الأمم المتحدة تدعو لإحالة الوضع السوري إلى "الجنائية الدولية"

حلب تحت القصف رغم إعلان الهدنة

أحد شوارع حي سيف الدولة في حلب كما بدا أمس بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدت التهدئة التي أعلنتها واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق بالالتزام بها، متماسكة في مدينة حلب في شمال سوريا رغم خرق النظام لها ما دفع المعارضة إلى الرد، وعادت الحركة إلى الشوارع بعد نحو أسبوعين على تصعيد عسكري عنيف، في وقت قتل عشرة مدنيين وأصيب 40 آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة قريبة من مواقع تنظيم داعش الذي سيطر أمس، على حقل الشاعر للغاز في محافظة حمص. ودعت الأمم المتحدة إلى إحالة جرائم الحرب السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وسادت حالة من الهدوء المشوب بالحذر جبهات حلب بين قوات الحكومة السورية ومسلحي المعارضة. لكن ناشطين ذكروا أن أربعة أشخاص قتلوا جراء قصف مدفعي للجيش النظام، على مدينتي عندان وقرية المهندسين بريف حلب، رغم الهدنة التي أعلنت في المدينة لمدة 48 ساعة بعد اتفاق روسي أميركي. كما أفادت مصادر أن الجيش السوري قصف بالبراميل المتفجرة، مواقع في محيط بلدة خان طومان ومنطقة الراشدين الجنوبية في ريف ‫حلب، وقتل شخصان في ريف حلب الجنوبي جراء استهداف دبابة تابعة للنظام لسيارة مدنية.

وقالت المصادر إن المعارضة المسلحة استهدفت تجمعات لقوات النظام في ريف حلب الغربي بينها سيارة محملة بجنود نظاميين، واعتبرت المعارضة ذلك ردا على قصف شنته طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام على أحياء عدة في حلب. وأفادت تقارير بحصول بعض الخروقات بقصف لأحياء الميدان والعزيزية وحلب الجديدة، قتل فيه شخص وجرح آخرون بينهم اثنان بحالات خطرة، بحسب مصادر حكومية.

واستمر تحليق الطيران النظام ليلاً من دون الإغارة أو القصف، بحسب ما ذكره سكان. وقالت المعارضة إن قصفاً حكومياً طال أحياء بستان القصر، وبستان الباشا، وصلاح الدين والصاخور.

وعادت الحركة إلى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي بعدما اغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف. كما فتحت أسواق الخضار التي كانت تعرضت إحداها لغارات جوية أسفرت عن مقتل 12 شخصا في 24 أبريل.

وأفادت التقارير عن هدوء في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية الشمالي على حد سواء.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن هناك تراجعاً ملحوظاً في حدة القتال، غير أن بعض الاشتباكات لاتزال مستمرة. وأضاف أن الولايات المتحدة وروسيا ستراقبان وقف الأعمال العدائية، بالإضافة إلى تدفق مساعدات الإغاثة إلى من يحتاجون إليها.

ترحيب وإدانة

وجاء نبأ الاتفاق على الهدنة أثناء اجتماع أعضاء مجلس الأمن الدولي في نيويورك لبحث الوضع المتأزم في حلب. ورحب أعضاء المجلس بالنبأ.

واستمع مجلس الأمن إلى إفادة مسؤولي الشؤون السياسية والإغاثة في الأمم المتحدة بشأن حلب.

وطالب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ومسؤول شؤون الإغاثة في المنظمة وستيفن اوبراين بتقديم المسؤولين عن قصف المستشفيات وتجويع مدينة حلب بسبب الحصار إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ورأى فيلتمان أن على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن تحقق في جرائم حرب محتملة في سوريا.

تفجيران في حمص

وبعيداً عن التهدئة، قتل عشرة مدنيين وأصيب 40 آخرون بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة المخرم الفوقاني في محافظة حمص في وسط سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التفجيرين، احدهما بسيارة مفخخة والثاني انتحاري، اسفرا عن مقتل عشرة مدنيين على الاقل واصابة 40 آخرين بجروح في بلدة المخرم الفوقاني على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مدينة حمص.

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدورها عن مقتل ستة أشخاص واصابة 28 شخصا بجروح خطيرة جراء تفجيرين انتحاريين بسيارة ودراجة نارية في مدينة المخرم الفوقاني في ريف حمص الشرقي.

ويسيطر تنظيم داعش على بلدة جب الجراح القريبة من المخرم الفوقاني، وكان شن قبل أيام هجوما في تلك المنطقة اسفر عن مقتل 16 عنصراً من قوات النظام.

ويأتي اعتداء الخميس بعد ساعات على سيطرة تنظيم داعش على حقل الشاعر للغاز في وسط محافظة حمص.

وبعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة مع قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي سيطر التنظيم على حقل الشاعر للغاز في حمص. وأسفرت المعارك، عن مقتل 34 عنصرا من قوات النظام و16 من التنظيم.

قصف تركي

إلى ذلك، ذكرت مصادر أمن ووسائل إعلام أن المدفعية التركية قصفت منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سوريا ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر التنظيم وذلك ردا على قصف صاروخي عبر الحدود أصيب فيه ثلاثة أتراك.

وكان رئيس بلدية كلس حسن قره قال إن مقاتلي داعش أطلقوا صاروخين سقطا على منطقة سكنية بالبلدة ما أسفر عن إصابة شخص واحد بجروح بسيطة.

من جهته، أعلن حرس الحدود الاردني ان نحو 64 الف سوري عالقون حاليا على الحدود الاردنية بعد موجة العنف الاخيرة في مدينة حلب شمال سوريا.

وفرض الاردن اجراءات امنية اضافية في منطقتي الركبان والحدلات قرب الحدود مع سوريا في بداية العام ما ادى الى تجمع عشرات الالاف على طول الحدود.

وصرح العميد صابر المهايرة أن «العدد في مركز الرقبان الان 59 الفا والى ازدياد. هؤلاء اللاجئون لديهم الرغبة في الدخول للمملكة». وقال المهايرة وصل: «5490 لاجئ خلال 24 ساعة من حلب».

برقية

نقلت وسائل إعلام سورية عن الرئيس بشار الأسد قوله أمس، إن بلاده لن تقبل بأقل من «الانتصار النهائي» على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وفي جميع أنحاء البلاد. وفي برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر فيها موسكو على دعمها العسكري، قال الأسد إن الجيش لن يقبل بأقل من «تحقيق الانتصار النهائي ودحر هذا العدوان» في معركته مع المقاتلين في حلب وغيرها من المدن السورية.

Email