"داعش" يعتقل المدنيين لتجنيدهم في العمليات الانتحارية

التحالف الدولي يقصف «الحشد الشعبي» في الفلوجة

■ قوة عراقية تتقدم داخل منطقة النعيمية | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعصت الفلوجة التي تدخل معركة تحريرها أسبوعها الثاني على القوات العراقية التي تكبدت خسائر فادحة أجبرتها على التراجع قبل أن تعيد تقدمها بحذر وببطء.

وبالتزامن حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المدينة بعد أن ازداد عنف التنظيم تجاه المدنيين العالقين واستخدامه للمئات منهم كدروع بشرية، ونفذ التنظيم حملة اعتقالات واسعة استهدفت الشباب، وسط مخاوف من استخدامهم في عملياته التفجيرية كما شن هجومين متزامنين على النعيمية والصقلاوية وفي تطور آخر قصفت طائرات التحالف الدولي قوة تابعة للحشد الشعبي حاولت التقدم ناحية وسط المدينة.

وبحسب مصادر عسكرية قتل 54 على الأقل من القوات العراقية، وأصيب 25 بجروح، في كمين نصبه التنظيم في منطقة النعيمية جنوب الفلوجة، بجانب المعارك الدائرة في محيط المدينة. وقالت مصادر أمنية في قيادة عمليات الفلوجة إن قوة عسكرية حاولت التقدم باتجاه مدينة الفلوجة عبر منطقة النعيمية، فتعرضت لكمين أسفر عن مقتل 34 وإصابة 15 بجروح.

وأعلنت القوات العراقية في وقت لاحق إكمال سيطرتها على بلدة النعيمية ورفع العلم العراقي على مبنى المجلس المحلي. وكانت مصادر أمنية أخرى أفادت بمقتل ما لا يقل عن عشرين من قوات الأمن والحشد العشائري في اشتباكات بمحيط الفلوجة. من جهتها، أعلنت خلية الإعلام الحربي سيطرة القوات العراقية على منطقة الشيحة القريبة.

قتال شرس

في الأثناء قال ضباط عراقيون أمس إن عناصر تنظيم داعش قاتلوا بشراسة أثناء الليل لصد حملة الجيش على حي الشهداء بجنوب شرق مدينة الفلوجة. وقال قائد بالجيش وضابط شرطة إن جنود فرقة الرد السريع أوقفوا زحفهم أثناء الليل قبل الماضية على بعد نحو 500 متر من حي الشهداء.

وقال القائد الذي كان يتحدث في معسكر طارق جنوبي الفلوجة «تعرضت قواتنا لكثافة نارية كبيرة وكانوا متحصنين بالخنادق والأنفاق». وقال أحد العاملين في المستشفى الرئيسي في الفلوجة إنهم تلقوا تقارير بمقتل 32 مدنيا.

في تطور لافت، ذكرت وكالات أنباء عالمية أن طائرات التحالف الدولي قصفت رتلاً تابع لقوات الحشد الشعبي حاول التقدم إلى وسط المدينة. ونقلت عن ضابط عراقي أن طيران التحالف الدولي قصف قوات الحشد الشعبي الموالية للحكومة خلال محاولتها التوغل الى حي الشهداء .

كارثة إنسانية

ويثير الهجوم الأخير قلق هذه المنظمات إذ إن أكثر من 50 ألف مدني ما زالوا محاصرين في أحوال تفتقر للموارد المائية والغذائية الكافية والرعاية الطبية بها ضعيفة، وكشف مدنيون على اتصال بذويهم داخل المدينة أن مقاتلي تنظيم داعش بدأوا يزدادون شراسة على المدنيين بل يسبونهم بأقذع الألفاظ بعد أن ثبت لهم أن سكان الفلوجة لا يوالونهم.

وقال السكان إن التنظيم بدأ يجبر المدنيين على القتال في صفوفه مشيرا إلى شنه حملة واسعة من الاعتقالات للشباب، مشيرين إلى انه حتى نهار أمس ألقى التنظيم القبض على 200 شاب مرجحين ان يستخدمهم كوقود لعملياته التفجيرية. وفي الأثناء كشفت القوات العراقية أنها كبدت التنظيم منذ بدء العملية حوالي 250 قتيلاً، وكانت تقديرات غير رسمية حددت مقاتلي التنظيم في المدينة بـ600 مقاتل.

وفي السياق، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من اتجاه المدينة إلى أوضاع كارثية. وقالت إن نحو 3700 شخص فروا من الفلوجة منذ بدء الحملة. وأضاف الناطق باسم المفوضية وليام سبيندلر في إفادة صحافية «لدينا تقارير عن قتلى وجرحى بين الناس في وسط مدينة الفلوجة بسبب القصف العنيف منهم سبعة من عائلة واحدة في 28 من مايو مشيرا إلى أن تنظيم داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية.

وفي هيت، قال مصدر عسكري إن تسعة من الجيش العراقي قتلوا بهجوم لـ«داعش»، بعد ساعات من تأكيد مصادر أمنية مقتل نحو 45 من قوات الأمن والحشد العشائري وإصابة أكثر من ستين، في هجمات للتنظيم على مناطق أبو طيبان وزنكورة والمحمدي جنوب شرق هيت.

Email