السيستاني يدعو إلى ضبط النفس وحماية المدنيين

الفلوجة بين مطرقة الإرهاب وسندان الطائفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت القوات العراقية بالتقدم في معركة الفلوجة، ووسعت محاور القتال ضد »داعش« لتشمل ستة محاور جديدة، ثلاثة منها في جنوب الفلوجة، وثلاثة محاور على الجبهة الشرقية في الرمادي وجزيرة الخالدية، بالتزامن مع ازدياد المخاوف من إذكاء جحيم الحرب الطائفية، خصوصاً بعد زيارة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لمليشيات الحشد في الجبهة ومطالبة بزيادة وتيرة القصف..

إضافة إلى تأكيد كتائب حزب الله العراقية في المعركة، في حين حض الزعيم الشيعي العراقي البارز علي السيستاني القوات على ضبط النفس وحماية المدنيين المحاصرين، بالتزامن رفض المجمع الفقهي لأهل السنة بالعراق استخدام سياسة العقاب الجماعي تجاه السكان.

وذكرت تقارير إعلامية أن القوات العراقية وسعت محاور القتال ضد داعش لتشمل ستة محاور جديدة، ثلاثة منها في جنوب الفلوجة، وثلاثة محاور على الجبهة الشرقية في الرمادي وجزيرة الخالدية.

جزيرة الخالدية

وأوضحت أن القوات المشتركة اقتحمت قرية بوبالي في جزيرة الخالدية التي تعد أقدم معاقل »داعش« ضمن عملية شارك فيها سلاح الجو العراقي، إلى جانب طيران التحالف، ويعتقد أن القرية تحوي أنفاقاً ومخازن، إلى جانب وجود قيادات من التنظيم، وهذا ما يكسبها أهمية لدى القوات العراقية. من جانبها، أعلنت عمليات بغداد، السيطرة على قريتين قرب الكرمة وقتل 13 مسلحاً من داعش.

وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبدالأمير الشمري، إن القوات الأمنية تمكنت، أمس، من بسط سيطرتها على قرية البو خنفر بالكامل وقرية اللهيب شرق الكرمة. وأفادت عمليات بغداد بهروب عناصر التنظيم الإرهابي من قرية الزركة والسيطرة على قرية البوجاسم شمال الكرمة. وشهدت مشارف مدينة الفلوجة معارك عنيفة مع تقدم القوات العراقية في محيط المدينة.

وأفادت مصادر طبية من داخل مدينة الفلوجة، عن مقتل 17 مدنياً بينهم ستة أطفال وخمسة نساء وجرح 36 آخرين بينهم 12 طفلاً وخمسة نساء، من جراء القصف العشوائي الذي يطال المدينة أثناء عملية استعادتها من قبضة داعش، وذكر شهود من المدينة حسب ما نقلت »العربية نت«، أن أعداداً أخرى من الجرحى لم يتمكنوا من الوصول إلى مستشفى الفلوجة، بسبب شدة القصف وخلو المدينة من سيارات الإسعاف.

فرق الموت

كما نشرت صحيفة »إندبندنت« تقريراً بعنوان »تنظيم داعش يطلق فرق الموت مع تقدم القوات العراقية نحو معقله في الفلوجة«. وتؤكد الصحيفة أنّ التنظيم نشر فرق إعدام في شوارع الفلوجة لتصفية أي شخص يحاول الفرار أو يضع علماً أبيضَ فوق منزله أو يلوّح به. وتحدثت الصحيفة عن مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم بالرصاص في المدينة، وهو ما يعطي انطباعاً بوجود مقاومة من سكانها.

حصار السكان

وأفاد شهود حسب موقع »العربية نت«، بأن عناصر »داعش« أجبروا المئات من سكان البوهوي جنوب الفلوجة على ترك منازلهم والتوجه إلى داخل الفلوجة، تحسباً لعدم فرار العائلات خارج مناطق سيطرة المتطرفين.

كما شدد مصطفى السعدون مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان في تصريح صحافي، على أن 90 ألف مدني لا زالوا داخل الفلوجة، وأن 140 عائلة فقط خرجت. وأشار إلى أن داعش أعدم 18 شاباً في الفلوجة رفضوا القتال معه.

زيارة المالكي

في الأثناء وفيما نشرت وزارة الدفاع العراقية تقريراً رسمياً يتضمن تصريحات تؤكد أن كتائب حزب الله العراقية تشارك في معركة الفلوجة، لم يوفر رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي لا يزال اسمه مسطراً في ملفات الفساد، أي فرصة لإثبات أنه يملك من الأوراق ما يهدد أمن العراق، تارة بالتذكير بعلاقاته مع إيران..

وتارة أخرى باستعراض قوى من خلال الحشد الشعبي وإذكائه نار الطائفية، وآخرها زيارته الأخيرة لميليشيا الحشد في الفلوجة. وفي خطوة وصفت بالاستفزازية لأهالي الفلوجة طالب المالكي الميليشيات بزيادة زخم العملية العسكرية من خلال القصف العشوائي والمستمر على البلدة.

حماية المدنيين

وبينما وجهت الأمم المتحدة ومنظمات دولية، أول من أمس، نداء إلى المتحاربين في مدينة الفلوجة العراقية لحماية المدنيين الفارين من القتال، حض الزعيم الشيعي العراقي البارز علي السيستاني القوات التي تحارب لاستعادة الفلوجة من تنظيم داعش على حماية المدنيين المحاصرين في المدينة الواقعة إلى الغرب مباشرة من العاصمة بغداد.

وضم السيستاني صوته لكثيرين يدعون إلى ضبط النفس في المعركة. وقال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل السيستاني في بيان: »السيستاني أكد في مستهل وصاياه على ضرورة الالتزام بآداب القتال قائلاً، إن للقتال آداباً عامة لابد من مراعاتها حتى مع غير المسلمين«.

وذكر مستشهداً بحديث نبوي: »لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا أن تضطروا إليها«.

عقاب جماعي

إلى ذلك، جاء في بيان للمجمع الفقهي لأهل السنة بالعراق الذي يعد المرجعية الشرعية للسنة ويتخذ من منطقة الأعظمية في بغداد مقراً له، قوله أمس: »نرفض سياسة العقاب الجماعي كونها غير مقبولة من كل الشرائع السماوية والأرضية«. وأضاف أنه لا يجوز ظلم الأبرياء العزل بجريرة انتهاكات تنظيم الدولة، داعياً الحكومة إلى توفير ممرات آمنة لإنقاذ أهالي الفلوجة، بحسب قوله.

واتهم عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات، الحشد الشعبي بقصف الفلوجة عشوائياً، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية، مطالباً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بإبعاد عناصر الحشد عن العمليات بالفلوجة لحين إنهاء المهمة، ومطالباً كذلك قادة الحشد باستنكار التصريحات الطائفية التي أطلقها عناصر منه بحق المدينة وأهلها.

ضد الإرهاب

في المقابل، قال وزير الداخلية العراقي محمد الغبان، حسب ما نقلت »سكاي نيوز عربية«، إن العمليات في الفلوجة هي ضد الإرهاب، وليست بين مكونات الشعب العراقي.

وأضاف أن »معركة الفلوجة هي لتخليص أهلها من أسر داعش، وأن القوات العراقية تتخذ إجراءات لعزل المواقع المدنية في الفلوجة عن مجريات المعركة«. ونفى الغبان أي مخاوف من انتهاكات بحق العشائر السنية، وقال إنها »باطلة ومعركة الفلوجة هي لإعادة الأمن فيها«.

8

أفادت الشرطة العراقية، أمس، بمقتل ثمانية من مقاتلي الحشد الشعبي وتنظيم »داعش« في حادثين منفصلين في مدينة كركوك.

وقالت المصادر إن عبوة ناسفة زرعها داعش في منطقة بشير جنوبي كركوك، ما أدى إلى مقتل عنصر من الحشد الشعبي، فيما قتل عنصر آخر من الحشد برصاص قناص من »داعش«.

وأشارت المصادر إلى مقتل ستة من عناصر التنظيم حاولوا التعرض لقوات البيشمركة الكردية في منطقة قرية تل رابعة غربي كركوك. كركوك ــ د.ب.أ

Email