غارات

إلى ذلك، نفذت طائرات حربية صباح أمس غارات عديدة استهدفت خلالها مناطق في بلدة مديرا وأطراف بلدة عربين بالغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أسفر عن سقوط جرحى، فيما تعرضت أماكن في منطقة الأشعري بالغوطة الشرقية لقصف من الطيران الحربي،

كما هاجم مقاتلو المعارضة المسلحة مواقع لجيش النظام السوري وحزب الله اللبناني في البلدة القديمة الواقعة في مدينة الزبداني بريف دمشق، إذ دمرت المعارضة تحصينات عسكرية وقتلت عدداً من جنود النظام ومقاتلي حزب الله. وفي اللاذقية نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في محور كنسبا بجبل الأكراد في الريف الشمالي، وسط قصف من قبل قوات النظام يستهدف المنطقة.

عرض مغادرة

على صعيد متصل، جددت قوات سوريا الديمقراطية عرضها لمسلحي تنظيم داعش في مدينة منبج المحاصرة، قائلة إنه بإمكانهم المغادرة دون التعرض لأي هجوم، مشيرة إلى أن «الهدف من عرضها هو حماية سكان المدينة».

ويأتي العرض الذي قدمه المجلس العسكري لمنبج المرتبط بالقوات أمس، يأتي بعد أيام من تجاهل مسلحي التنظيم في مهلة 48 ساعة لمغادرة المدينة بالأسلحة الشخصية فقط. وأشارت القوات إلى أنه إذا سمح مسلحو التنظيم للمدنيين بالمغادرة وأطلقوا سراح كل السجناء المحتجزين لديهم، فإنها في المقابل ستوفر للجرحى من المسلحين ممراً آمناً إلى مناطق أخرى قريبة خاضعة لسيطرة التنظيم. وحض المجلس التنظيم على إرسال وفد من منبج لمناقشة العرض.

لقاء ثلاثي

سياسياً، أعلنت الناطقة باسم موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا، أن لقاء ثلاثياً يجمع روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن سوريا سيعقد في جنيف اليوم، ويتوقع تحقيق تقم خلاله.

وأكّدت الناطقة جيسي شاهين، أن دي ميستورا سيلتقي الموفد الأميركي لسوريا مايكل راتني، ونائب وزير الخارجية الروسي وغينادي غاتيلوف.

وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء، أن غاتيلوف وصل أمس إلى جنيف وصرح أن موسكو تنظر بشكل بناء إلى اللقاء المرتقب، وتتوقع تبني واشنطن في المقابل موقفاً بناء يسهم بتحقيق تقدم في العملية السورية. في السياق، من المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء أيضاً في لاوس على هامش لقاء رابطة دول جنوب شرق آسيا، فيما ينتظر أن يكون الملف السوري من أبرز أجندة لقائهما.

قرع ناقوس

بدورها، طالبت الامم المتحدة بهدنة إنسانية 48 ساعة كل أسبوع لإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في حلب. وأكّد مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفان اوبراين، أنّ «المجتمع الدولي لا يمكنه أن يدع الجزء الشرقي من حلب يتحول إلى منطقة محاصرة جديدة، محذّراً من أنّ المؤن الغذائية لسكان الجزء الشرقي الذي تسيطر عليه المعارضة وتسعى قوات النظام لاستعادته، قد تنفد بحلول منتصف أغسطس المقبل.

دعوات

أعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة أمس، أن بلاده دعت إلى إقرار تهدئة إنسانية فورية في حلب. وشدد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، على أن مجلس الأمن لا يمكن أن يوافق على تكرار جرائم الحرب هذه، مشبهاً وضع حلب بوضع مدينة ساراييفو، خلال حرب البوسنة.

Email